أكد أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف بمدينة "الأمل" أن حب الوطن والانتماء إليه واجب ديني، وأن للوطن مكانة سامية في قلوب أبنائه، والانتماء إليه فطرة جُبلت عليها النفس البشرية السوية.
جاء ذلك في خطبة وصلاة الجمعة التي أداها اليوم أعضاء القافلة بمساجد مدينة "الأمل" بالقاهرة في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف وبرعاية من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة والتي جاءت حول موضوع: "حق الوطن والتضحية في سبيله" .
وفمن على منبر مسجد الحرمين، أكد الدكتور عمرو الكمار، مدير عام الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، أن للوطن مكانة سامية في قلوب أبنائه، والانتماء إليه فطرة جُبلت عليها النفس البشرية السوية، يقول الأصمعي (رحمه الله): إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه.
ومن على منبر مسجد بنت العنود، أكد الدكتور علي محمد مهدي، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة أن حب الوطن والانتماء إليه واجب ديني؛ لذلك حفلت الشريعة الإسلامية بالدعوة إلى تعميق الانتماء للوطن، والعمل على رقيه وتطوره، وها هو نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر إلى المدينة المنورة نظر إلى وطنه مكة المكرمة مودعًا، وقال: "ما أطيبَكِ من بلدٍ! وما أحبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما خرجتُ"، وعندما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إِلى المَدِينَةِ المنورة واستوطن بها، دعا الله (عزّ وجلّ) أَنْ يُحبِّبَها إِلَيْهِ، فقال (صلى الله عليه وسلم): "اللهُمَّ حَبِّبْ إِلَينَا المَدِينَةَ، كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَو أشدَّ".
ومن على منبر مسجد ضياء الحق، أكد الشيخ هيثم رمضان، المدير الإداري بأكاديمية الأوقاف، أن حب الوطن ليس مجرد كلماتٍ تقال، أو شعاراتٍ ترفع؛ إنما هو سلوك وتضحيات بكل غال ونفيس، فالمواطنة الحقيقية تعني حسن الولاء والانتماء للوطن، والحرص على أمنه واستقراره، وتقدمه، ورقيه، كما تعني الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات، فالوطنية الحقيقية فداء، واعتزاز بالوطن؛ لأن الوطن يستحق منا التضحية لأجل عزته، ورفعته، وحفظه.
ومن على منبر مسجد الدربي، أوضح الشيخ عبد الرازق إبراهيم، واعظ بمنطقة وعظ القليوبية، أن من أهم حقوق الوطن التضحية في سبيله، ولا شك أن التضحية بالنفس من أعلى مراتب التضحية، إذ يقول الحق سبحانه: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
ومن على منبر مسجد البشير النذير، أشار الشيخ أحمد مرداش، عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة، أن نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قد بشَّر حرَّاس الوطن وحماته الذين يضحون بأنفسهم دفاعًا عنه بالنجاة من النار، إذ يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ، عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله".
ومن على منبر مسجد لواء الإسلام، أكد الشيخ عبد الله شديد عبد الجواد، واعظ بمنطقة وعظ الجيزة، أن الإسلام يقدر غاليًا من يضحون بأنفسهم في سبيل أوطانهم؛ لذلك استحق أهل هذه التضحية أن يكونوا موضع اصطفاءَ اللهِ تعالى، وفي معية الأنبياء والصديقين والصالحين، إذ يقول الحق سبحانه: "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ"، ويقول تعالى: "وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا" .
ومن على منبر مسجد الهدى، أكد الشيخ عبد العليم عبد الله، عضو المركز الإعلامي، أن من واجب الوطن على أبنائه أن ينفروا خفافًا وثقالًا حيثما اقتضت مصلحة الوطن ذلك، وإذا كان من واجبهم افتداؤه بأرواحهم ودمائهم متى تطلب الأمر ذلك، فإن مشاركتهم الإيجابية في كل ما تقتضيه مصلحة الوطن هو أضعف الإيمان في باب الانتماء الوطني وحب الوطن والإخلاص له، وأن ضريبة الوطن لا يدفعها جيل واحد، ولا بعض أبنائه دون بعض، بل هي عملية تشاركية وتضامنية بين جميع أجياله المتعاقبة.
ومن على منبر مسجد المهدي، أكد الشيخ محمد علي، واعظ بمنطقة وعظ الجيزة، أن من أهم حقوق الوطن: الجد والعمل والإتقان، يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ".
ومن على منبر مسجد السلام، أكد الدكتور محمد رجب، مدير إدارة الفتوى ومتابعة الفكر الديني، أن من حقوق الوطن أيضًا الوفاء بالواجب الوظيفي ، فالوظيفة العامة أمانة ومسئولية والوفاء بحقها واجب شرعي ووطني، والإهمال في القيام بالواجب الوظيفي من أخطر أنواع الفساد، فينبغي على الإنسان أن يكون قلبه حيًّا وضميره يقظًا مستشعرًا دائمًا قول الله تعالى: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ".
ومن على منبر مسجد الواحد الصمد، أوضح الواعظ والشيخ محمد عبد السيد أن من حقوق الوطن أيضًا: احترام عَلَمِهِ ونشيده ورموزه وسائر شعاراته الوطنية، فالعَلَم شعار الدولة وعنوانها الذي يلتف حوله جميع الابناء في الداخل والخارج، ويحققون تحته إنجازاتهم ونجاحاتهم، واحترامه من أولويات وثوابت أعمدة بناء الدولة.