تكتسب العلاقات بين مصر وجيبوتي أبعادا تاريخية واستراتيجية، تعود لعقود طويلة مضت وظلت متنامية طوال السنوات الماضية، حتى شهدت طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وخاصة بعد زيارته التاريخية لها، حيث كان أول رئيس مصري يزورها، وتعمل البلدان على تعزيز التعاون والتنسيق بجانب الدعم والمساعدات الإنسانية التي تقدمها مصر لجيبوتي في الأزمات.
واستقبل الرئيس السيسي نظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة صباح اليوم بقصر الاتحادية، حيث سيعقد الرئيسان مباحثات قمة لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
تاريخ العلاقات المصرية الجيبوتية
وتعود العلاقات بين البلدين دبلوماسيا إلى السبعينيات من القرن الماضي، لكنها تحمل بعدا تاريخيا يعود إلى عهد المصريين القدماء حيث كانوا هم أول من وصل إلى هذا الجزء من القارة الإفريقية سنة 3000 قبل الميلاد في عهد الفرعون بيبي الأول، ففي الوقت الذي تعد فيه مصر البوابة الشمالية لمضيق باب المندب، فإن جيبوتي هي البوابة الجنوبية له.
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين منذ استقلال جيبوتي عام 1977، حيث كانت مصر في طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها في جيبوتي، بالإضافة إلى أنها كانت من أوائل الدول التي رحبت بالاتفاق الإطاري للحوار السياسي الذي تم توقيعه بين الحكومة وائتلاف المعارضة في جيبوتي، الذي مهد لإنهاء الخلاف السياسي القائم.
وتجمع البلدين أوجه تعاون وتشاور مستمر على المستوى الثنائي بجانب المستوى الإقليمي على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
العلاقات بين مصر وجيبوتي في عهد السيسي
تطورت العلاقات بين مصر وجيبوتي خلال عهد الرئيس السيسي بشكل كبير، وخاصة خلال ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، وفي 27 مايو 2021 أجرى الرئيس زيارة تاريخية لجيبوتي هي الأولى لرئيس مصري، استقبله خلالها الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، وتبادلا الرؤى بشأن أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي شرق أفريقيا والقرن الأفريقي .
واستمر التنسيق والتشاور بين الرئيسين ففي فى 15/4/2021 تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي، أكد الرئيس السيسى خلال الاتصال موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل السد، تم التوافق بشأن أهمية تسوية هذه القضية الحيوية لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل .
وكذلك في 4/12/2019 أجرى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفيًا بنظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، عبر خلاله الرئيس السيسي عن تضامن مصر حكومة وشعبًا مع جيبوتي في مواجهة آثار الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخرًا، مشددًا على استعداد مصر لإرسال مساعدات طبية وإغاثية لدعم الجهود الوطنية الجارية في هذا الشأن، كما أكد الرئيس السيسي لنظيره الجيبوتي اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين .
وخلال رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي، شارك الرئيس السيسي في قمة ثلاثية مع كل من إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي، وأوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا في 25/9/2019، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تلبيةً لطلب جيبوتي وكينيا، انطلاقاً من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وكذا العلاقات المتميزة التي تجمع مصر بكلٍ من الدولتين.
وفي 12/9 / 2019، استقبل الرئيس السيسي وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جيبوتي محمود علي يوسف، الذي سلم الرئيس السيسي رسالة من الرئيس الجيبوتي، حول تطورات عدد من الملفات المتعلقة بالاتحاد الإفريقي والقضايا الإقليمية، خاصةً المستجدات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي وتأثيراتها على حالة السلم والاستقرار بالمنطقة .
زيارات رئيس جيبوتي لمصر
وتعد الزيارة الحالية لرئيس جيبوتي لمصر هي الثالثة من نوعها، حيث كانت الأولى في 27/3/2015 ، قام الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26، استقبله الرئيس السيسي، وبحث الجانبان سُبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين .
أما الثانية كانت في 25 ديسمبر 2016، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي إسماعيل عُمر جيلة، رئيس جمهورية جيبوتي وعكست الزيارة العلاقات المتميزة بين البلدين، حيث عُقدت مباحثات ثنائية معمقة تناولت سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.