أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق أن مصر في سياستها الخارجية تبنت استراتيجية القوى الناعمة في إبراز صورة مصر الحقيقية والتصدي لمحاولات تشويهها ، مشيرا إلى أن القوة الناعمة تمثل القدرة على التسلل لعقول وقلوب الآخرين وتستخدم بشكل فعال في تقويض الدول المركزية من خلال اللعب على أوتار الدين واللون والعرق ودلل على ذلك بما قامت به الدبلوماسية المصرية خلال العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ ونكسة يونيو ١٩٦٧ وسفر الفنانين المصريين للخارج لدعم المجهود الحربي المصري.
جاء ذلك خلال مشاركة السفير محمد العرابي في ندوة "القوة الناعمة وحوار الثقافات كأحد أدوات السياسة الخارجية المصرية" والتي نظمتها كلية الحقوق جامعة المنصورة وذلك على هامش " ملتقى الصداقة الدولي الأول لشباب الجامعات" في إطار احتفال الجامعة باليوبيل الذهبي.
وأضاف أن توظيف مصر الجيد للقوى الناعمة خاصة بعد ٣٠ يونيو ونجاح مصر في تحقيق الاستقرار الداخلي مقارنة بالدول المجاورة ساهم في تحول موقف بعض الدول من رفض التعاون مع مصر إلى قبولها والسعي للتعامل معها، لافتا إلى أن الطلاب الوافدين بمصر من أهم سبل تفعيل القوى الناعمة لأن هؤلاء الطلاب سيصبحون سفراء لمصر وينقلون صورة صحيحة عنها في بلادهم بعد عودتهم إليها.
وأشاد بمبادرة وزارة التعليم العالي " ادرس في مصر" لأنها تحقق هذا الغرض الذي تقوم به بعض المؤسسات الأكاديمية المصرية مثل أكاديمية ناصر العسكرية ومعهد الدراسات الدبلوماسية التي يتدرب بها أفراد من مختلف الدول.
ولفت وزير الخارجيية الأسبق إلى حرص مصر مؤخرا على الانفتاح على الدول الإفريقية وتبادل الزيارات معها ودعمها في الإعمار مما يشكل استخداما جيدا للقوى الناعمة في التواصل مع مختلف الشعوب ، قائلا " إن العالم يشهد تحولات جذرية تقريبا كل 10 سنوات بداية من ١٩٨٩ وانهيار الاتحاد السوفيتي وسيطرة أمريكا المطلقة على العالم ومرورا بأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ ، وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا وأحداث الربيع العربي ٢٠١١ وانتشار فيروس كورونا المستجد في العالم شهر مارس ٢٠٢٠ الذي أعطى إنذارا بضرورة توفير كل دولة للماء والغذاء والطاقة والدواء والأمن.
وأثنى على تعامل السياسة الخارجية المصرية والدولة المصرية بنجاح خلال أزمة فيروس كورونا المستجد التي فشلت بعض الدول في إدارتها ، مؤكدا أننا نعيش عالم جديد لم تتضح معالمه بشكل كامل معربا عن توقعه بأن يكون كل شئ في هذا العالم الجديد ماعدا البشر عابرا للحدود، مطالبا بالتمعن في قراءة تاريخ الحروب السابقة لمعرفة تطورها حتى أصبح يتم توظيف القوى الناعمة بها.
من جانبه، أكد الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة حرص الجامعة خلال الاحتفال باليوبيل الذهبي لها على تنظيم فعاليات ترتقي بفكر الطلاب ومنها هذه الندوة التي تقام على هامش ملتقى الصداقة الأول لشباب الجامعات الذي يشارك فيه 500 طالب مصري ووافد من 28 جامعة يمثلون ٣٦ دولة.
وأضاف أن موضوع هذه الندوة يحقق هذا الغرض نظرا لتغير طرق الحرب التي أصبحت تتمثل في استخدام وسائل الاتصال الحديثة في إحداث أزمات بالدول، ما يستدعي تغير طرق الدفاع عن النفس من خلال توظيف القوة الناعمة في ذلك.