حذر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي من أن "أي توغل روسي في أوكرانيا سيكون خطأ استراتيجيا فادحا له ثمن إنساني باهظ". جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن جونسون وزيلينسكي عقب اجتماعهما في كييف أمس الليلة الماضية.
وحسب البيان فإن الطرفين تعهدا بالعمل معا لتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا، كما أكدا رغبتهما في تعزيز العلاقات في جميع المجالات. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأوكراني تحدث جونسون عما وصفه بـ"احتشاد عدد كبير من الجنود الروس" عند الحدود الأوكرانية و"استعدادات لعمليات من شتى الأنواع تتماشى مع حملة عسكرية وشيكة"، وحض روسيا على سحب قواتها وانتهاج الدبلوماسية سبيلا لحل الأزمة.
وقال جونسون إن "غزوا روسيا جديدا لأوكرانيا سيشكل كارثة سياسية، وكارثة إنسانية، وفي رأيي، سيشكل لروسيا وللعالم كارثة عسكرية أيضا".
وأضاف "نحن مستعدون للحوار بطبيعة الحال، لكن العقوبات جاهزة أيضا"، مشيرا إلى أن لندن سترد على "الغزو الروسي" من خلال "حزمة من العقوبات وغيرها من الإجراءات التي سيتم تفعيلها في اللحظة التي يعبر فيها أول جندي روسي الحدود إلى داخل الأراضي الأوكرانية". وأعلن جونسون عن تقديم 88 مليون جنيه إسترليني إلى أوكرانيا لدعم حكومتها وضمان استقلالها في الطاقة عن روسيا. من جهته قال زيلينسكي إنه بحث مع جونسون "خطوات ردع روسيا"، مضيفا أن أوكرانيا يجب أن تكون مستعدة "لأمور سيئة". وأضاف أن جيش بلاده "طور قدراته بشكل كبير" بعد قرابة ثماني سنوات من نشوب النزاع في شرق أوكرانيا، وأن "الآن لن يكون هناك احتلال لأي مدينة أو منطقة".محذرا من أنه "ستكون هناك مأساة إذا بدأ التصعيد، ولن تكون حربا بين أوكرانيا وروسيا بل ستكون حربا شاملة في أوروبا".
ودعا زيلينسكي إلى فرض عقوبات على موسكو قبل أي تصعيد، قائلا إنه سيدعم أي تحرك من جانب بريطانيا للتعامل مع "الأموال القذرة" التي يزعم أنها مرتبطة بعمليات غسيل أموال عبر لندن. وأضاف أنه اتفق مع جونسون على خطوات مشتركة "لضمان الاستقرار" في منطقة البحر الأسود" والتعاون في مجال الأمن السيبراني.
مؤكدا أنه يدرك مسئوليته عن تنفيذ اتفاقيات مينسك، معبرا في الوقت ذاته عن "عدم رضاه" عن بنودها.
واعتبر الرئيس الأوكراني "رباعية نورماندي" المنصة الفعالة الوحيدة لتسوية النزاع في دونباس، مضيفا أن على كييف أن "تتخذ خطوات لإنهاء احتلال أراضيها، وحماية البلاد". وأضاف أنه يبذل الجهود لإيجاد صيغ جديدة للحوار مع روسيا، بما فيها "الصيغتان الثلاثية والثنائية" للمناقشات.
يذكر أن روسيا كانت قد رفضت مرارا الاتهامات الغربية والأوكرانية بالتحضير "لهجوم عسكري" على أوكرانيا، وحذرت كييف من الاستفزازات في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا.