السبت 23 نوفمبر 2024

أخبار

عميد "العلوم السياسية" بجامعة الجزائر: زيارة تبون لمصر تهدف لتحقيق شراكة حقيقية

  • 24-1-2022 | 17:11

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون

طباعة
  • أ.ش.أ

 أكد عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور سليمان الأعرج أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى مصر اليوم لها دلالات عديدة، أهمها الرغبة السياسية المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وصولا إلى شراكة حقيقية.

وقال الدكتور سليمان الأعرج - في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - "إن تقييم الإمكانيات والفرص المتاحة يؤهل مصر والجزائر في إطار العمل العربي المشترك لقيادة المنطقة العربية ومنطقة الساحل الأفريقي نحو أفق أفضل، حيث ترتكز هذه القيادة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول، وجعل التنمية أولوية مشتركة".

وأوضح أن عمق العلاقات المصرية الجزائرية يساهم بشكل أساسي ومحوري في خلق آليات التجديد والتكيف مع مختلف التحولات والتحديات، منوها بأن العلاقات بين البلدين قائمة على أسس راسخة وقاعدة متينة تتيح للدولتين التنسيق والعمل المشترك بالأريحية المطلوبة؛ استنادا للفهم المشترك لطبيعة التحديات والرهانات، نظرا لكون مصر والجزائر دولتين مساهمتين في صناعة الأمن والاستقرار في المنطقة في الوطن العربي وأفريقيا وصمام آمان لهما.

وأضاف الأعرج أن الإرادة السياسية في البلدين تظل قوية بقوة الرابط الذي يجمع بين البلدين، بما يعكس طموحات الشعبين المصري والجزائري، لافتا إلى أنه لا يمكن التشكيك قط في أهمية دور البلدين لخدمة السلام في المنطقة العربية والأفريقية، كما أن زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر تؤكد على الإيمان بأهمية العمل العربي المشترك والاهتمام البالغ في السياسة الخارجية لكلا البلدين بالبعد العربي والأفريقي وتداعياته على قضايا التنمية.

وشدد على أن التنسيق بين مصر والجزائر ظل ومازال عالي المستوى، ويرقى إلى مستوى القوة والإمكانات التي يتمتع بهما البلدان، اللذان لديهما القدرة على خلق أدوات التجديد في علاقاتهما الاستراتيجية، مبينا أن التوافق والانسجام فيما يتعلق بقضايا الأمن والتنمية في المنطقة وبالتحولات التي تعيشها دول الجوار، هو تنسيق نابع عن فهم حقيقي لمختلف الأجندات التي تستهدف أمن المنطقة، ونابع أيضا من عقيدة أمنية واقتصادية قائمة على مبادىء مشتركة تؤسس لأهمية وحدة وحماية دول الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي في المنطقة.

وفيما يتعلق بالملف الليبي، قال الدكتور سليمان الأعرج "ليبيا هي عمق استراتيجي لمصر والجزائر، وما يربط البلدين بدول الجوار هو مبدأ المصير المشترك، وهو ما يستوجب العمل المشترك لدعم الاستقرار ووحدة وسيادة دول الجوار"، لافتا إلى أنه بات من المهم ومن الواجب إيجاد آليات عمل ميدانية وتنسيق مشترك بين الجزائر ومصر ودول الجوار، بما يخدم مصالح شعوب المنطقة. 

كما نوه بأن مصر والجزائر لديهما إرث دبلوماسي وسياسي كبير ومهم من شأنه أن يكون تجربة ملهمة للدول في دعم الاستقرار والسلام والتنمية. 

أما على الصعيدين الاقتصادي والثقافي، فقال الأعرج "إن البلدين يمتلكان مقدرات مهمة يمكن أن تدعم ركائز الاستقرار والتنمية"، مشددا على أهمية البحث والعمل على إيجاد آليات توظيف مشتركة وتنسيق الأدوار.

وأضاف أن الحديث عن لم الشمل العربي قائم على الاستثمار في النقاط التي تجمع مصالح شعوب المنطقة العربية، موضحا أن مصر والجزائر تعملان على دعم مختلف القضايا العربية، وتساهمان في كل مبادرة من شأنها أن تلم الشمل العربي ونبذ التفرقة ورفض كافة محاولات التدخل الأجنبي في المنطقة العربية، ولا تستغلان الأزمات الطارئة على الساحة العربية.

وأكد أن أكبر ما يهدد السلم العربي، هو التدخلات الأجنبية والأجندات التي تحاول بعض القوى الأجنبية فرضها على الدول العربية لتغيير سياساتها، قائلًا "كلما كان العمل العربي المشترك قويا، كلما أصبحت المنطقة أكثر استقرارا".
ورأى أن عودة سوريا إلى المعسكر العربي بات أولوية تمليها تسارع الأحداث والمخططات التي تهدف إلى إضعاف قوة واستغلال إمكانيات الدول العربية، كما أن استعادة القضية الفلسطينية لمكانتها ضمن أولويات العمل العربي المشترك تشكل رهانا أساسيًا للاستقرار في المنطقة العربية وأداة ضغط حقيقية في مواجهة الضغوطات والإملاءات الغربية.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثقافية بين البلدين، قال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الجزائر "إن مصر حاضرة بقوة في الثقافة الجزائرية، وأيضا الجزائر حاضرة في التاريخ المصري، وهو الأمر الذي يشكل قوة دفع للعلاقات لأن القيادة هي المعبرة عن رغبة الشعوب".

وحذر من محاولات عدة للتشويش على التعاون المصري الجزائري، مشيرا إلى أن هناك بعض القوى لديها تخوف من أي تطور يمكن أن تشهده العلاقات بين البلدين.

الاكثر قراءة