الخميس 16 مايو 2024

بالتزامن مع مشاركته في قمة «محيط واحد».. تاريخ زيارات الرئيس السيسي لفرنسا

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي

تحقيقات11-2-2022 | 13:22

أماني محمد

تعد الزيارة التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا اليوم، هي الزيارة السادسة له منذ توليه مقاليد الحكم في 2014، وتأكيد للعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين والتفاهم المشترك والتعاون في كل المجالات، حيث يجري حوارا سياسيا وثيقا بين فرنسا ومصر بشأن القضايا الإقليمية مثل الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب وهناك توافقا بين الجانبين في وجهات النظر بشأن تلك القضايا.

ووصل الرئيس السيسي اليوم إلى مدينة بريست الفرنسية للمشاركة في قمة محيط واحد، تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي "ماكرون" ضمن عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات المهتمين بالعمل الدولي لمواجهة التدهور البيئي، وذلك فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التى تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصري الحيوي إقليمياً ودولياً في إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، والذي سيتوج باستضافتها للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف تغير المناخ في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري.

 

زيارات الرئيس السيسي لفرنسا

كانت الزيارة الأولى التي أجراها الرئيس السيسي لفرنسا بعد توليه الحكم في 2014 وتحديدا في شهر نوفمبر، حيث عقد لقاءا مع رئيس الجمهورية الفرنسية والوزير لوران فابيوس والوزير جان إيف لودريان ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ، كما أجرى مداخلة أمام المجلس الرئاسي للأعمال في جمعية أرباب العمل الفرنسيين (ميديف أنترناسيونال) .

أما الزيارة الثانية كانت في 23/10/2017، حيث قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة لفرنسا على رأس وفد رفيع المستوى، استقبله إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، بحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك لا سيما الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والملفات الثنائية وسبل تعزيز العلاقات في مجالات الثقافة والتعليم.

وخلال تلك الزيارة التقى الرئيس عدداً من كبار المسئولين الفرنسيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء إدوار فيليب ورئيسا الجمعية الوطنية (مجلس النواب) ﻓرانسوا دو روجي ومجلس الشيوخ جيرار لارشي، كما التقى بفلورنس بارلي وزيرة الدفاع، لبحث تعزيز التعاون العسكري والأمنى، والتقى وزير جون إيف لودريان خارجية فرنسا لاستعراض آخر المستجدات في الشرق الأوسط لا سيما في ليبيا وسوريا والعراق إضافة إلى سبل دفع عملية السلام بعد اتفاق المصالحة التاريخي الذي جرى توقيعه في القاهرة.

كما التقى السيسى مع برونو لومير وزير الاقتصاد والمالية وعدد من كبريات الشركات الفرنسية المهتمة بالاستثمار في مصر لأول مرة أو المتواجدة بالفعل والراغبة في توسيع نشاطها لا سيما في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذها الحكومة المصرية لدعم الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة.

أما الزيارة الثالثة فى 24/8/2019 حيث شارك الرئيس السيسي في اجتماعات شراكة مجموعة الدول السبع الكبرى مع دول إفريقيا التي تترأسها فرنسا بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي، القى الرئيس السيسى كلمة تتضمن عدة محاور وتعكس وجهة نظر افريقيا في القضايا المطروحة وتطرق إلى تعزيز البنية الأساسية الخاصة بالأمن والسلم في إفريقيا وكذلك مكافحة الفساد في إفريقيا لأنها تستنزف الجهود والموارد.

وكانت الزيارة الرابعة فى 6/12/2020 حيث استقبله خلالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحث الجانبان كافة جوانب وموضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك التنسيق السياسي المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية، ودعم العلاقات الثنائية بين البلدين و سبل تعزيزها خلال الفترة القادمة.

كما التقى الرئيس السيسى مع رئيس الوزراء الفرنسي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الفرنسيين، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي، وذلك لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية وكيفية التعامل معها، خاصة تلك المتعلقة بشرق المتوسط ومنطقة الشرق الاوسط، فضلاً عن زيادة التعاون المشترك بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية خاصة في المجالات الاستثمارية والتجارية في ضوء جهود مصر لتشجيع وجذب الاستثمارات الأجنبية للمشاركة في المشروعات القومية الكبري في اطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها مصر.

وفي مايو 2021، أجرى الرئيس الزيارة الخامسة لفرنسا للمشاركة في كلٍ من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية، استقبله الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بقصر الإليزيه. بحثا الجانبان سبل تدعيم أطر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين على شتى الأصعدة، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال زيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر، كما شهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كلٍ من شرق المتوسط وليبيا وسوريا.

وأكد الرئيس في هذا الصدد أنه لا سبيل لتسوية تلك الأزمات إلا من خلال الحلول السياسية، بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية لتوفير الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.

استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في ظل التطورات الأخيرة. كما تطرق اللقاء إلى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس السيسى تمسك مصر بحقوقها المائية من خلال التوصل إلى اتفاق قانونى منصف وملزم يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، مشددًا على أن مصر لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية.

 

زيارات رؤساء فرنسا مصر

في أغسطس 2015  زار رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند الإسماعيلية لتدشين أعمال افتتاح قناة السويس الجديدة، وفي يناير 2019 زار الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا وسبل الارتقاء بها وتطوير ركائزها في مختلف المجالات ذات الأولوية، وفي مقدمتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتنموية والسياحية، بما يتوافق مع مستوى طموحات وتطلعات البلدين، وذلك عن طريق نقل التكنولوجيا والخبرات، والتعاون التمويلي والإنمائي، إلى جانب الاستفادة من الآفاق المتنوعة على صعيد الاستثمار والتجارة.

برنامج زيارة الرئيس السيسي لفرنسا

وعن الزيارة الحالية للرئيس السيسي، صرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن مشاركة الرئيس في هذا الحدث الهام تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي "ماكرون" ضمن عدد محدود من رؤساء الدول والحكومات المهتمين بالعمل الدولي لمواجهة التدهور البيئي، وذلك فى ضوء العلاقات الوثيقة والمتنامية التى تربط بين مصر وفرنسا، فضلاً عن الدور المصري الحيوي إقليمياً ودولياً في إطار الجهود والمبادرات الساعية لمواجهة ظاهرة تغير المناخ وحماية البيئة البحرية، والذي سيتوج باستضافتها للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف تغير المناخ في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر من العام الجاري.

وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس يعتزم التركيز خلال أعمال قمة "محيط واحد" على تأثير تغير المناخ على التوازن البيئي في البحار والمحيطات والمناطق الساحلية، ومن ثم اعتزام مصر إلقاء الضوء خلال قمة تغير المناخ في شرم الشيخ على الدور الذي يمكن للمحيطات أن تلعبه في خفض الانبعاثات والمساهمة في بناء اقتصاديات مُنخفضة الكربون، بالإضافة إلى أهمية تعزيز جهود خفض الانبعاثات في قطاع النقل البحري والتي تساهم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس لتغير المناخ.

كما يتضمن برنامج زيارة الرئيس إلى فرنسا عقد مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ويجتمع الرئيس أيضاً على هامش الزيارة بعدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائى والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.