الأحد 24 نوفمبر 2024

ثقافة

مي زيادة «معشوقة الأدباء».. ظلمتها حكايات الحب.. وملهمة «شوقي والعقاد»

  • 11-2-2022 | 19:21

مي زيادة

طباعة
  • أبانوب أنور

تحل اليوم الذكرى الـ 136 على ميلاد الكاتبة والأديبة العربية مي زيادة، حيث ولدت 11 فبراير 1886، في مدينة الناصرة بفلسطين، اسمها الحقيقي ماري إلياس زيادة، واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد، كانت أمها ناصرية تعيش في مدينة الناصرة، وأبيها إلياس أصله لبناني، وعندما تزوجوا اتخذوا الناصرة موطنًا لهم، أظهرت مي ذكاءها ونباهتها منذ صباها، واهتمت بدارسة اللغة العربية، وتعلمت عدة لغات أجنبية منها: الفرنسية والإنجليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية.

ذهب إلياس والد مي للعيش في مدينة الناصرة الفلسطينية في النصف الثاني من القرن العشرين، بعد أن كان يسكن في قرية شحتول في لبنان، وكانت مدينة الناصرة موطن اجتماع والدي مي، وكانت خلفية أمها الثقافية والأدبية سببًا في إعجاب إلياس زيادة بها، تلقت مي مبادئ القراءة والكتابة في قرية الناصرة، وانتقل إلياس هو وأسرته الصغيرة إلى لبنان وعمل بالتدريس في قرية عينطورة، وهكذا فارقت مي بلدة الناصرة التي ترعرت بها منذ طفولتها وصباها، فكتبت مذكراتها لمدينة الناصرة.

وعن حياتها العاطفية، فقد أحبت جبران خليل جبران على الرغم من عدم لقائهما، تعارف مي وجبران عبر الرسائل عندما كتبت مي مقالة تعبر فيها عن رأيها بقصيدة جبران خليل جبران "المواكب"، حيث كانت مي معجبة بأفكاره وآرائه، ثم كتبت له رِسالة تعبر فيها عن رأيها أيضًا بقصة "الأجنحة المتكسرة" التي نشرها في المهجر عام 1912، واستمرت المراسلات بينهما عشرين عامًا منذ عام 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931.

انتقلت مي زيادة إلى مصر سنة 1907، أقامت في العاصمة القاهرة، حيث عملت بتدريس الُلغتين الفرنسية والإنجليزية، ودرست الألمانية والإسبانية والإيطالية. وفي الوَقت ذاته، بَذلت الجُهد في إتقان اللُّغة العَربية والتعبير بها وفيما بعد، تابعت في جامعة القاهرة دراسة الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة. بعد أن تخرجت في آداب القاهرة، وُلدت فكرة مي بإنشاء صالونها الأدبي الخاص، وعقده كل ثلاثاء من كل أسبوع وامتازت بسعة الأفق ودقة الشعور وجمال اللغة.

ونشرت مي مقالات وأبحاثًا عديدة في الصحف والمجلات المصرية، مثل "المقطم، الأهرام، الزهور، المحروسة، الهلال، والمقتطف"، أما الكتب كان باكورة إنتاجها في عام 1911 ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية كان بعنوان "أزاهير حلم"، وفيما بعد صدر لها "باحثة البادية" عام 1920، و"كلمات وإشارات" عام 1922، و"المساواة" عام 1923، و"ظلمات وأشعة" عام 1923، و"بين الجزر والمد" عام 1924، و"الصحائف" عام 1924.

أبدعت مي في مجال الصحافة، وكانت تنشر مقالاتها في الصحافة المصرية، وتمضي في نهايتها بأسماء مستعارة، كان من أسمائها المستعارة: "شجية، خالد رأفت، إيزيس كوبيا، عائدة، كنار، السندبادة البحرية الأولى"، كان لمي زيادة دورًا في الدفاع عَن حقوق المرأة، وبِمطالبة المساواة كما أنها استحقت أن تكون رائدة من رائدات النهضة النسائية العربية الحديثة، وكانت متطلعة على تاريخ المرأة في الفترة التي سبقت سجنها فأكثرت من الكتابة والمحاضرات والندوات؛ للمطالبة بحقوق المرأة.

عادت مي إلى لبنان بعد وفاة والدها 1929، ولحقت به والدتها في 1932، وتبعهما جبران، وهناك أساء أقاربها معاملتها واتهموها بالجنون، وحجزوها بمستشفى للأمراض العقلية، وبعد أن خرجت منها عادت إلى مصر وتوفيت في 17 أكتوبر 1941 بمستشفى المعادي في القاهرة عن عمر ناهز 55 عامًا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة