الثلاثاء 21 مايو 2024

أسرة الشهيد عبدالرؤوف الصرفي: أبناؤه عازمون على استكمال مسيرته لحماية الوطن

اسرة الشهيد اللواء عبدالرؤوف الصرفى

الجريمة22-1-2022 | 20:43

إبراهيم محمد

أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات عيد الشرطة، الثلاثاء المقبل 25 يناير، ولا يمكن أن تمر ذكرى احتفال الداخلية بعيد الشرطة، دون أن نخلد ذكرى أبطالها وشهدائها الذين بذلوا أنفسهم وأرواحهم فداءًا لهذا الوطن، شهداء ضحوا من أجل استقرار البلاد، تركوا منازلهم ووهبوا حياتهم ﻻقتلاع جذور الإرهاب، فكل منهم رسم لوحته الخاصة بدماء البطولة والشجاعة، وقوة ثقتهم في شعارهم -النصر أو الشهادة- سيخلد التاريخ ذكراهم بحروف من نور ضمن أمجاد الشهداء، وسيبقى أثرها ما بقيت مصر مرفوعة الرأس بتضحيات أبنائها الشجعان.

وكان من بين هؤﻻء اﻷبطال الشهيد البطل اللواء عبدالرؤف فوزي حامد الصيرفي، مساعد الوزير، حكمدار الجيزة الذي استشهد يوم 31/12/2014، إثر تفجير الإرهابيين لعبوتين محلية الصنع بمحيط جامعة القاهرة، وكان على رأس القوة المكلفة بتأمين محيط الجامعة من بطش الإرهابيين، لينول الشهادة التي تمنها ليختتم بها تاريخه الأمني المشرف، رحل الشهيد وترك خلفه 4 أبناء "فوزي ويارا وآية ومحمد، منهم من سار على دربه في حماية الوطن، ومنهم من يعيش على ذكراه العطرة، عاشوا معه في كرامة وشرف وتركهم في عزة باستشهاده.

تحدثت "بوابة دار الهلال" مع أسرة الشهيد لاستعادة ذكراه العطرة في ذكرى عيد الشرطة الـ70.

بصوت يملؤه الفخر والعزة بتاريخ والدها الشهيد الحافل بالبطولات والتضحيات، قالت "يارا" ابنة اللواء الصرفي لـ بوابة الهلال: خبر استشهاد والدي كان صدمة وفاجعة كبرى، خاصة وأن استشهاد والدي كان بعد فرح نجلته الصغرى بيومين فقط، وهو من طلب بتعجيل موعد الزفاف زي ما يكون قلبه حاسس، وقبل وفاته بأيام انتابنا جميعا شعور بالضيق غير معروف السبب.

وعن علاقة الشهيد بأبنائه أضافت، كان دائما يوصينا بالاعتماد على الله ثم على أنفسنا، واستطاع بحكمته زرع الموضوع ده فينا منذ الصغر، مشيرة إلى أنه رغم  وظيفته المهمة إلا أنه كان شديد التواضع وكان دائمًا يحثنا على مساعدة الآخرين، إذا استطعنا وفعلا الحمد لله ده بنطبقوا في حياتنا.

وأشارت ابنة الشهيد قائلة: فوزي أخويا الكبير ظابط شرطة وبيحاول يسير على خطاه في حماية هذا الوطن، وكذلك محمد أخويا الصغير في المرحلة الثانوية، يرغب في الالتحاق بكلية الشرطة علي الرغم من استشهاد الوالد ولكن ما حدث لوالدي لم ينال من عزيمتهم، بل بالعكس أعطاهم دافع أقوى لاستكمال مسيرة والدي البطل بكل شجاعة وإقدام.

وأضافت أن الدولة تقدر وتحترم أهالي الشهداء، وأن ذلك يشعرنا بأن الشهيد مازال بيننا، كما يحاولوا تعويضنا بكل الطرق، ويكفي أن الدولة خلدت ذكرى والدي باطلاق اسمه على مدرسة كبيرة في محافظة البحيرة محل الميلاد.

من جانبها، استعادة زوجة الشهيد الصرفى بعض من ذكراه التى تعيش عليها حتى الان مؤكده انها دائما ما كانت تفتخر به وبنزاهته‘ وبعد رحيله ايضا ستظل تفتخر بعزة استشهادة: كان بيحب الشغل جدا وكان اهم حاجه في حياته وانا كنت دائمة الخوف عليه لانه كان بيطلع مأموريات صعبة وكان يوميا يتعامل مع المجرمين‘ وخوفى عليه كان بسبب شهرته كظابط شرطة وسط هذه الأوساط الخارجة عن القانون‘ وفى يوم من الايام هدده احد المجرمين بخطف ابنائه‘ لكن ده مقللش من عزمته بالعكس اصر علي القاء القبض هذا المجرم وكان مجرم شديد الخطورة‘ وعلي الرغم من خوفى عليه وعلي اولاده الا انى كنت بشعر بالسعيدة لتفوقه في عمله وسمعته الطيبة.

وعن طبيعة حياته بعد الثورة اكدت ارملة الشهيد بعد الثورة تجددت مخاوفى بسبب استغلال الخارجين علي القانون الأحداث وانتشار الارهاب والانفلات الامنى وبالفعل وأثناء مروره لتامين محيط جامعة القاهرة في اليوم المشؤم فجر  الارهابيين ٤ قنابل محلية الصنع وعلي اثر ذلك دخل الشهيد مستشفي المعادي العسكري وقام بإجراء عدة عمليات جراحية وبائت الأخيرة بالفشل الا انى استودعه عند الله وخاصة لانه شهيد وعلي الرغم من صعوبة الفرق الا ان مشاعر الفخرى به تطغى علي مشاعر الحزنى.

 وأضافت زوجة الشهيد انها تتوسم في نجليها تكملة مسيرة والدهم ومقاومة الإجرام أيا كان ثمن ذلك للمحافظة على أمن البلد واستقرارها، مشيرة إلى أن البطل قبل أن ينال الشهادة كان دائما ما يردد فرحته في حال انتهاء حياته في خدمة وطنه، مؤكدة أنه لم يكن يخشى الموت خاصة في أثناء خدمته بسيناء، وقاد أكثر من حملة على البؤر الإرهابية وحدثت أكثر من عملية إرهابية في سيناء أثناء خدمته هناك لكن ربنا كان بينجيه وكان مثل هذه العمليات بتزيده إصرار وكان متأكد أن الإرهاب سوف ينتهي، وأنهم قادرين على الضرب من حديد والقضاء نهائيا عليه.

واختتمت زوجة الشهيد حديثها بتوجية كل الشكر والعرفان بالجميل لكل رجال الشرطة الأوفياء الذين ضحوا وسيضحون بكل غالي ونفيس لحماية البلد: "كل عام وكل رجل أمن شريف بخير وعيد سعيد عليكم وعلى بلادكم".