قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن تاريخ العلاقات بين مصر والجزائر طويل، فمصر ساهمت في ميلاد الجزائر بصورتها الحالية من خلال مساندة الثورة الجزائرية للاستقلال عن الاحتلال الفرنسي، فهي بلد المليون شهيد، مؤكدا أن الجزائر خاضت معركة كبيرة للحفاظ على اللغة العربية وعروبتها لأن الفرنسيين استهدفوا فرنستها لكنها حاربت للحفاظ على عروبتها.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر ساعدت الجزائر في ثورتها وكانت نتيجة ذلك اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والذي كان أحد أسبابه الدعم المصري للجزائر، وكذلك ظلت مصر تدعم الجزائر في خلافها مع المغرب بشأن الجمهورية الصحراوية وغيرها، والجزائر ردت هذا ردا كريما في حرب أكتوبر 1973 حيث زار رئيسها الأسبق بومدين الاتحاد السوفييتي ودفع جزءا من ثمن الأسلحة لتسليح الجيش المصري.
وأكد بيومي أن الشعب الجزائري عاشق لمصر ورغم محاولات إشعال الفتنة بسبب كرة القدم لكن يظل الشعبين مترابطين فمصر بالنسبة للجزائر هي بلد الإسلام، موضحا أن مصر والجزائر يربطهما أيضا عضوية الجامعة العربية ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والاتحاد الأفريقي، وتم التوصل لتنسيق عربي بين الدول العربية المتوسطية.
وأشار إلى أن زيارة رئيس الجزائر عبد المجيد تبون حاليا لمصر، ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي هي تأكيد لهذه العلاقات والتاريخ القوي، مشددا على أن الجزائر تنتج كميات كبيرة من الغاز والبترول وهو أحد المجالات التي يمكن التعاون بينها وبين مصر، بجانب الاتفاقيات التي تسمح بالمزيد من الاستثمارات المصرية في الجزائر وكذلك الاستثمارات الجزائرية في مصر.
وأضاف أن التبادل التجاري بين البلدين أمامه مستقبل واعد وهو ما يمكن تعزيزه أيضا بعد المباحثات بين الرئيسين اليوم، موضحا أنه المباحثات بين الرئيسين تطرقت للقضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والقضية الليبية لأنها دولة شقيقة ومجاورة للبلدين ومن المهم التنسيق بينهما في هذا الشأن.