صدرت عن دار"ميريت" طبعة ثانية من رواية "عظومة" للكاتب عصام البرعي، لتكون ضمن إصدارات الدار في الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي ستفتتح يوم 26 يناير الجاري وتستمر حتى 7 فبراير المقبل .
وتتناول الرواية كما يقول الناقد د. شريف صالح تداعيات نكسة 1967، مشيرا إلى أنها رواية لا ترتدي جلباب أدب التصوف، ولا تتقنّع بالتاريخ، ولا تجاري موضة "البيست سيلر"، بل تذكرنا بمعطف قديم لموظف عاش في زمن عبد الناصر.
ويضيف صالح أن هذا ينقلنا إلى تصميم الغلاف للفنان أحمد اللباد، الذي استعان بصورة رسمية بالأبيض والأسود لشخص ما، مع تظليل عينيه بلون أحمر، وضعها اللباد في الأعلى، كأنها معلقة على جدار غرفة في منزل عتيق، بينما في المنتصف استحوذت صورة علبة سردين مفتوحة، يظهر فيها السمك الصغير مصفوفا ومجمدا، كأن الغلاف يربط بحبل سري ما بين مأساة الشخصي (بورتريه الرجل)، وهزيمة العام (السردين المعلب).
لا يحدثنا الراوي مباشرة عن النكسة، ولا يتعرض لما هو سياسي إلا في ما ندر، لكن ظلال الهزيمة ماثلة بدءا من تصدير أزمنة مختلفة مطلع كل فصل: 1969، 1971، 1975، 1976، 1977، 1978، 1980، 1984، 1988، فنلاحظ أن الاختيارات الزمنية تنحاز إلى سبعينيات القرن الماضي، فهي رواية عن ذلك العقد أكثر من غيره، لكنها توقيتات ليست ذات فاعلية مباشرة على الفصل الخاص بها، ولا تعني بالضرورة مرور فجوات في السرد الذي جاء متصلا، بحسب تناول الدكتور شريف صالح للرواية نقديا.
وإجمالا فإن هذه الرواية تتضمن نقدا ذاتيا عميقا لأثر الشرخ داخل نفوس من رأوه يتمدد تحت أقدامهم ليحتوي الجميع، وكأنه زلزال حدث بتوابعه الممتدة.