محاكاة الواقع هو احد وسائل السرد الحديث أما ان يتم استدعاء المتخيل وتطبيقه علي شخوص بعينها هو الامر الاصعب ..وهو ما نزعت الي انتهاجه الكاتبة نورا امين في جديدها " ساركوفاج" الصادرة عن دار العين للنشر.والرواية افتراضية تتحدث عن عالم كابوسي بعد انتهاء العالم ،وتروي حكاية سيدة أربعينية تمر بتجربة عشق خارج إطار الزواج وتجهض نفسها خوفاً من الفضيحة. الرواية تتمحور حول فكرة الوحدة والسر الأنثوي الذي تحتفظ به بطلة الكراستين اللتين تخفيهما عن عيني زوجها وطفلتهما.
الرواية تبدأ بمونولوج طويل تعرج فيه إلى مفهوم الكتابة التي باتت بالنسبة إليها حرفة صعبة وهي التي كانت في الماضي سيدة الحرف. تبدأ التغزل في خطوط الكتابة التي ستؤدي بها إلى اكتشاف الكراستين وسبر أغوار هذه الشخصية المجهولة فتنكشف حقيقتها يوماً بعد يوم.وتتوالي الاحداث لتكشف مفاجآت حول قضايا مسكوت عنها في كثير من المجتمعات المرتبطة بالتقاليد والعادات .
الرواية تنتهي بمونولوج عن التصالح مع شرور العالم وآثام الأم وقبول الواقع كما هو، بل محاولة تعويض الأم عن فقد جنينها والتعامل بمبدأ القبول والتعايش.ما يكشف اهتمام الكاتبة نورا امين الشديد بفكرة الموت وقدرته علي خلق حياة بعد حدوثه بمعني سعيها لكشف ما هو غائب عن طريق استدعاء احداث وشخوص غريبة .
يذكر أنه قد سبق أن لجأت الكاتبة إلي تلك الآلية في الكتابة في عملين روائيين هما “لوفاة الثانية لرجل الساعات”، و “قميص وردي فارغ”.