الخميس 30 مايو 2024

كرمه الرئيس السيسي عام 2018.. صبري الدجوي أول كفيف مصري يشارك في بطولة عالمية بالكاراتيه (حوار)

الكابتن صبري عطية الدجوي

تحقيقات22-1-2022 | 11:30

إسراء خالد

فقد بصره منذ عمر الرابعة ليدخل في ظلمة حالكة، وحالة من اليأس وعدم القدرة على التعامل مع العالم المبصر من حوله؛ ليجد طوق النجاة في ممارسته للألعاب الرياضية مثل الجودو والتايكوندو والكاراتيه، والتي ساعدته على التأقلم مع العالم من حوله، محققًا إنجازات عالمية.

ذكر الكابتن صبري عطية الدجوي، صاحب الـ42 عامًا وخريج كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، في حواره، لـ«دار الهلال»، أنه كانت لديه رغبة في تحدي غيره من المبصرين وتحدي نظرة المجتمع إليه؛ ليثبت أنه يستطيع تغيير النظرة عن ذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى رغبته في تحطيم دائرته المظلمة والخروج إلى النور، فكانت ممارسة الكاراتيه نقطة تحول في حياته، وساعدته على إخراج طاقته الكامنة بداخله، وتشجيعه على ممارسة غيرها من الرياضات.

وإلى نص الحوار:

كيف بدأت رحلتك مع الألعاب الرياضية والالتحاق بالكاراتيه؟

تسبب فقداني للبصر في شعوري بالإحباط واليأس فلم أكن أعرف كيف اتعامل مع البشر والعالم المبصر من حولي، فلم أجد سوى الرياضة لتكن مخرجي من العتمة إلى النور، وسبيلي للخروج من الدائرة التي احتجزت نفسي بداخلها، وبدأت بممارسة رياضة كمال الأجسام عام 1997، ولكنني كانت بداخلي طاقة محبوسة لم اكتفي بتخريجها في تلك الرياضة، ففكرت في رياضة آخرى تساعدني على تخريج تلك الطاقة مثل ألعاب الدفاع عن النفس وألعاب القوة؛ ليقع اختياري على رياضة الكاراتية.

طرحت سؤالًا على الموقع الدولي للكاراتيه: "هل يوجد كفيف ممارسًا للعبة الكاراتيه؟"، ولم أجد أحدًا ممارسًا للعبة كفيفًا على مستوى العالم؛ مما أضاف إلى حماسي بأن أمارس تلك اللعبة؛ لأصبح أول كفيف ممارسًا لرياضة الكارتيه حول العالم، وفي البداية قابلت الكابتن، محمد العكاري، والذي يعد الكابتن الخاص بي الآن والمشرف على تدريبي في الكاراتيه، وتساءلت عن إمكانية لعبي للكارتيه، وكانت إجابته: "يمكنك لعب الكاراتيه فكل ما أحتاجه منك هو الإحساس فقط وليس البصر"، وطلب مني ممارسة بعض التمارين في المنزل استعدادًا لممارسة اللعبة مع غيري من المبصرين.

كيف تأقلمت على ممارسة اللعبة مع المبصرين؟

في البداية كنت اتدرب واحفظ التمارين وتدريجيًا مارست اللعبة مع المبصرين عندما حفظت التمارين، وكانت لدي رغبة في أن أحقق ذاتي وأثبت قدرة ذوي الإعاقة البصرية وتغيير نظرة العالم إليهم، وبعد مرور عام أصبحت مسئولًا عن اللياقة البدنية وأدرب نحو 100 لاعب مبصر، واستمرت تلك الرغبة تدفعني إلى تحقيق المزيد من الإنجازات، حتى وصلت إلى القدرة على القفز من بين حلقة نارية، بعدما تدربت فترة على أن أقفز من بينها وهى غير مشتعلة، ثم بعد ذلك أصبحت أقفز وهى مشتعلة.

 

ما الصعاب التي واجهتك في بداية اللعبة؟

تمثلت الصعاب في معرفة حركة الأجسام خاصًة أنها أحد الفنون القتالية، ولكن بالمران تغلبت على كافة الصعاب التي واجهتني عند ممارسة الكاراتيه، ولم يصبح هناك شئ صعبًا، فأصبحت أعرف متى يحتم علي الهجوم ومتى يجب أن أدافع عن نفسي.

والآن أصبح الأمر أكثر عدلًا، فمنذ عام 2021، تم تطبيق الماسك لمنع الرؤية لجميع المنافسين؛ مما يساوي بيننا جميعًا في نسبة الإبصار، فجميعًا على حلبة المباراة لا نرى شيئًا.

 

لم يتوقف نجاحك على المستوى المحلي.. فما أبرز البطولات العالمية التي شاركت بها؟

حصلت على العديد من البطولات المحلية في الكاراتيه، فشاركت في البطولات التنسيقية عام 2006، والتي كانت يتم إجرائها تحفيًزا ودعمًا لممارسي الكاراتيه لتأهيلهم إلى البطولات العالمية وحصلت على المركز الأول في بطولة الرواد لكباتن المدربين عام 2009، حتى قرر الاتحاد الدولي للكاراتيه عام 2014 أن يشارك ذوي الإعاقة في البطولات الدولية، وكنت أول كفيف على مستوى إفريقيا يشارك في بطولة عالمية بالكاراتيه لذوي الهمم.

تمكنت من المشاركة في بطولة العالم مرتين، أحدهما كانت عام 2018 عندما حصلت على المركز السابع في بطولة العالم للكاراتيه بأسبانيا وكرمني الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل «قادرون باختلاف«، وحصلت عام 2020 على المركز الثاني في بطولة الجمهورية للكاراتيه، وحصلت عام 2021 على المركز الأول في بطولة الجيزة للكاراتيه.

كيف كان شعورك بتكريم الرئيس السيسي لك وجني ثمار سنوات طويلة من الاجتهاد؟

كان تكريم الرئيس السيسي لي عام 2018 بمثابة حصاد الثمار، فالرئيس ذو طبع إنساني يعاملنا بإنسانية، وكلماته تبث روح المثابرة وتشجع على استكمال المسيرة، فيومها قال: "لازم تستمروا وتشرفوا مصر وترفعوا علمها في المحافل الدولية أنتم أبطال المستقبل"؛ مما شجعني على استكمال مسيرتي.

 

لم تكتفي بممارسة الكاراتيه فقط.. فكيف بدأت رحلتك مع رياضة الجودو؟

ممارستي للكاراتيه أضافت إلي الكثير على المستوى الشخصي، وزادت ثقتي بذاتي وقدراتي؛ مما دفعني لممارسة رياضات آخرى، مثل الجودو والتايكوندو، فعام 2019 لم يكن هناك بطولات للكاراتيه، فبدأت رحلتي مع الجودو، وحصلت على المركز الثالث في بطولة العرب الدولية للجودو أكتوبر 2020، وكانت آخر البطولات التي شاركت بها بطولة العالم للجودو في دبي نوفمبر 2021

وشاركت في بطولة الجمهورية لعام 2021 في لعبة التايكوندو، فكنت أول كفيف يمارس اللعبة، وتضمنت البطولة إعاقات مختلفة وكنت الكفيف الوحيد؛ مما أثار دهشة الحكام وكان السؤال المتردد على ألسنتهم: "هيلعب إزاي؟"، ولكنني تمكنت من الفوز حاصلًا على المركز الأول على مستوى الجمهورية.

ما خططك للفترة القادمة؟

استعد الآن لبطولة دولية في الجودو، من المقرر أن تنطلق خلال الفترة من 22 مارس القادم، وحتى 29 من الشهر ذاته.