قال الناقد الأدبي الدكتور عبد الحميد الكردي، إن البيئة الشعبية كانت حاضرة في كافة أعمال الأديب يحيى حقي، ويمكن الربط بين كل ما كتبه وبين حياته، وصولا إلى مرحلة وفاة زوجته ونرى حزنه الشديد الذي دام لعشر سنوات وكتب فيها رسائل يحيى حقي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمت اليوم ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسون، في القاعة الرئيسية، والتي حضر فيها كلا من الناقد الأدبي والشاعر أحمد درويش، والدكتور عبد الحميد الكردي ويدير الندوة الدكتور محمد عليوة.
وأضاف: قد عشيت في الأماكن التي عاش فيها حقي وكذلك قابلت بعض من الشخصيات التي كتب عنها، وبعدما ترك العمل في النيابة عمل قنصلا في تركيا ثم باريس وتزوج هناك من فتاة هي التي ظلت معه حتى الممات، فقد كان يجيد حقي خمسة لغات إجادة كاملة، وقد كان يتحدث بالفرنسية في اكثر تعاملاته، ويحيى حقي هو في الاصل فنان قبل أن يكون أديبًا فنحن عندما نقرأ كتاباته نشعر وكأنه يرسم بالكلمات.
وتابع: يحيى حقي كان ضروريًا لتطور الفن القصصي في مصر، والمدرسة الأدبية التي كان يتبعها قد تأثرت بالادب الفرنسي، وهو الحلقة التي تربط بين نشأة تلك المدرسة والتطور الذي تزعمه نجيب محفوظ في الرواية، ويحيى حقي كتب اكثر من 70 عملا أديبا، ونلاحظ أن حقي لا يفصل بين الرواية والقصة القصيرة، ولذلك نجد أنه يميل جانبا إلى جانب الرواية، ونجد الكثير من قصص يحيى حقي ينطبق عليها مبدأ الرواية.
واستكمل: إذا أخذنا البوسطجي وقنديل أم هاشم، كمثالين، ففي قنديل أم هاشم نرى المشكلة التي أرقت يحيى حقي أن هناك فريقا من المصريين يفكر بصورة غير الآخر، ونرى البطل إسماعيل الذي لم يحالفه الحظ لدراسة الطب فيسافر إلى اوروبا ويتعلم الحياة الاوروبية ثم يعود إلى بلده، ونرى صدام الفكر القديم والحديث الاوروبي، فهذه الرواية يكتبها بلغة الفصحى والعامية معا ويدمج بينهما بطريقة سلسة.
يذكر أن الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وتقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير 2022، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل"، وتعد إحدى أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف ، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و "رؤية".
ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D، كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.