الجمعة 17 مايو 2024

ياسر رزق.. سطور من نور

مقالات27-1-2022 | 10:12

رحل عنا الكبير المهني النقابي  ياسر رزق بجسده تاركا حبه في قلوب الجميع ميراث جمعه بنقاء وصفاء وسلام ومحبة وصدق وإخلاص، فهو حبيب في الله، عزوف عما سواه، تسبقه هيبته إذا سار، وتقيم معه أينما حل، قوي الحجة في غير ما جدل، ويحدوه الحق أينما حل وارتحل، جميل الحديث، نظيف من كل خبيث، عفيف اللسان، سيره إلى المعالي قوي وحثيث، جميل النبرات، ثابت الخطوات علي المبادئ باق، يمشي على الأرض هونا، وكان لذي الحاجات رفيقاً وعونا، مدافعا علي الوطن والمهنة، ومغيث اللهيف من الصحفيين وغيرهم، ماسح دمعة الباكين من المظلومين، رفيق الجميع لا يحول بينهم سنا أو مقاما

فهذه سطور من نور لا لجزالة ألفاظها وقوتها، ولكن لأنها علي ما كان عليه النبيل ياسر رزق رحمه الله برحمته الواسعة.

 طاب ذكره وأثره ورذاذ من غيثه الهاطل وماهي إلا لمحات شريفة وقصيرة ذكرتها ورأيتها في بلاط صاحبة الجلالة عبر تواريخ مختلفة اتصلت أيامها في أواخر مراحل حياته عبر السنوات السبع الأخيرة، ووعيت مواقفه النبيلة في سنوات عشر سبقتها في أيام متفرقات وعيني تنظر إليه نظرة محب عن بعد دون قرب حتي لا يختلط بأي شائبة قد تميل نفسي إليها من خلاله كبعض من أساتذتي الأجلاء العظماء( أخي الأكبر ممدوح الصغير، وشيخ الصحفيين علي حسن، ومعلم جيلي جمال حسين، والمحترم المخلص الكاتب الصحفي العزيز لقلبي محمد عبدالحافظ وأخي الأكبر ورفيق الفقيد الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين ) أطال الله في عمرهم فلهم في القلب رصيد لمواقفهم الجليلة وأخلاقهم الطيبة وكأنهم جميعا ياسر رزق الإنسان صاحب العطاء بلا حدود للجميع رأيته عيانا، وحدثني بها رفقاءه، إنه العاشق لمهنته رحمه الله وطيب ثراه، فقد أكرمني الله بمعرفتي به  وأنا بين ذلك أري وأسمع ، أما أنها أشياء حاصلة بما له من مكانة علياء ومنزلة شماء، اجتمع عليه الجميع لأخلاقه الحميدة وتاريخه الطيب وأدبه الرفيع، فكان للضعيف عونا ومنصفا، والحاجات عنده  مقضية مبذولة كل له حاجته يعمل ما بجهده لقضائها، وهو في ذلك القوي الأمين وما كنت من الشاهدين إذا يصلح ماعز إصلاحه من ذلك البين وما العهد ببعيد فخلاله مدونة في القلوب محفوظة في الصدور.

كان المحبوب ياسر رزق رقيق الطبع، نقي القلل، ذا شهرة ذائعة وشأن نابه في جميع المواقع  وله أعمال مشكورة وصنائع مبرورة ومكان رفيع وشأن علي، وكان متواضعا وخدوما للجميع دون تمييز، لأهل مهنته صحفيين أو موظفين أو عمال من بعد منهم وما قرب ، يقضي مصالح كبارهم ويحنو علي صغيرهم، يساعد الفقراء فيضعهم في وظائف تعينهم في حياتهم ولأبنائهم عونا لهم فيلحقهم بوظائف تناسبهم فكم من شخص كان له عونا دون سابق معرفة ومن عرفه وطلب منه، كان وطنياً وصحفيا مخلصا  للوطن ومدافعا للمهنة، لم يتخلي عن  الجماعة  الصحفية  لحظة واحدة واجه العديد من المصاعب من أجل المهنة وكرامة أبناءها.

كان يعمل بعيداً عن الأضواء، ظهر الكثيرين من المتلونين واعتلوا مناصب عدة بظهورهم المتكرر في الإعلام وكانوا خلف الستار يقبضون علي العصا من النصف وهو ما كان هكذا فنال احترام الجميع وجلس على عرش المهنة بجوار العظماء ليسجل التاريخ مواقفه الثابتة دون النظر إلى أحد سوى رضا الله في مهنته وصدقه في قوله وها يجني ثمار ذلك بحب الجميع ودعواتهم إليه بالرحمة والمغفرة وتظل ذكراه عطره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.