الجمعة 17 مايو 2024

«30 يونيو».. يوم الخلاص من الكابوس

30-6-2017 | 11:18

في مثل هذا اليوم من 4 سنوات هب أكثر من 35 مليون مصري، منطلقين في الشوارع والميادين، يعلنون رفضهم لجماعة الإخوان الإرهابية، يهتفون "يسقط يسقط حكم المرشد.. ارحل يا مرسي"، بعد مرور عام كامل من الفوضى واللادولة، عام من التخبط والتراجع والانقسام والاستقطاب الذي اخترق بناء الأسرة الواحدة بمعناها الحرفي، حالة لم نشهدها من قبل، عشناها جميعا بكل أسف في عهد تلك الجماعة الفاشية الفاشلة التي أهانت الدولة العظيمة، ونالت من مكانتها.

 

وكادت حالة الاستقطاب الرهيبة بين أفراد الشعب أن تصل به لمرحلة الاقتتال بين طوائفه وأن يصبح الحال في مصر كما سوريا لولا ستر الله وانتفاضة أبنائها المخلصين، الذين أبوا أن تتولى أمورهم جماعة رجعية اعتادت العمل تحت الأرض وجعلت من التآمرــ حتى لو كان على الوطن نفسه ــ دستورا لها!

 

الكثيرون ممن منحوا أصواتهم لهؤلاء الإرهابيين ندموا أشد الندم على ما فعلوا وكانوا في طليعة من وقعوا على استمارات حركة "تمرد" التي دعت المصريين إلى الخروج يوم 30 يونيو؛ لسحب الثقة من مرسي عيسى العياط وعصابته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والخلاص من المرشد الذي كان يدير شئون البلاد والعباد بينما "الاستبن" مجرد خيال «مآتة».

 

ولأنه وجماعته أصغر وأحقر بكثير من أن يتولوا أمرنا، تخبطوا وارتكبوا من الحماقات والجرائر والأخطاء الكارثية الكثير، اصطدم بالقضاء وشرع لنفسه إعلانا دستوريا صنع منه ديكتاتورا، اصطدم أيضا بالإعلام والشرطة، بل عادى كل مؤسسات الدولة ولوح بامتلاكه جيشا موازيا شكله من عصابات المرتزقة والإرهابيين والمتطرفين والحمساويين، زرعه في سيناء، فكانت هذه العصابات يدا خسيسة قذرة سفكت ولا زالت تسفك دماء الأبرياء والشرفاء من أبناء مصر.

 

هذا العياط كان ينفذ مخططا لاحتلال مصر وتحويلها إلى مركز أو عاصمة لخلافة مزعومة، فتآمر هو وجماعته مع قوى ودول كثيرة من أجل فرض ذلك المخطط على أم الدنيا.

 

وكانوا يحلمون بإعادة مصر إلى عصر الظلام من جديد وسيطرة الخفافيش لكنهم جهلوا التاريخ، تاريخ مصر الكبيرة.. الكبيرة "أوي"، التي لا يمكن لخفافيش الظلام أن تحكمها أبدا، مصر التي كانت عصية على كل من حاول الاقتراب منها، قادرة على مواجهة هؤلاء الحمقى وإفشال مخططاتهم، وهو ما حدث بالفعل يوم 30 يونيو عام 2013 اليوم الذي تحطم على صخرته مخطط الإخوان، يوم ثورة الشعب "بجد" التي أنقذت البلد من نفق مظلم وأعادت للمصريين ثقتهم في أنفسهم مرة أخرى، مدعومين بالتلاحم المتين مع القوات المسلحة التي ستظل درع الأمة وسيفها.

 

في 30 يونيو انحازت القوات المسلحة وعلى رأسها المشير عبد الفتاح السيسي - وزير الدفاع في ذلك الوقت- لخيار الشعب الرافض لاستمرار جماعة الإفك والضلال والإرهاب في حكم البلاد، فكان خروج الملايين في ذلك اليوم المشهود من عام ٢٠١٣ هو الوسيلة السلمية الوحيدة المتاحة أمام الشعب لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع ومن المصير الأسود التي كانت تساق إليه على يد الجماعة الضالة والمضللة، التي نشرت الإرهاب في ربوع البلاد انتقاما من الشعب لرفضه حكمها والتي أقصت جميع القوى الوطنية، ووضعت البلاد كلها في حوزتها.

 

تحية لقواتنا المسلحة التي تضم أبناء كل أطياف الشعب الدرع الواقي للأمن والاستقرار والحافظة لمقدرات الوطن، التي لبت نداء الثورة وتحركت للخلاص من الحكم الإخواني ووضع نهاية لفترة حالكة السواد من تاريخ الدولة المصرية كانت سببا في تراجعها وتخلفها لعدة عقود إلى الوراء، تحية لزعيم مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي حمل رأسه على كفيه ولم يخش الموت من أجل مصر وإرادة شعبها .