أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن من أسباب انتشار التطرف والأفكار المتطرفة، ضيق الأفق الثقافي، مشددا على أن الثقافة بصفة عامة كالماء والهواء لا غنى عنها لأي أمة تبحث عن التقدم العلمي والحياتي.
جاء ذلك خلال مداخلة وزير الأوقاف، اليوم السبت، في فعالية (كاتب وكتاب) لمناقشة كتاب /المسيرة الثقافية للشعر العربي ومدارسه/ تأليف الدكتور محمد مختار جمعة، ضمن النسخة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
ونبه وزير الأوقاف إلى أهمية الفصل بين العلم والثقافة، مشيرا إلى أن الثقافة أعم وأشمل من العلم قائلا: "يمكن للإنسان أن يكون عالما لكن لا يمكنه أن يكون مثقفا".. فهناك من يمتلك المهارة العلمية في تخصصه ويجمع كافة المهارات اللازمة للنجاح في هذا التخصص لكن لا يمكن للشخص أن يمتلك كافة المعلومات والمهارات المتعلقة بكافة التخصصات ومن هنا تكمن أهمية الثقافة فهي تتعلق بمعرفة الكثير من الأشياء عن الكثير من التخصصات.
ولفت مختار إلى أن وزارة الأوقاف لا تتوانى عن القيام بدورها في نشر الوعي والثقافة حيث قامت بعقد بروتوكولات تعاون مع 20 جامعة من أجل الانفتاح على الآفاق والثقافات المتعددة وبما يسهم في كسر حدة العصبية التي قد نجدها لدى عدد من الأشخاص، مضيفا أن الانفتاح على اختلاف وتعدد المناهج العلمية ومدارس التلقي يساهم بدرجة كبيرة جدا في اتساع الأفق الثقافي.
وشدد وزير الأوقاف على ضرورة إدراك الجميع أن الله - عز وجل - لم يخص للعلم ولا للفكر ولا للثقافة قوما دون آخر، بل هي عملية تكاملية مترابطة ترتقي بالأمم وتساعد في نشر الوعي والقضاء على الأفكار المتطرفة.. والقضاء على انتشار فكرة التعصب لدى أفراد المجتمع.
وتحدث وزير الأوقاف - خلال الندوة - عن ثلاث مناسبات لها مكانة خاصة لديه، أولها توقيع بروتوكول مشروع صكوك توزيع 1000 طن لحوم مجانا على الأسر الأولى بالرعاية، معتبرا أن هذا الأمر "أفضل دروب العمل الاجتماعي".
ولفت إلى اتصال المناسبة الثانية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بعدما صدر كتاب ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة اليونانية وإهدائها للسفير اليوناني بالقاهرة، منوها وزير الأوقاف في هذا الصدد إلى أن إيصال لغة القرآن الكريم للعالم أفضل دروب نشر سماحة الإسلامة.
وأشار جمعة إلى أن المناسبة الثالثة تتمثل في لقاء اليوم، الذي يصب في إطار تعزيز المسيرة الثقافية للشعر العربي خاصة وأن الشعر أعلق بالأذهان مائة مرة من النثر وأن "من حفظ المتون حاز الفنون".
وأوضح جمعة أن العرب قديما كانوا يعدون الشعر بمثابة أحد أهم خطوط الدفاع عن القبيلة وهو الزراع الإعلامي لها .. وكانوا أيضا يقيمون الشخص على أربعة عناصر (أن يحسن الكتابة، والرمي، والسباحة، وأخيرا أن يحسن قول الشعر).