الأربعاء 26 يونيو 2024

نيفين مسعد خلال مناقشة «كنت طفلا قبطيا في المنيا»: التاريخ لم يكن إسلاميا فقط

جانب من الندوة

ثقافة29-1-2022 | 20:30

همت مصطفى

أقيمت ندوة لمناقشة كتاب "كنت طفلًا قبطيًا في المنيا" للكاتب مينا عادل جيد، بالمكتبة الأدبية، اليوم السبت، ضمن البرنامج الثقافي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ 53، بحضور يفين مسعد، والكاتب مينا عادل، وأدار الندوة ضياء الدين حامد.

وفي بداية الندوة، أكدت الدكتورة نيفين مسعد، أن كتاب «كنت طفلًا قبطيًا في المنيا» يختلف في كثير من الجوانب عن السير الذاتية القبطية السابقة، واستطاع الكاتب أن يطور لنا فكرة التغير وتأثيراته الأوسع على علاقة المسلمين بالأقباط في مسقط رأسه «المنيا».

وتابعت: والكتاب يقع في منطقة بينية ما بين السيرة الذاتية والثقافة الشعبية أو النص الأنثروبولوجي، فالمؤلف لا يكتفي بأن يحكي لنا عن الطقوس التي مارسها بوصفه طفلًا قبطيًا، لكنه يشرح لنا معنى هذه الطقوس، ويبحث عن جذورها في الديانات القديمة حتى ما قبل عصر الفراعنة، ويتابع تطورها حتى انتهت إلى وضعها الحالي.

وبدأ مينا عادل مؤلف الكتاب، حديثه بتقديم الشكر والتقدير للدكتور سعيد المصري، قائلًا: أكلل الفضل لما قدمه لي سعيد من يد العون والمساعدة، فهو قامة كبيرة، والحالة الثقافية في المنيا تعاني من ضيق دائرتها وصعبة جدا، وهو من رشح لي العديد من الكتب لقراءتها، وساعدني في الجانب الأكاديمي، وأرشدني نحو مصادر كُتبت بالعربية، وبعدها بدأت أكتب العناصر التي سهوت عنها  منذ البدء في تجربتي بالكتابة وأضفتها بعد ذلك.

وأشار مينا إلى أنه لم يكن هناك دوافع محدد لكتابة كتابه في البداية، وأنه نشأ في أسرة لم تعاني من الاضطهاد في المنيا، وأنه في أثناء ثورة 25 يناير كان متابعًا ومشاهدًا كأي مصري، أما ثورة 30 يونيو وأحداثها فهي تُعد بداية وعيه السياسي.

وأكد مينا عادل، خلال حديثه على حبه الشديد لأسلوب "راوي الطفل"، ولذا استخدم هذا الأسلوب في كتابته لروايته، ما ساعده في مناقشة الكثير من الأفكار والقضايا، منها: مناقشة الطرف الآخر لي، وبعد البداية تملكتني الشجاعة في الكتابة بيسر وحرية.

قالت نيفين إن الشخصية القبطية في الأدب المصري مشروع كبير، ووصلت له بمحض الصدفة، وأصبح مشروعي المستقبلي، بدأته بمقالي في مجلة "وجهات نظر" عام 1999، وبعد ذلك تابعت إعادة الكتابة على هذا المقال في كتاب من بعده، والآن أهتم كثيرًا بالإنتاج الجديد للشباب، ومع الرصد ومتابعتي أجد أن هناك مجموعة من الأجيال التي تتناول الشخصية القبطية بأشكال واتجاهات وتيارات مختلفة ومتعددة، منذ الجيل الأول  للأديب العالمي نجيب محفوظ والآخرين من كتابنا.

وأضافت نيفين مسعد أن الشخصية القبطية ظهرت في الأعمال الدرامية والسينمائية بعد تقديمها في عالم الأدب وخاصة الرواية، أما الجيل الجديد بعد عام 2011، فنلحظ به طفرة والكثير في الكتابات بأيدي شباب ولا توضح فترة زمنية محددة، تفاجأنا بعدد كبير من الأعمال، مثل: مؤلفات الأب دانيال، خالتي صفية والدير.

وأوضحت "مسعد"، أن حرية الرأي والتعبير تكمن بتلك الأعمال في إظهار مقارنة لمشكلات حقيقية وبجرأة، مثل ظاهرة الانحراف السلوكي والكذب والخيانة وكانت الكنيسة تتصدى لمثل هذه الأعمال، وأيضا مسألة اللقب الطائفي من التابوهات المُحرمة، وفكرة الزواج والطلاق، ومعاناة الأطفال والشباب القبطي من بعض التحكُمات فيها شيء من الاستظراف.

وعن تنوع الموضوعات والحرية، أشارت نيفين مسعد إلى أن يلجأ كاتب أو أديب قبطي، لتسيجل تلك المشكلات بيده في إبداعاته فهو يٌحسب له كنوع من التحرر من القيود.

وتطرقت أيضًا في حديثها لأسلوب مينا في الكتاب، مشيرة إلى أنه تطرق لنوع مختلف، وتحدث عن الحالة المسيحية من الناحية الأنثروبولوجيا، والتعامل مع أولياء الله والأنبياء والرسل وشخصيات مسيحية، وفي البداية عرف لنا الموالد وبيت المساكين وحكى عن التجارة بالمنيا، والتبرك بالعذرا، وتناوله لبعض المصطلحات المستقاه من الثقافة الإسلامية في الخطاب المسيحي، مثل "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وقالت نيفين مسعد، إن الكاتب مينا نور يكتب على مساحات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين، لم تكن موجودة مثل التبرك والأولياء الصالحين والمواليد.

يذكر أن كتاب "كنت طفلًا قبطيًا في المنيا" للكاتب مينا عادل جيد، عن دار مجاز للترجمة والنشر، (علوم إنسانية) في الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2021.

وبدأت فعاليات المعرض، الأربعاء الماضي، تحت شعار "هوِية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، بمشاركة 50 دولة من مختلف قارات العالم.

ويضم المعرض على مدى 13 يومًا عددًا من الأنشطة الثقافية والفنية، في إطار دعم صناعة الكتاب والنشر، وتحل دولة اليونان كضيف شرف المعرض، فيما يأتي الكاتب المصري الراحل يحيى حقي كشخصية المعرض هذا العام، والكاتب المصري عبد التّواب يوسف كشخصية معرض كتاب الأطفال.

ويشهد المعرض في دورته الجديدة، توسعات في قاعات وصالات العرض والبيع لتصل إلى خمس صالات لاستيعاب أكبر عدد من الزوار، الأولى والثانية ستكون مخصصة للناشرين المصريين، والثالثة للناشرين العرب والأجانب، بجانبض المصريين المتخصصين في الكتاب الأجنبي، والرابعة لناشري كتب التراث والمؤسسات الثقافية ومكتبات سور الأزبكية، إلى جانب الصالة الخامسة المخصصة لمعرض كتاب وأنشطة الطفل.

ويُعقد ضمن فعاليات المعرض هذا العام مجموعة من الورش الفنية المتنوعة، والعديد من ورش الحكي والقراءة، والعروض المسرحية، والندوات المتخصصة في المسرح وعلاقته بالهوية، فضلاً عن استضافة أهم الكتاب والمفكرين الذين أثروا المكتبة العربية بمؤلفاتهم، وكذلك استضافة كُتّاب الرواية والقصة القصيرة وأهم الشعراء المصريين والعرب، مع الالتزام باتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.