عندما عرفت تفاصيل قصة ما جرى بين هذه الراقصة ووزير الكهرباء تذكرت فورًا الفيلم الشهير قوى "الراقصة والسياسى" للنجمة المعتزلة إلا قليلًا نبيلة عبيد والفنان القدير صلاح قابيل رحمه الله.
وقبل أن يأخذك عقلك بسرعة بأن الوزير الذى أقصده هو الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء.. أو يصور لك خيالك أننى ألمح بشكل أو بأخر لقصة العلاقة الغرامية السرية كما شاهدناها فى هذا الفيلم ما بين صلاح قابيل رجل السياسة والراقصة نبيلة عبيد.. أسارع لأقول إن وقائع هذا المقال تتحدث عن واقعة محددة جرت أحداثها فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى بين الراقصة رقم واحد فى مصر فى ذلك الوقت، فيفى عبده، وكان الطرف الآخر هو وزير الكهرباء المهندس ماهر أباظة الملقب بـ "أبو الكهرباء" فى مصر!
القصة التالية رواها لى صديقى الحميم مصور الفوتوغرافيا العالمى وصائد الجوائز الدولية المرموقة عماد عمر الفاروق مدير إدارة الديكور بالتليفزيون العربي..!
إيه هى تفاصيل هذه القصة المخفية الغامضة بين فيفى عبده الراقصة الأولى فى العالم العربى والمهندس ماهر أباظة أشهر وزير كهرباء فى الوطن العربى؟!
القصة ببساطة أن الست فيفى عبده كانت جالسة فى البلاتوه مع المنتج المسرحى الشهير محيى زايد منتج أغلب المسرحيات التى قامت ببطولتها.. فلاحظت أنه حزين للغاية عكس ما كان عليه حاله فى أيام التصوير السابقة.. انزعجت فيفى عبده بشدة عندما رأته على هذه الحالة فى هذا اليوم.. ولأنها.. أقصد الست فيفى بنت بلد أصيلة وقريبة جدًا من كل زملاؤها أهل الفن ومن عموم الناس الذين تعرفهم أو لا تعرفهم سألته: مالك يا أستاذ محيى.. زعلان قوى النهارده كده ليه؟! ما أنت كنت فُلة إمبارح يا أستاذ..إيه اللى حصلك النهارده؟!.. خير اللهم إجعله خير يا أستاذ..قولى مالك..مين بس اللى مزعلك.. قولى قولى؟..
رد المنتج الشهير: أصل مساعدى فى الإنتاج اللى بيشتغل معايا من زمان قوى ساب البلاتوه وروح بيته.. وأنا بأتفائل بيه جدًا..
سألته الست فيفى: يعنى جه الشغل.. طب روح ليه؟! إيه اللى حصل له وخلاه يسيب الشغل ويروح؟
فرد الأستاذ محيى زايد: مراته اتصلت وقالتله بتوع شركة الكهرباء جايين رأسهم وألف سيف يشيلوا عداد شقته عشان مادفعش كام فاتورة كهرباء متأخرة عليه!
فقالت الست فيفي: ولا تزعل نفسك أبدًا يا أستاذ..أنا ها أحل لك المشكلة دى حالًا..
ندهت الست فيفى مساعدتها:"هاتى النوته ودورى على رقم وزير الكهرباء ".. اتصلت الست فيفى على رقم الوزير الخاص فى مكتبه بالوزارة.. لما رد قالت: معقولة يا معالى الوزير اللى بيحصل ده.. واحد ما دفعش فواتير الكهرباء بتاعته كام شهر يروح بيته ثلاثة رجالة من عندك واقفين قصاد شقته مصممين يقطعوا عنه التيار ويشيلوا العداد بتاعه.. يرضيك يا باشا رجالتك يروحوا يشيلوا عداد بيت اليد اليمنى لمنتج المسرحية اللى بألعب بطولتها؟!
رد الوزير أباظة: بس كده.. إدينى إسمه وعنوانه وأنا هأتصرف يا ست فيفى.. بصت فيفى للمنتج وسألته: هو إسمه إيه وساكن فين؟.. أخد الوزير ماهر أباظة الإسم والعنوان وعمل اتصالاته مع المهندس عبد الحميد إسماعيل رئيس شركة توزيع كهرباء القاهرة وأمره بوقف عملية شيل العداد وإعطاء مهلة مناسبة لمساعد المنتج المخضوض يسدد فيها الفواتير التى لم يسددها!
وبعد شوية رجع تانى للبلاتوه وقال للأستاذ محيى زايد: أنا مش عارف إيه اللى حصل..أنا فجأة لقيت مدير مكتب وزير الكهرباء بيتصل بى فى البيت عدة مرات وقدم لى إعتذارًا شديدًا أكثر من مرة.. ورئيس شركة الكهرباء كلم عماله فى تليفون بيتى وأمرهم بعدم شيل العداد والعودة فورًا لمقر الشركة ببولاق أبو العلا..
هنا قال له المنتج: روح أشكر الست فيفى هى اللى حلت لك المشكلة دى.. لما شافتنى زعلان قوى ومهموم إتصلت بوزير الكهرباء شخصيًا..
عندما انتهى صديقى عماد الفاروق من حكاية هذه القصة وجدت نفسى أقول علنًا: بركاتك يا ست فيفي.. بركاتك!