الأحد 5 مايو 2024

«الشعب والجيش والتوريث».. ياسر رزق يكشف موقف المشير طنطاوي من تنحى مبارك

غلاف الكتاب

ثقافة25-1-2022 | 22:40

دار الهلال

تنشر بوابة "دار الهلال" جزء من الفقرة الأولى في الفصل الأول من كتاب "سنوات الخماسين.. ما بين يناير الغضب ويونيو الخلاص" للكاتب الصحفي ياسر رزق، والذي يضم بين صفحاته الـ 397، ملخصًا للفترة الزمنية الأخيرة التي مرت بها مصر، منذ يناير 2011 حتى يونيو 2013 ويعد هذا الكتاب هو جزء أول من ثلاثية عن "الجمهورية الثانية".

ونقرأ جزء من الفقرة الأولى بعنوان: "الشعب والجيش والتوريث"...

أمسية شديدة البرودة ودعت نهارًا غائمًا، في هذا الشتاء الذي لم يبخل بأمطاره ولا رياحه على مئات الآلاف من الشباب المصري، وهم يفترشون حدائق وجنبات ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية، وكان غيرهم ملايين يحتشدون في الميادين الرئيسية بمدن وعواصم المحافظات.

تصطك أسنان الهاتفين من البرد، وألسنتهم تردد نداء: "إرحل". بينما ترعد السماء. بأصداء الهتاف، وتتزلزل الأرض تحت أقدام تدب في غضب وتصميم وعناد لا يلوى على شيء.

ثمانية عشر يومًا مضت عليهم فى ميدان التحرير منذ يوم 25 يناير 2011 يطالبون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ويهتفون بإقالة وزير الداخلية، ثم إقالة الحكومة، وتصاعدت النداءات الجماهيرية، واتسعت لتشمل مطالب أخرى، على رأسها رحيل الرئيس حسني مبارك وسقوط نظامه.

غربت شمس الحادى عشر من فبراير 2011، ومعها أفل نظام مبارك، الرئيس الرابع لمصر منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 وإعلان النظام الجمهوري يوم 18 يونيو 1953، بعدما قضى في الحكم ما يقرب من ثلاثين عامًا، تزيد على سنوات حكم سابقيه الرؤساء الثلاثة محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات مجتمعين..!

ضج الميدان بصرخة فرح جماعية عارمة، تلاقى صداها مع صرخات مماثلة ترددت من كل مكان في المنازل والشوارع، حين قطع التليفزيون الرسمي برامجه، وظهر اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية يتلو بيانًا طال انتظاره، باسم الرئيس حسني مبارك، يعلن فيه "تخليه" عن منصب الرئيس وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة  بإدارة شئون البلاد.

واقع الأمر، لم يكن مبارك "يتخلى" طواعية عن السلطة، أو "يتنحى" بخاطره عن الحكم، ولم يكن أيضًا يذعن تحت "التهديد" لقرار من الجيش بتنحيته عن الرئاسة.

كان إعلان مبارك في منزلة بين المنزلتين..!

في نفس الوقت، لم تكن انتفاضة الشعب في ثورة يناير خارج توقعات القيادة العامة للقوات المسلحة، ولم يكن نزول الجيش إلى الشارع يوم 28 يناير مفاجئًا لها، ولم يكن احتمال تنحي مبارك مفاجئًا للمشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة.

على نحو ما، كان القادة متهيئين لصدور هذا القرار قبل الإعلان عنه بعشرة أيام، إما بإرادة الرئيس أو على غير رغبته..! أما المشير طنطاوي نفسه فكان يدرك أنه احتمال قائم أو حدث قادم، قبلها بعشرة شهور كاملة.