تشارك الطالبة الإيرانية "شبنم مدد زاده" التي كانت تقبع مع شقيقها في سجون النظام الإيراني لمدة 5 سنوات، واجهت خلالها العديد من أشكال وألوان التعذيب، في مؤتمر المقاومة الإيرانية الذي سيعقد غدًا في باريس.
وروت شبنم مدد زاده تربتها القاسية في سجون النظام الإيراني قائلة: "كان يتم الزج بي خلال فترة اعتقالي داخل زنازين انفرادية والاعتداء على شقيقي أمام أعيني وقطع الارتباط بعائلتي والتهديد بالموت والإعدام، وأعمال تعذيب كان يستخدمها النظام الإيراني لانتزاع الاعتراف وفتح ملفات كيدية ثم إقامة محكمة صورية دون أن يكون لي حق الدفاع ثم السجن والنفي في أحد أكثر السجون الإيرانية إرهابا أي سجن جوهردشت (رجايي شهر)".
وأضافت زاده، قضيت مدة السجن في أسوأ الظروف، وشاهدت العديد من الجرائم والإعدامات وأعمال التعذيب التي مورست ليست على السجناء السياسيين فحسب وإنما بحق السجناء العاديين الذين اعتقلوا لجرائم أخرى، مضيفة: "في السجن كنت رفيقة لمئات من النساء وشاهدت عن كثب انتهاكات لحقوق الإنسان المستمرة بحقهن، وحرمت مرات عديدة من اللقاءات العائلية والاتصال بأهلي بسبب ما قمت به بتسريب معلومات عن واقع حال السجون والظروف التي تمر بالنساء وما يحدث داخلها.
وتابعت: كما حرمت من العنايات الطبية مرات عدة، لافتة إلى أن هذه الأساليب متبعة من النظام للضغط على السجناء السياسيين وتعذيبهم، كما أن هناك عددًا كبيرًا من السجناء السياسيين محرومون الآن من تلقي العنايات والعلاج الطبي وكذلك السجناء العاديين يمرون بظروف صحية وطبية بائسة.
النظام الإيراني ينتهك حقوق الإنسان في الداخل ويصدر الإرهاب إلى الخارج
واستكملت: "ما يهمنا هو كشف ما يجري من ظلم وبطش وانتهاكات مستمرة على قدم وساق لحقوق الإنسان وشتى أصناف التعذيب في معتقلات وسجون النظام الإيراني، من قبل الشعوب والحكومات في العالم"، لافتة إلى أن النظام الإيراني ينتهك حقوق الإنسان في الداخل ويصدر الإرهاب إلى الشرق الأوسط.
وتابعت: "مع مجيء روحاني، ظن المجتمع الدولي أنه قد وجد رجلا معتدلا في إيران، بينما الواقع هو بمثابة نكتة وسراب لأولئك الذين يعيشون خارج الحدود الإيرانية، إني بصفتي طالبة جامعية وشابة إيرانية عشت العام الأخير من السجن في ولاية روحاني، رأيت بعد الخروج من السجن أن الاتفاق النووي بين مجموعة الدول الخمس زائد واحد مع النظام، ليس فقط غير مؤثر في تحسين حال الشعب الإيراني فحسب وإنما أصبحت الظروف المعيشية للمواطنين خاصة الشباب أصعب، لافتة إلى أن التوافق جاء ليرخي حبال العقوبات على النظام الإيراني ولكن انتهاكات حقوق الإنسان وممارسة العنف استمرت كالعادة".
واستطردت: "في حكومة هذا الرئيس المسمى بالمعتدل، زاد عدد الإعدامات بنسبة عالية، بحيث ينفذ إعدام في كل 8 ساعات في إيران، كما أن عدد المظاهرات الاحتجاجية الشعبية قد زاد بشكل لافت خلال فترة 4 أعوام وعدة أشهر من ولاية روحاني، من المعلمون والعمال وشرائح أخرى من الشعب يتظاهرون لمعيشتهم اليومية ولكن احتجاجاتهم تواجه حملات همجية يشنها النظام، لافتة إلى أن عدد كبير من العمال والمعلمين والطلاب والشباب أقدموا على الانتحار أو حرق النفس لأسباب تتعلق بمشاكلهم المالية أو البطالة".
الأموال المفرج عنها بعد الاتفاق النووي أنفقت لتصدير الإرهاب في المنطقة
وأكدت أن واقع حال الشعب الإيراني يفيد أن الأموال المفرج عنها جراء الاتفاق النووي، والتي منحت للنظام الإيراني، لم تصرف لحل المشكلات المعيشية للمواطنين وإنما أنفقت كلها لتصدير الإرهاب في المنطقة، لافتة إلى أن رسالة الشعب الإيراني هي انه يجب تغيير النظام لأنه يستمر بإثارة الحروب وتصدير الإرهاب إلى دول الجوار والصديقة ولن يتخلى عن إرسال المال والسلاح للميليشيات إلى هذه الدول.
واستكملت: "يجب صرف هذه الأموال التي تتعلق بالشعب الإيراني في خدمة رفاهية الشعب، كما أن الصفقات والمفاوضات بين الدول الغربية والنظام الإيراني هي بمثابة زيادة المشانق في الساحات الإيرانية وزيادة البؤس والمحن للمواطنين الإيرانيين ومد تدخلات النظام وتطاول قوات الحرس على دول المنطقة".