خرج ملايين المصريين في "انتفاضة شعبية " يوم 30 يونيو 2013 في ميادين ومحافظات مصر المختلفة معبرين عن غضبهم من حكم الإخوان.
ارتفعت الهتافات وتعالت الأصوات المطالبة برحيل الرئيس المعزول محمد مرسي وإسقاط حكم المرشد، حيث طالب المتظاهرون بسحب الثقة من الرئيس الإخواني وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، بعد ما استشعر الشعب المصري الخطر على وطنهم من جماعة ارتكبت العديد من الأخطاء خلال عام واحد من حكمها لمصر.
"عام وثلاثة أيام" قضاها مرسي وجماعته في الحكم شهدت أحداثًا ومواقف كثيرة ارتكبوا فيها العديد من الأخطاء الفادحة ضد الدولة ومؤسساتها، وأصبحت تشكل تهديدًا للسلم والأمن العام في المجتمع، وكشفت الجماعة خلالها عن نواياها في تحقيق حلم الخلافة، وكانت كل خطط الإخوان تهدف للسيطرة على مفاصل الدولة وأخونتها، ليطلق الشعب ثورته ويعلن عن تمرده ويسطر تاريخًا جديدًا لمصر في 30 يونيو 2013.
وكما انحازت القوات المسلحة لإرادة الشعب في 25 يناير، فإنها دعمت مطالبه ووقفت بجانبه في 30 يونيو، وفيما يلي أهم الأسباب التي أدت إلى قيام ثورة 30 يونيو:
التعدي على السلطة القضائية
تمثل ذلك في عدم احترام أحكام القضاء، وافتعال أزمات متتالية مع السلطة القضائية بدأت بإقصاء النائب العام، وإصدار مرسي إعلانات دستورية تمس القضاء والحريات العامة، وقام أنصاره بمحاصرة المحكمة الدستورية، واستمرت الأزمات حيث رفعت الإخوان شعار تطهير القضاء والعمل على رفع سن التقاعد للقضاة، جاء ذلك ردًا على ما حكمت به محكمة القضاء الإداري بوقف قرار تنظيم الانتخابات البرلمانية، لتستمر الأزمات بين القضاء والرئاسة مما تسبب في إثارة غضب الرأي العام.
عفو رئاسي عن الإرهابيين
بعد 19 يومًا فقط من تسلمه منصبه أصدر الرئيس المعزول قرار العفو عن السجناء شمل 588 سجينًا بينهم فلسطينيين، كانوا متهمين في عدد من القضايا، أبرزها أسلحة وذخيرة، واستعراض قوة، وسرقة دون سلاح، لكن أغرب ما حدث في تاريخ قرارات العفو الرئاسي، أنه لأول مرة تشهد مصر في عهد مرسي، قرار بالعفو عن سجناء هاربين فقد أصدر مرسي قرارات عفو عن 18 ثم عن 9 من المتهمين في قضية تنظيم الإخوان الدولي على رأسهم الداعية وجدي غنيم وإبراهيم منير أمين عام التنظيم الدولي للإخوان، والقيادي الإخواني يوسف ندا وغيرهم، بالإضافة للسجناء في قضايا إرهابية والمحكوم عليهم في قضايا تمس الأمن القومي للبلاد .
تهديد الوحدة الوطنية
أدت ممارسات النظام الإخواني إلى بث روح الكراهية والفرقة بين أبناء الوطن، وفشل مرسي في توحيد القوى الثورية والمدنية والسياسية تحت مبدأ المشاركة، بل عمل على تغليب مبدأ المغالبة، وحدثت فتنة كنيسة الخصوص، ولأول مرة يتم الهجوم على الكاتدرائية التي راح ضحيتها عدد من الأقباط، أثناء تشييع جنازة أهلهم وأقاربهم، إضافة إلى عدم حل مشاكل الأقباط المتمثلة في وضع قوانين خاصة ببناء الكنائس.
الإقصاء وأخونة الدولة
حرص الإخوان على اختراق جميع أجهزة الدولة للسيطرة عليها، فخلال 8 شهور فقط من الحكم تم تعيين المنتمين لجماعة الإخوان في مختلف أجهزة الدولة منهم 8 وزراء و5 محافظين و8 في مؤسسة الرئاسة، كما نجحوا في اختراق مفاصل 20 وزارة من خلال تعيين مستشارين للوزراء، ومتحدثين إعلاميين ورؤساء للقطاعات ومديرين لمكاتب الوزراء إضافة إلى تعيين 5 نواب محافظين، 12 رئيس حي ومركز، و13 مستشارًا للمحافظين.
أزمة مياه النيل
كانت تلك الأزمة خير دليل على كشف غباء الإخوان وسوء إدارتهم حيث تم تناول موضوع بناء سد النهضة الإثيوبي بطريقة سلبية وسوء إدارة للحوار مع القوي السياسية، وفضلًا عن فضيحة بث الاجتماع على الهواء مباشرة في مسألة تخص الأمن القومي للبلاد، ما أسهم في أزمة دبلوماسية وتوتر العلاقات مع إثيوبيا وقضى على محاولات فتح حوار معها بشأن سد النهضة للحفاظ على حقوق مصر المائية.
تراجع السياسة الخارجية
تدهورت السياسة الخارجية المصرية، وضاعت هيبة الدولة المصرية، وتراجعت علاقات مصر بدول محورية عديدة خاصة في العالم العربي، حيث تقزمت علاقات مصر الخارجية باستثناء العلاقات مع دول بعينها تدعم حكم الإخوان في مصر مثل تركيا وقطر.
أزمة دستور 2012
تم الانفراد بصياغة الدستور، وصدر مفتقدًا للتوافق الوطني، فكانت غالبية أعضاء لجنة صياغة الدستور من حزب الحرية والعدالة "الحزب الحاكم آنذاك" وحلفائهم من الإسلاميين، وانفردت جماعة الإخوان باختيار أعضاء جمعية تأسيسية تم انتخابهم من خلال اتفاقها مع حزب النور متجاهلة الحديث عن التوافق، فيما انسحب من لجنة صياغة الدستور ممثلي الكنائس وبعض التيارات الليبرالية مما أدى إلى زيادة حالة الاستقطاب في الشارع المصري .
الإعلام وماسبيرو
هاجم مرسي الإعلام، وفي محاولة لتأسيس الفكر الإخواني، سعى الإخوان لاختراق ماسبيرو وزرع عناصرهم بداخله، كما سعوا لأخونة المؤسسات الصحفية والإعلامية الأخرى، بالإضافة لملاحقة الإعلاميين المعارضين، وتفاقم الأمر بمحاصرة أنصاره لمدينة الإنتاج الإعلامي والتهديد باقتحامها .
الثقافة والفنون
سعى الإخوان إلي تغيير هوية مصر الثقافية، بدءًا من منع عروض الباليه بالأوبرا، إلي تحويل قصور الثقافة إلي منابر إخوانية لنشر فكر سيد قطب وحسن البنا وغيرهم، وإقصاء قيادات وزارة الثقافة واستبدالها بشخصيات تدين بالولاء للجماعة، وكان اعتصام المثقفين داخل وزارة الثقافة، رفضًا لأخونه الوزارة من أبرز المشاهد التي دقت أول مسمار في نعش النظام الإخواني.
أزمات اقتصادية
أثرت الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية، وتفاقمت أزمة العجز في البنزين وأنابيب البوتاجاز والكهرباء، كما تدهور التصنيف الائتماني لمصر على المستوى الدولي ليصل إلى مستوى أقل من التصنيف الحالي للدول المتعثرة مثل اليونان، بالإضافة لمشروع النهضة الإخواني الذي لم يتحقق منه شيئًا وبحسب الاقتصاديون، فقد حمل المشروع الكثير من التناقضات ولم توجد آلية واضحة لتنفيذه .