الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فن

في ذكرى ميلادها.. لمحات من حياة شادية التي رفض نجيب محفوظ أن تكون بطلة رواياته

  • 8-2-2022 | 16:13

شادية

طباعة
  • منار بسطاوي

هي واحدة من الموهوبات اللاتي استطعن فرض اسمهن على الساحة الفنية في جيل الزمن الجميل، وبخفتها ورشاقتها استطاعت أن تحفر محبتها في قلوب الجماهير، لتصبح محبوبتهم ومعبودتهم، لترحل تاركة ورائها مسيرة فنية حافلة بالأعمال سواء على مستوى السينما، أو الأعمال الغنائية وغيرهم، وظلت أعمالها تنير أيامنا حتى الآن، فمن منا ينسى "فؤادة" في "شيء من الخوف"، و"سيدة" في نحن لا نزرع الشوك"، و"سهير" في "معبودة الجماهير" وغيرهم الكثير، إنها الفنانة الراحلة شادية.

وتحل علينا اليوم الثلاثاء الذكرى الـ91 لميلادها، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال، وولدت في الحلمية الجديدة، وانخرطت بالمجال الفني وهي في عمر الـ16، عندما تقدم لها والدها بالاشتراك في مسابقة إعلانات تنظمها إحدى الشركات وانطلقت بعدها لتصنع مسيرة فنية زاخرة بالأعمال الناجحة، تخطت الـ110 فيلمًا سينمائيًا، إلى جانب مئات الأغاني التي شاركت فيها بصوتها العذب، وأيضًا عدد من المسلسلات الإذاعية، وبالرغم من ذلك النجاح الكبير في العديد من المجالات الفنية إلا أنها لم تشارك إلا بعمل مسرحي شهير، وهو "ريا وسكينة"، وفي عام 1984 أعلنت اعتزالها للفن، وذلك حتى وفاتها في عام 2017.

وبالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها شادية في مسيرتها، إلا أنها واجهت اعتراضا كبيرا من أبو الرواية نجيب محفوظ" في مسيرتها، وذلك لرفضه أن تكون بطلة لرواياته عند تحويلها لعمل سينمائي، ولكنها استطاعت أن تغير رؤيته لها وأصبحت رواياته من أهم أعمال شادية السينمائية، وهو ما سنرصده في السطور التالية.

نجيب محفوظ يرفض التعاون مع شادية

وجاءت البداية في الستينيات عندما تعاقد المنتج جمال الليثي مع الأديب نجيب محفوظ على تحويل روايته "اللص والكلاب" إلى فيلم سينمائي، ولكن الأخير تخوف كثيرًا لهذا الأمر، بعد علمه أن الفنانة شادية هي المرشحة لتصبح بطلة أعماله، وهو الأمر الذي رفضه، واعترض عليه، وأشار إلى أن السبب في ذلك هو أنه لا يرى فيها إلا أنها ممثلة تتميز بخفة الروح، والدلع، وهو الشيء البعيد تمامًا عن بطلات رواياته.

واضطر للموافقة بعد علمه بأن إعداد الرواية، وإخراجها سيعمل عليه كمال الشيخ، والذي كانت تجمعهما صداقة قوية، وبالفعل قدمت شادية "اللص والكلاب"، وأصبح هذا العمل تحديدًا هو نقطة تحول في حياة الفنانة شادية، لبراعتها في أداء دور "نور"، وإثباتها أنها فنانة متعددة المواهب، وتخلصها من إطار الفتاة الدلوعة، خفيفة الظل.

شادية تتغلب على نجيب محفوظ

وفي عام 1963 قدمت شادية رواية أخرى من تأليف الأديب العالمي نجيب محفوظ، وهو "زقاق المدق"، والتي حققت بها أيضًا نجاحا كبيرا عند عرضها، وظلت شخصية "حميدة" تراودها لعدد من السنوات، وشاركها في البطولة كلًا من يوسف شعبان، وصلاح قابيل، وحسن يوسف، وسامية جمال وغيرهم الكثير.

وبعد ذلك قدمت أيضًا "كريمة" في فيلم "الطريق"، هو أحد روايات الأديب نجيب محفوظ، والتي أيضًا حققت نجاحا كبيرا، ومن ثم أدت أيضًا دور "زهرة" في فيلم "ميرامار"، و"سيدة" في "نحن لا نزرع الشوك" لتحقق بذلك نجاحا كبيرا، لم يتوقعه أحد، وتتغلب على رؤية نجيب محفوظ لها، وحصرها في أدوار الفتاة خفيفة الظل، ويصرح بعدها أن نظرته جاءت خاطئة، وأنها ممثلة بارعة تستطيع أن تؤدي جميع الأدوار، مضيفًا أنها أفضل من يجسد بطلات رواياته.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة