الأربعاء 15 مايو 2024

المجلس العربي للطفولة يعقد أولى ندواته حول عالم "الميتافيرس" وتداعياته

المجلس العربي للطفولة

عرب وعالم18-1-2022 | 17:06

دار الهلال

عقد المجلس العربي للطفولة والتنمية، أولى ندواته المتخصصة بعنوان "الميتافيرس: المفاهيم والتداعيات"، بحضور أكثر من 50 من المهتمين بمجالات تنشئة الطفل والتكنولوجيا والإعلام، وذلك تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس. 

وقال الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس إن العالم مر تاريخيًا بأربع ثورات تربوية منذ بداية الحياة الإنسانية وحتى اليوم، وأن الثورة التربوية الرابعة ستشهد تغيرًا جذريًا في مفهوم وشكل المدرسة. 

وأضاف أنه رغم المخاوف والتحديات مع هذا التقدم التكنولوجي في مجال الميتافيرس والذكاء الاصطناعي، إلا أنه يجب أن تتغير النظم التعليمية لتعمل على إثارة الوعي والإبداع والخيال وتنمية القدرات الإنسانية إذا أردنا أن نعلم التلاميذ أن يكونوا مستعدين ليتعاملوا مع التحديات الفريدة التي سيواجهونها في تغيرات المجتمع والاقتصاد، مؤكدًا أن استعدادنا وأفعالنا هي ما ستقرر قدرتنا على مواجهة هذا التغيير القادم لا محالة. 

من جانبه، وجه ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية "اجفند"، الشكر للمجلس العربي للطفولة والتنمية لطرحه هذه القضية للبحث والنقاش، باعتباره المبادر بالتنبيه لضرورة ركوب قطار الثورة الصناعية الرابعة وتوظيف تجلياتها لصالح تنمية الطفل العربي. 

وأوضح أن "الميتافيرس" لم يعد نظريات سيطول اخضاعها للتجربة ومن ثم التطبيق، فهو وليد تراكم التقنية وتطورها، وقد بدأ بالفعل يتبلور ويحدث تحولات هائلة في الواقع الإلكتروني للشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي، ويكفي دلالة على أن هذا التحول بات واقعًا نعيشه، وأن بعض التقارير تشير إلى أنه سيتم إنفاق نحو 396 مليار دولار على الميتافيرس بحلول عام 2025.

وعرض الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق وأستاذ هندسة علوم الحاسب، مفهوم الميتافيرس كواقع رقمي أو انترنت المستقبل، موضحًا أن هذا الواقع الجديد سيتيح عددًا من الفرص في مجالات التجارة والتدريب والتعليم والسياحة، وأيضًا عددًا من المخاوف في التأثير على الهوية والثقافة والتراث وحالة الاغتراب والتأثير على الجرائم ومحاولات الانتحار والتطرف والإرهاب.

وأوضح أن هناك اتفاقًا على ضرورة اتخاذ إجراءات الاستعداد للتعامل مع ميتافيرس ومنها تحضير المحتوى العربي، وتنفيذ التطبيقات المناسبة لثقافة المجتمع وبناء الوعي الرقمي، وتعزيز أمن البيانات، مع استخدام الإعلام والدراما لتعزيز المواطنة، وإعداد التشريعات المناسبة والبدء في إصدار عملة رقمية مشفرة.

وتناول الدكتور جيفارا البحيري خبير الذكاء الاصطناعي الاتجاهات في التعامل مع التغيرات المحتمل حدوثها مع الميتافيرس، مشيرًا إلى أن الميتافيرس يمكن أن يحدث ثورة في جميع أنشطة الإنسان، وسيكون لها تداعيات تتعلق بالإنسان وهويته وبخصوصية البيانات والمعلومات والمنظومة الأخلاقية، ونشر العنف والإرهاب والتطرف. 

وأكد أن تلك التداعيات يمكن استيعابها وتحويلها إلى فرص لحياة أكثر سعادة ورفاهية للإنسان، حال استنفار ملكاته للتعامل بطريقة إيجابية مع التغيرات المحتملة لشكل الحياة في عالم الميتافيرس الذي سيشهد مراحل أكثر تقدمًا. 

وتم خلال فعاليات الندوة عرض جهود المجلس العربي للطفولة والتنمية في مجال تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة ارتباطًا بنموذجه للتنشئة "تربية الأمل"، قدمها المهندس محمد رضا فوزي مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس. 

وفي ختام الندوة، وجه الحضور الشكر للأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز، قائد مسيرة عمل المجلس العربي للطفولة والتنمية والمؤمن بمستقبل التقنية وفوائدها في تحقيق استدامة التنمية. 

وأوصوا بضرورة الإسراع بالاستعداد والتهيئة لدخول هذا العالم الرقمي الجديد، والعمل على الاستفادة من فرصه لصالح تنشئة أجيالنا القادمة، واستمرار المجلس في عقد هذه اللقاءات لخلق الوعي حول هذا التغيير وتشجيع كل من شأنه دعم الابتكار والإبداع.