الجمعة 17 مايو 2024

شركة الإسكندرية للزيوت: إنشاء 4 مجمعات صناعية بتكلفة تصل لـ6 مليارات جنيه (حوار)

المحررة مع رئيس شركة الإسكندرية للزيوت والصابون

اقتصاد23-1-2022 | 14:12

أنديانا خالد
  • واجهنا تحدي رفع حجم الإنتاج إلى 12 ألف طن شهريًا خلال الـ 7 سنوات الماضية
  • لدينا خطة لتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 10% خلال المرحلة الأولى
  • تم الاتفاق مع وزارة الزراعة على زراعة 100 ألف فدان من البذور الزيتية
  • قرار رفع زيت التمويني حافظ على الأسواق من ظهور المحتكر 

 

تتجه مصر خلال السنوات المقبلة، إلى تحقيق اكتفاء ذاتي من صناعة الزيوت، من خلال عدد من الخطوات، أولها الاتفاق على الزراعة التعاقدية لمحصول فول الصويا، كذلك عباد الشمس، بجانب نقل مصانع الزيوت التابعة لوزارة التموين من المجمعات السكانية إلى المجمعات الصناعية، وتركيب وتطوير أحدث الأجهزة العالمية في صناعة الزيوت، مما تخفض من عدد العمالة، إلا أنه لن يتم الاستغناء عنهم، بل سيكون بحاجة إلى عمال أكثر مهارة وتطور في استخدام الأجهزة الحديثة في تصنيع الزيوت.

حاورت بوابة «دار الهلال»، أحمد عبد الوهاب رئيس شركة الإسكندرية للزيوت والصابون، التابعة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، والذي كشف كافة التفاصيل عن خطوات تصنيع الزيت التمويني، وأيضًا خطة الدولة خلال الـ5 سنوات الأولى في تحقيق اكتفاء ذاتي من صناعة الزيوت، إلى جانب نقل المصانع إلى المنطقة الصناعية الجديدة.

وإليكم نص الحوار:
 

بداية.. ما هي آخر المستجدات بشأن تطوير شركات الزيوت التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية؟

شركات الزيوت لم يحدث بها تطوير منذ 35 عامًا، حيث يعود عمر المباني التي تضم هذه الشركات إلى عصر محمد علي، فأصبحت أجهزة المصنع بأكمله متهالكة لا تتجاوز طاقتها اليومية أكثر من 1600 طن، كما أن أجهزة استخلاص الزيوت لا تتجاوز طاقتها الـ200 طن يوميًا.

ومؤخرًا، انتهت شركة الاستشارات الفنية «بي دي أو»، من دراسة تطوير 5 شركات للزيوت تابعة لوزارة التموين من الناحية الفنية والإدارية والتسويقية، وذلك للشركة الإسكندرية للزيوت والصابون، وكذلك طنطا للزيوت، والمصرية للنشا والخميرة، وشركة أبو الهول، وأخيرًا شركة النيل، فقد تضمنت الدراسة إنشاء 4 مجمعات صناعية بتكلفة تصل إلى 6 مليارات جنيه، خلال فترة تتراوح ما بين 3 سنوات إلى 5 سنوات، بطاقة إنتاجية ألفين و400 طن يوميًا.

ولماذا لم يتم تجديد المصانع القديمة وإعادة تأهيلها؟

كان هناك بدائل، إما أن يتم تطوير الشركات القائمة إلا أن الأمر كان صعبًا داخل الكتل السكنية، لذا تم اختيار البديل الثاني وهو إقامة المصانع في المدن الصناعية، فالهدف من هذا منافسة شركات القطاع الخاص والشركات العالمية، علمًا بأنه كان هناك تحدٍ كبيرٍ وهو رفع حجم الإنتاج من 6 آلاف طن في الشهر، إلى 12 ألف طن شهريًا على مدار الـ 7 سنوات الماضية.

وما هي أبرز المعلومات عن المجمعات الصناعية؟

حصلت الشركة القابضة للصناعات الغذائية على قطعة أرض لإنشاء مجمع صناعي في منطقة برج العرب على مساحة 140 ألف متر؛ لاستخلاص الزيوت بطاقة يومية تصل إلى 3 آلاف طن بذور، وأيضًا تكرير وتعبئة الزيوت بطاقة تصل إلى 800 طن يوميًا، كما سيتم إنتاج السمن النباتي بطاقة 5 آلاف طن يوميًا، وأخيرًا الاتجاه نحو إنتاج الأعلاف.

وتتضمن  المرحلة الأولى في المجمعات الصناعية، تكرير وتعبئة الزيوت -والتي قد تستغرق نحو 15 شهرًا-، ثم تأتي مرحلة استخلاص الزيوت والتي تستغرق نحو 22 شهرًا، ثم مرحلة التعبئة.

وهناك مجمع آخر سيتم إقامته في العاشر من رمضان؛ لتكرير وتعبئة الزيوت النباتية بطاقة 800 طن يوميًا، أما الثالث سيكون في محافظة سوهاج، وخاص باستخلاص الزيوت والبذور بطاقة تصل إلى ألفين طن يوميًا، وأخيرًا الرابع، وسيكون بمنطقة العامرية، وسيكون متخصص في إنتاج المنظفات الصناعية بطاقة 40 ألف طن سنويًا سترتفع تدريجيًا على فترة 5 سنوات إلى 100 ألف طن.

ذكرت أنه سيتم الاعتماد على الأجهزة الحديثة التي تم استيرادها من الخارج .. فما هو دور العمالة في المصانع بعد التحديث؟

لن يتم التخلي عن عامل واحد في المصانع، ولكن الفترة المقبلة سنكون بحاجة إلى عامل لديه المهارة في التعامل مع الأجهزة الحديثة، وذلك سيتم من خلال دورات تدريبية لهؤلاء العمالة.
 

هل هناك مخطط أن يتم التصنيع للغير؟

لا أحبذ هذه الفكرة، كيف يتم التصنيع للمنافس؟، هذا يعني أنني أجعل المنافس يعرف أسرار تصنيع المنتجات، أنا الآن لدي أكبر منافذ تسويقية على مستوى الجمهورية، فلدنيا 33 ألف منفذ تابع للشركة القابضة للصناعات الغذائية، بالإضافة إلى بقالي التموين، وأكثر من 6 آلاف منفذًا تابع لمشروع «جمعيتي» الذي قامت وزارة التموين مؤخرًا بطرحه.

وكم يصل استهلاكنا من الزيوت في مصر؟

وصل حجم استهلاك مصر من الزيوت إلى 2.6 مليون طن سنويًا، فقد ارتفع بنسبة 4% عن العام الماضي، فيما وصل حجم الاستيراد إلى 97%، حيث يتم استيراد مليون طن زيت نخيل من ماليزيا وأندونيسيا، فمن الصعب زراعته في مصر؛ نظرًا لاحتياجه درجة حرارة مرتفعة وأمطار طوال العام، كما يتم استيراد زيت الصويا والعباد بنسبة 1.6 مليون طن، وهذا النوع من الزيوت يمكن زراعته في مصر ويتم خلال الفترة الحالية، فقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بخفض نسبة زراعة نبات الزينة، على أن تكون الزراعة الفترة المقبلة النباتات الزيتية.

تعد نسبة 97% استيراد زيوت كبيرة، ورغم ذلك لم نتأثر بتحركات السعر العالمي بشكل كبير.. فلماذا؟

فاتورة الاستيراد تضاعفت خلال الـ 5 سنوات الماضية، فكان سعر الطن يسجل 6 آلاف جنيه، اليوم وصل إلى 23 ألف جنيه، ويرجع سبب ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وأيضًا ارتفاع البترول، بالإضافة إلى الطلب العالمي.

أما فيما يخص لماذا لم تتأثر مصر، فذلك يعود إلى قيام الحكومة بتوفير احتياطي استراتيجي من الزيت تصل إلى أكثر من 6 أشهر.

إذن.. لماذا لجأت وزارة التموين مؤخرًا إلى رفع سعر زيت التموين بمقدار 4 جنيهات ليسجل اللتر 25 جنيهًا؟

ارتفاع الأسعار كان خطوة ضرورية لابد أن نتخذها؛ حفاظًا على السوق من ظهور ما يسمى «السوق السوداء» أي وجود سعرين، ومن ثم يظهر المحتكر، فكان لابد أن يكون هناك سعر قريب من سعر السوق الحر.

سبق وأن حدد وزير التموين بزجاجة زيت واحدة لكل فرد.. فهل من الممكن أن تزيد هذه الحصة بعد ارتفاع الأسعار؟

الدراسات التي تم إجرائها مؤخرًا أثبتت أن زجاجة واحدة تكفي الفرد في الشهر، خاصة وأن الدولة مازالت تتحمل من 4 إلى 5 جنيهات في سعر زجاجة زيت التموين، كما أن قرار رفع سعر الزيت كان بهدف عدم خلق سوق سوداء، فقد تم ضبط عددًا من زجاجات الزيت التمويني تباع في السوق الحر، لذا تم تحديد زجاجة زيت لكل مواطن.

من وجهة نظرك.. كم مرة يتم القلي في الزيت التمويني؟

يفضل القلي بزيت خليط من زيت الذرة والعباد، فهو يعطى ثقلًا في الزيت وفائدة أكبر، ويعد خطرًا للغاية إذا تم القلي في الزيت أكثر من مرة، إلا أن ربة المنزل قد تقوم بالقلي أكثر من 3 مرات، مما يشكل خطورة على صحة الفرد.

مؤخرًا انتشرت سيارات تقوم بشراء الزيت المستعمل من ربات البيوت.. فما هو أوجه استعمال هذا الزيت؟

أحذر من بيع الزيت المستعمل لدى هؤلاء الأشخاص المجهولين، فإن هذا الزيت قد يتم تبييضه وإعادة بيعه للمواطنين بسعر جاذب للشراء، مما يمثل خطورة على صحة المواطن قد تصل إلى الإصابة بالأورام الخبيثة «السرطان».

كما أن إعادة بيع الزيت المستعمل يدخل تحت بند الغش التجاري، وفي حالة ضبطه، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هؤلاء الأشخاص، وفقًا لمواد القانون لحالات الغش التجاري، والتي تكون توقيع غرامة مالية، وقد يصل الأمر إلى السجن، ويجب على المواطنين عدم بيع الزيت المستعمل وتسليمه لدى مبادرة وزارة البيئة لتجميع الزيت، كما يجب عند شراء الزيت التأكد من سلامة العبوة والعلامة التجارية.

هل سنصل إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي من الزيوت؟

لدينا خطة لتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 10% خلال المرحلة الأولى، فقد وجه وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، بالبدء في استيراد البذور من دول إنتاجها زيت الفول الصويا من الولايات المتحدة والأرجنتين، وزيت عباد الشمس من الجبل الأسود وأوكرانيا، وروسيا، كما تم الاتفاق مع وزارة الزراعة على زراعة 100 ألف فدان، وكذلك تحديد سعر طن الفول الصويا عند 8 آلاف جنيه، وسعر طن عباد 8500 جنيه، وذلك في ضوء تشجيع الفلاحين على زراعة البذور.

وكم تصل نسبة الزيوت في الفول الصويا وأيضا عباد الشمس؟

أتوقع خلال الفترة المقبلة سوف ترتفع التعاقدات على زراعة المحاصيل الزيتية، والتي يمكن زراعتها في الأراضي الصحراوية، حيث يبلغ عروة عباد الشمس طوال العام 3 عروات، وتصل نسبة استخلاص الزيوت منها إلى 42%، أما فول الصويا تصل نسبة استخلاص الزيوت منها 17%، فمن المتوقع أن يتم زراعة  250 ألف فدان فول صويا، والكانولا تصل إلى 45%.
 

هناك أزمة نواجها خلال الفترة الأخيرة وهي ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة.. فما هي خطة شركة الزيوت في هذا القطاع؟

لا تساهم شركات الزيوت التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بنسبة كبيرة في صناعة الأعلاف، حيث يصل حجم الإنتاج السنوي إلى 40 ألف طن، وتعد هذه النسبة ضئيلة للغاية، ويعود ذلك إلى قرارات وزارة الزراعة بضرورة الالتزام بنسبة البروتين التي تصل إلى 14% فقط، إلا أننا مع افتتاح المجمعات الصناعية الجديدة قد نتجه إلى زيادة الطاقة الإنتاجية من الأعلاف.

اقرأ أيضا


بعد رفع الأسعار.. هل ستزيد حصة زيت التموين للفرد؟
«التموين» تحذر من بيع الزيت المستعمل لمجهولين.. وتناشد بالاشتراك في مبادرة «جرين بان»
نكشف تفاصيل إضافة فيتامين د في زيت التموين.. "دار الهلال" داخل شركة تصنيع زيت الخليط (فيديو)