الأربعاء 22 مايو 2024

مشاركون بندوة بمعرض القاهرة للكتاب: الهوية المصرية راسخة أمام تهديدات الحروب الافتراضية

معرض الكتاب

ثقافة6-2-2022 | 20:08

دار الهلال

أجمع المشاركون في ندوة ندوة "الولاء والانتماء وتحديات المستقبل"، التي أقيمت اليوم الأحد، ضمن فعاليات الدورة الـ53 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، على أن المجتمع المصري على قلب رجل واحد وهويته راسخة في التاريخ تستطيع التصدي إلى أية محاولات لنشر الفتنة وقادرة على مجابهة الأجيال الجديدة من الحروب.

وشدد المشاركون على أن الثورة التكنولوجية وما تتضمنه من تهديدات للهوية الشخصية، وصناعة الهوية الافتراضية يجب الانتباه لها بقوة، والعمل على ترسيخ الوعي والهوية لدى النشء بوصفه المستهدف الحقيقي من تهديدات التكنولوجيا والحروب الافتراضية.

وقال اللواء الدكتور هشام الحلبي مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، حول الحروب الافتراضي، التحدي الأقدم للأمن القومي، إنه رغم تهديد الهوية الافتراضية التي تخلقها المجتمعات الافتراضية للهوية الأصلية، إلا أن الهوية المصرية متجذرة وضاربة بجذورها في التاريخ ولا يتم المساس بها، ولكن المشكلة في الأجيال التي يمكن أن يعزلها الواقع الافتراضي عن هويته الأصلية.

وشدد الحلبي، على أن حروب الجيل الخامس، تستهدف أجيال ناشئة وليست الأجيال الناضجة حاليًا، مشيرًا إلى أن تلك الحروب قد تهدد الأجيال التي يعد أعمارها حاليًا بين 3 و4 سنوات.

وأضاف الحلبي، أن مجلس الوزراء، قرر إنشاء لجنة وطنية مسئولة عن "الفضاء السيبراني" في عام 2014، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية فطنت إلى أهمية انتقال الدولة إلى التكنولوجيا وإقامة مدن جيل رابع لجذب مزيد من الاستثمارات ونسخها في العديد من المدن بعد نجاح التجربة في العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة.

وتابع مستشار أكاديمية ناصر العسكرية قائلا، إن العالم يترقب انطلاق ثورتين صناعيتين جديدين "الخامسة والسادسة" تعتمدان على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنه رغم خروج مصر بسبب الاحتلال العثماني من الثورات السابقة، إلا أن رؤية القيادة السياسية حاليًا تدعم وتدفع للاستعداد والتطور التكنولوجي للمشاركة في تلك الثورات الجديدة، والحفاظ على الهوية والأرض والسيادة الوطنية.

وشدد الحلبي،  على أن الحفاظ على الهوية المصرية مسئولية مشتركة بين الجميع، مؤكدًا أن الاهتمام بالنشء الأطفال له أولوية قصوى في الزمن الحالي لتأهيله وترسيخ قيم الهوية في نشأته.

وحول ما تشهده المنطقة من تهديدات وحروب على مدى ما يقارب القرن من الزمن، تستطيع القوى الصلبة للدولة التصدي لها باستمرار، مشيرًا إلى أن ذلك أدى إلى متغيرات انعكست على ظهور الحروب الافتراضية نتاج الالتحام بين الحواسيب والشبكات والإنترنت.

وأوضح  الحلبي، أن "الواقع الافتراضي" المستعين بتكنولوجيا المعلومات، استهدف نقل واقع غير مرئي واقعيًا ليكون منظور أمامك يدفع إلى التفاعل والاستجابة وإقامة علاقات منها التجارية والاجتماعية، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي على مستوى المعلومات والشبكات يستهدف تسريع الاتصالات بشكل كبير مستعينًا بتطور البرمجيات والذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة ما أثر على مختلف مجالات الحياة.

وأضاف الحلبي، أن ظهور مصطلح "الميتافيرس" ظهر لأول مرة عام 1992 في رواية للخيال العلمي، ويرتبط بالعلوم المرتبطة بالحرب الافتراضية، مشيرًا إلى أن تحويل الإنترنت إلى بيئة ثلاثية الأبعاد لا يقتصر دور المستخدم على النظر إلى الشاشة ولكن الدول في هذه البيئة بنفسه حتي يصبح أحد عناصره وتنفصل حواسه عن عالمه الحقيقي فترة بقائه في العالم الافتراضي.

وحذر الحلبي، من أن تلك الخصائص تضع المستخدم داخل لسلة من المجتمعات الافتراضية التي لا نهاية لها يمكنه من خلالها لقاء عدد كبير من الناس، تستعين بـ"الواقع المعزز" الذي يعد تكنولوجيا تضيف مؤثرات ترتبط بالواقع الافتراضي.

وأضاف الحلبي،  أن المستجدات المتسارعة للتكنولوجيا تعد تحديًا للمفاهيم الحالية للأمن القومي، وذلك لوجود أسلحة رقمية يمكن استخدامها مثل السلاح التقليدي وبتأثير أوسع منه بسبب سعة التأثير على الرأي العام، والحرب النفسي، في مقابل انفاض تكلفة اقتناءه وصيانته في مقابل السلاح التقليدي.
ولفت إلى أن الحروب الافتراضية تستهدف الاقتصاد بشكل رئيسي، إلى جانب المجال العسكري الذي أصبح يستعين بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والمجال الاجتماعي بسبب التفاعل معه، وكذلك التأثير على السياسة.

وشدد  الحلبي، على أن حروب الجيل الخامس، هي حرب غير مرئية تستهدف تفتيت المجتمعات والدول، وهي تطور لحروب الجيل الرابع التي كانت تستهدف البشر بشكل رئيسي، مؤكدًا أن المجتمعات الافتراضية التي ظهرت مع انتشار الإنترنت ولكن خطرها يكمن في غياب عنصر المكان واختصار الزمن عن المجتمعات الواقعية ما يزيد تأثيرها على الأفراد.

وحذر الحلبي، من أن التطور التكنولوجي في الاتصالات، وطبيعة الوقائع الافتراضية، خلق ازدواجية في الهوية ما بين الهوية الأصلية والهوية الافتراضية التي يتم استخدامها كمجموعة صفات ورموز وبيانات يتم استخدامها.

بدوره، أكد اللواء ناجي شهود مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الشعب المصري واصل إبهار العالم على مدار التاريخ وأحبط كافة المخططات التي سعت إلى تقسيمه وكان حائط الصد المنيع أمام تلك المخططات، منبها لأهمية احترام ذكاء المجتمع المصري.

وشدد شهود، أن الإنسان المصري تمكن من كتابة التاريخ على مدار الزمن، مبينا أن مصر مرت بالعديد من المحطات المهمة بداية من مصر العظمى التي كان السبب الرئيسي فيها الإنسان المصري، ثم الاستعمار الفرنسي الإنجليزي، ثم كسر الحلم الأوروبي في استعمار القارة الإفريقية التي تنظر إليها أوروبا على أنها مصدر المادة الخام والسوق اللازم لتوزيع المنتج.

وأشار شهود،  إلى انتصار حرب أكتوبر عام 1973، نجح في القضاء على أي طموح استعماري لمصر، ونجح المصريون في ترسيم حدود مع إسرائيل في سابقة لم تتكرر بعد ذلك في اتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي.

وأوضح شهود، أن محاولات الغرب لتدمير المنطقة لا تنفك تتغير حيث سعى لتدمير المنطقة بطريقة أخرى ومنها محاولة تقسيمها إلى 50 أو 60 دولة بأي وسيلة ممكنة بالفتنة الطائفية أو غيرها، مشيرًا إلى مخططات تمكين جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن وعي الشعب تصدى بكل حزم لتلك المخططات.

وشدد  شهود، على أن الغرب عندما أدرك أنه لا يمتلك القدرة على التصدي للقوة العسكرية، بدأ العمل على وتر الفتنة الطائفية والدينية، بما يخدم صناعة الإرهاب الرامية بصورة أساسية إلى تفتيت المنطقة، مطالبا بضرورة توخي الحيطة والحذر من الارتباط الكبير بين الإرهاب ووسائل التواصل الاجتماعي خاصة وأن الإرهاب هو وسيلة لتنفيذ هدف معين يضر بمصالح الدول.

وأشار شهود، إلى أن حرب الجيل الرابع تستهدف أفراد المجتمع والسعي لتفكيك المجتمع المدني حيث انطلقت حملات التشكيك التي تثير القلق والشكوك لدى أفراد المجتمع.

وأوضح شهود، أن العامل الرئيسي في هذه الحرب هو الهاتف المحمول الذي تشرف عليه مراكز بحث عالمية متخصصة دارسة لجميع دول المنطقة وتقوم بدس السم في العسل لتغيير فكر ووعي أجيال وشباب هذه الدول، خاصة وأن الهاتف المحمول هو من يقتحم عقل الإنسان وليس العكس.

وحذر شهود،  من خطورة الهاتف المحمول وقدرته على تدمير قوى الدول الشاملة، نظرًا لعدة عوامل منها أنه متوفر لدى الجميع على كافة أشكالهم، ويمكن من خلاله الوصول إلى كافة الوسائل في العالم، ولا توجد أي عوائق للتعامل معه، وهو يخاطب العقول كافة بجميع الأنشطة المختلفة.

وأكد شهود، أن الوطن كامن دائما داخل الإنسان المصري، وأن المصريين دائمًا على قلب رجل واحد يختلفون في الكثير من القضايا لكن عند الإتيان على سيرة مصر يتوحدون على الفور، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى اختص مصر بالكثير من المزايا التي تحفظها من الضياع.