حققت الصادرات الزراعية المصرية إنجازا تاريخيا في عام 2021 حيث تجاوزت 5.6 مليون طن وهو معدل لم يتحقق حتى قبل جائحة كورونا، وهو ما يعود إلى عدة عوامل من بينها فتح أسواق جديدة وكذلك منظومة التكويد التي اتبعها الحجر الزراعي المصري وتطبيق كافة المواصفات العالمية القياسية.
وفي يونيو الماضي، أعلن الحجر الزراعي بدء تكويد المزارع والكيانات التصديرية بالكامل، حيث تم البدء في تكويد مزارع الرمان كمرحلة أولى، ثم تكويد كافة المزارع التصديرية تدريجيا وفقا للموسم التصديري لكل محصول وطبقا لاولوية المحاصيل الهامه تصديريا، وتضمن منظومة التكويد تضمن قيام المزارع بتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة والالتزام بكافة اشتراطات الدول المستوردة وتطبيق المعايير الدولية للصحة النباتية علي المزارع ومحطات ومراكز التعبئة.
واعتمدت المنظومة الجديدة علي استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية ( GPS) في تحديد مساحات المزارع وتقييم الإنتاجية الصالحة للتصدير من كل مزرعة بكل دقه وكذلك تتبع الشحنات المصدرة بدءا من المزرعة وحتي وصولها إلى البلد المستورد، ويعمل الحجر الزراعي على الرقابة على تنفيذ اشتراطات الدول المستوردة في كافة المزارع التصديرية أيا كانت مساحتها.
وبلغ إجمال المزارع المعتمدة في منظومة التكويد بالحجر الزراعي المصري، منذ بدء المنظومة وحتى 18 يناير الجاري، 411 مزرعة معتمدة في محصول الرمان بإجمالي مساحة 14714 فدان وتبلغ الكمية الصالحة للتصدير فيها 164634 طن، وكذلك 59 مزرعة فلفل بإجمالي مساحة 905 فدان وتنتج 13037 طن، أما عدد المزارع المعتمدة في الموالح 1326 مزرعة بمساحة 97328 فدان تنتج 1443912 طن.
أما عدد المزارع المعتمدة في منظومة التكويد في محصول الجوافة بلغ 110 مزرعة، بإجمالي مساحة 1042 فدان تنتج 10863 طن من الكميات الصالحة للتصدير، أما فيما يخص الفراولة فقد تم اعتماد 521 مزرعة بإجمالي مساحة 10760 فدان تنتج 56210 طن.
3 عوامل وراء زيادة الصادرات
وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري بوزارة الزراعة، إن إجمالي الصادرات المصرية الزراعية وصل العام الماضي 2021 إلى 5 مليون و650 ألف طن، بداية من أول يناير 2021 حتى 31 ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن هناك 3 أسباب رئيسية أدت إلى زيادة الصادرات الزراعية أولها خاص بالمزارعين والمصدرين وهو التزامهم بتصدير منتج له مواصفات جيدة.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن المزارعين والمصدرين حرصوا على إنتاج منتج على أعلى مواصفات الجودة وتطبيق كافة الممارسات الزراعية الجيدة وفقا لقواعد وزارة الزراعة، مشيرا إلى أن المحور الثاني يخص بالحجر الزراعي وهو إحكام الرقابة على الصادرات الزراعية من أجل تنفيذ اشتراطات الدول المستوردة.
وأشار إلى أن المحور الثالث هو فتح أسواق جديدة من خلال الحجر الزراعي المصري، حيث وصلت خلال الـ4 سنوات الماضية إلى أكثر من 55 سوقا جديدا، مؤكدا أن مفتشي الحجر الزراعي يقومون بعملهم بكامل طاقتهم طوال الـ24 ساعة عمل يوميا في المزارع ومحطات ومراكز التعبئة والموانئ وفتح الأسواق.
وشدد على أن مفتشي وأخصائي الصحة النباتية يقومون بأكبر جهد من أجل فتح أسواق جديدة، حيث أن فتح السوق الواحد قد يستغرق عام أو اثنين، مما يجعل فتح 55 سوقا رقما قياسيا خلال الأربع سنوات، موضحا أن هذه العوامل هي الأساس في ارتفاع الصادرات الزراعية تنفيذا وتماشيا مع سياسة الدولة وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة الصادرات لتوفير العملة الصعبة.
تأثير جائحة كورونا
وعن تأثير جائحة كورونا على الصادرات الزراعية، أكد العطار أن الجائحة كان لها تأثيرا سلبيا على كل دول العالم ومن بينها مصر، لكن الحجر الزراعي المصري لم يستسلم للجائحة ورفض الحصول على إجازات استثنائية أو الراحل، بل كان يعمل طوال الـ24 ساعة طوال الجائحة مع أخذ كافة الإجراءات الاحترازية.
وأشار إلى أن هذا أحد أهم العوامل التي مكنت الحجر الزراعي المصري من فحص وتصدير كل تلك الشحنات بدون عائق وبالتالي زيادة الصادرات، مؤكدا أن منظومة التكويد الجديدة هي منظومة لتتبع الحاصلات الزراعية المصدرة والهدف منها هو التتبع للمنتج بداية من المزرعة حتى الوصول إلى الدولة المستوردة.
وشدد على أن هذه المنظومة تجعل كل معلومات الشحنة متوافرة لدى الإدارة وفي حالة رفض أي شحنة لأي سبب يتم الرجوع للمزرعة مصدر الشحنة والتعامل معها وإيقافها في حالة مخالفتها تجنبا لفرض حظر أو قيود عقوبات على الدولة بالكامل.
وعن عام 2022، أكد رئيس الحجر الزراعي أنه سيتضح معالمه بعد مرور نحو 6 أشهر منه لتحديد اتجاه السوق ومعدلات التصدير، مشددا على أن هناك عددا من الأسواق المستهدف فتحها في الفترة المقبلة من بينها السوق الأمريكي ودول شرق آسيا مثل فيتنام والفلبين وتايلاند وبعض الأسواق الأفريقية والعديد من الدول الأخرى.