تلتقى مارين لوبان زعيمة "الجبهة الوطنية"، مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية المقبلة، بحلفائها الأوروبيين في مدريد لتعزيز مصداقيتها وذلك في الوقت الذى تشهد فيه العائلة التاريخية لليمين الفرنسي المتطرف، انقساما جديدا مع إعلان ماريون ماريشال ابنة شقيقة مارين لوبان، رغبتها في الوقوف في صف منافس خالتها إريك زمور في السباق على الرئاسة.

وبحسب الشبكة الإخبارية لتلفزيون "بي إف أم تى فى" الفرنسي ، فمن المقرر ان تلتقى مارين لوبان بحلفائه من قادة الحركات اليمينية المتشددة في أوروبا، من بينهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والبولندي ماتيوز موراويكي، بعد شهرين تقريبًا من اجتماع مماثل في وارسو ناقش إمكانية إجراء تصويت مشترك في البرلمان الأوروبي ولكنه فشل في الوصول إلى تحالف رسمي.

وتسعى هذه الأحزاب إلى تشكيل مجموعة مشتركة في البرلمان الأوروبي ، حيث يتم تقاسمها بين مجموعة الهوية والديمقراطية التجمع الوطنى الفرنسي ورابطة الشمال الإيطالي وحزب البديل من أجل ألمانيا ومجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين ، وحزب القانون والعدالة البولندي وحزب فواكس الإسباني وحزب اخوة إيطاليا وحزب فيديز القومي المحافظ في المجر بزعامة فيكتور أوربان و الذي انفصل عن مجموعة حزب الشعب الأوروبي ويبحث عن شركاء آخرين.

وبالنسبة لمارين لوبان، يتمثل التحدي في تعزيز مكانتها الدولية ومصداقيتها من حيث قدرتها على الوصول إلى السلطة. 

وكانت لوبان، أشارت أمس الجمعة حصولها قرض بقيمة 10.6 مليون يورو لحملتها "من بنك أوروبي" ، مما يزيد من فرص تفوقها على إريك زمور.

وفي مدريد لا تستبعد مرشحة التجمع الوطني مناقشة مع حلفائها البولنديين مستقبل عضوين سابقين في البرلمان الأوروبي، وهما جيروم ريفيير وجيلبرت كولارد، اللذان لحقا مؤخرًا بمعسكر إريك زمور.

ووفقا لـ "بى أف أم تى في"، قال نيكولاس باي، عضو البرلمان الأوروبي والسياسي الفرنسي والذى يرافق مارين لوبان فى زيارتها لمدريد إلى أن هذه الزيارة تهدف إلى العمل مع حلفائنا الأوروبيين في مدريد لبناء ما اسماه "اتحاد الأمم الأوروبية".

ورفض نيكولاس باي الرد على سؤال إذ كان سيقف إلى جانب مارين لوبان حتى نهاية الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وقال:"أنا اليوم في مدريد إلى جانب مرشحتنا وحلفائنا الأوروبيين للعمل في مشروع يتجاوز هذه الأحداث السياسية الصغيرة، ويشار إلى أن النائب نيكولاس باي ورد ذكره من بين الأشخاص الذين قد يلحقون بـمعسكر إريك زمور.
وعلى الصعيد الأوروبي ، يتعين على مارين لوبان، التي تخلت عن مغادرة اليورو، إثبات أن أصحاب السيادة يمكنهم "تغيير أوروبا من الداخل" ، حتى ولو لم يكن هناك شيء متوقع من هذه القمة ، التي لا يحضرها زعيم الرابطة الإيطالية ماتيو سالفيني.

وفي تصريحات أوردتها "بى أف ام تى فى"، أعربت المرشحة الفرنسية عن دعمها لبولندا والمجر في مواجهتهما مع المفوضية الأوروبية، ودعت مثلهما إلى أولوية القانون الوطني على القانون الأوروبي.

ويشكل إعلان ماريون ماريشال ضربة قاسية لـ مارين لوبان التي شهدت في الأيام الأخيرة مقربين سابقين يغادرون حزبها التجمع الوطني للانضمام إلى حزب "زمور"، ومن بينهم المحامي والنائب الأوروبي جيلبير كولار وزميله في البرلمان الأوروبي جيروم ريفيير.

وكانت ماريون ماريشال قد انسحبت من الحياة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية في 2017 لكنها لا تزال تحظى بشعبية لدى ناخبي اليمين المتطرف، وأكدت في مقابلات عدة أنها "ستعود إلى السياسة"، ومن المعروف منذ فترة طويلة أن ماريون ماريشال قريبة عقائديا من زمور الكاثوليكي المحافظ، لكن الأكثر ليبرالية على الصعيد الاقتصادي من مارين لوبان وأكثر تشددا منها في قضايا الهوية والهجرة والمجتمع.

وتهز الخلافات باستمرار أسرة لوبان التي تهيمن على اليمين المتطرف في فرنسا منذ ثمانينات القرن الماضي، وخصوصا بين الأب جان ماري لوبان وابنته مارين، التي خلفته على رأس حزب الجبهة الوطنية عام 2011، وأصبح الحزب منذ ذلك الحين يسمى التجمع الوطني وطرد منه جان ماري لوبن عام 2015 بعدما أدلى بتعليقات جديدة مثيرة للجدل حول محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية، وبحسب استطلاعات الرأي ، تأتى مارين لوبان في المركز الثاني من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، بـ 17% متقدماً على إريك زمور 13%.