تشهد أعداد إصابات كورونا في مصر تزايد كبيرا خلال الفترة الحالية، بالتزامن مع الموجة الخامسة من الجائحة التي تعصف بالعالم أجمع في الأيام الأخير مع ظهور متحور أوميكرون وما يتسم به من سرعة انتشار، مع توقعات باستمرار ارتفاع الإصابات في ظل التهاون بتطبيق الإجراءات الاحترازية.
وحتى أمس أعلنت وزارة الصحة والسكان، الثلاثاء، عن خروج 1783 متعافين من فيروس كورونا من المستشفيات، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 347557 حتى أمس.
كما تم تسجيل 1809 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها للفيروس ومتحوراته، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 35 حالة جديدة، وبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الثلاثاء، هو 413558 من ضمنهم 347557 حالة تم شفاؤها، و 22431 حالة وفاة.
أسباب زيادة إصابات كورونا في مصر
وأكد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للمناعة، أننا في مصر ودعنا الموجة الرابعة ونستقبل الموجة الخامسة، بل ومن المتوقع أن تتضح معالمها في أواخر يناير الحالي، موضحا أن الزيادة فى حالات كورونا ترجع إلى 6 أسباب من بينها دخول فصل الشتاء، وزيادة البرودة وانخفاض الرطوبة مما يساعد على نشاط الفيروسات التنفسية بشكل عام، وغياب التهوية.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السبب الرابع زيادة التجمعات العائلية بحثاً عن الدفء، حيث نجد الآن أن العدوى عائلية، وعلاوة على انتشار متحورات فيروس كورونا خاصة "متحور أوميكرون" سريع العدوى، فائق الانتشار، الماهر في التخفي والهروب من المناعة سواء المكتسبة من العدوى السابقة أو التطعيم، وأخيرا عدم تلقى التطعيمات الواقية من فيروس كورونا.
وعن مدى خطورة الوضع، أكد أن الوضع ليس خطيراً، ومصر سيطرت على الفيروس المتمرد، كما أنها كبحت جماح فيروس كورونا المستجد، وتعاملت بحرفية راقية مع أزمة جائحة كورونا، وصدت بجسارة هجوم أربع موجات عاتية لفيروس كورونا، وقد تم تسجيل أقل معدلات للوفاة في الموجة الرابعة للفيروس، مقارنة بالموجات الثلاث السابقة.
أعراض الموجة الخامسة
وأشار إلى أن الموجة الخامسة ستكون أقل حدة في الأعراض، حيث ستكون الأعراض أبسط، وفي الغالب تتشابه مع نزلات البرد العادية، ولكن العدوى ستكون عائلية غالباً، مشددا على أن القوة المرضية أقل من الموجة الرابعة بالرغم من زيادة أعداد الإصابات وقلة الحاجة للدخول في المستشفيات، وقلة أعداد الوفيات.
وأضاف أن الوفيات الناتجة عن العدوى بفيروس كورونا ستنحصر في الحالات التي لم تطعم أو لم تكمل التطعيم، أو التي تأخرت في العلاج، والذين يعتمدون على وصفات الإنترنت غير العلمية، والذين يعانون من أمراض مزمنة خطيرة وإهمال العلاج، و أصحاب أمراض قلة المناعة.
وحذر من الوباء المزدوج، حيث إن مخاوف انتشار الأنفلونزا في جميع أنحاء أوروبا بشأن خطر "الوباء المزدوج" لفترات طويلة، كما أن معدلات انتشار فيروس كورونا يثير المخاوف بشأن الضغط على النظم الصحية الأوروبية هناك المنهكة بالفعل، مطالبا بعدم التخلي عن الإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».
وأكد أننا كنا نخاف من مليون إصابة فى العالم يوميا، اليوم نسجل فى العالم أكثر من 3 ملايين، وأن متحور «أوميكرون» ليس قاتلا حال مقارنته بـ«دلتا» أو السلالات السابقة، لكن مع إصابته لبعض الفئات من غير المطعمين أو المسنين أو أصحاب الأمراض المزمنة، خاصة المهملين في العلاج أو فئة المدخنين ومن يتعاطون المخدرات، قد يعصف بهم «أوميكرون»، ويسبب زيادة الوفيات.
ولفت إلى أن كورونا يميل إلى إنتاج تحورات جديدة: كل أسبوعين لدينا تحور جديد، والتحورات أكثر انتشارًا، وتسبب إصابات أعلى، لكنها أخف ضررا، ودلتا يتفوق في الضرر على أوميكرون، مشيرا إلى أن السلالة الأساسية لفيروس كورونا كانت صعبة، لكن الوضع في الوقت الحالي أفضل.