أكثر من أربعة أشهر مرت على الانتخابات التشريعية العراقية ولازالت الكتل السياسية، أو بالأحرى الأحزاب الشيعية، دون اتفاق على ترشيح شخص لمنصب رئاسة الوزراء، وهو من نصيب الشيعة.
ومن جهة أخرى، هناك 25 شخصا كرديا مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية كأحد مستحقات الكرد بعد العام 2005، ولم يتفق الحزبان الكرديان، الديمقراطي والاتحاد الوطني، على مرشح مقبول من كلا الطرفين.
الاتحاد الوطني مصر على إعادة ترشيح برهم صالح الرئيس المنتهية ولايته لفترة أخرى، في المقابل رشح الديمقراطي الكردستاني وشيار زيباري القيادي في الديمقراطي و وزير الخارجية و المالية الأسبق في الحكومة العراقية.
يطالب الديمقراطي الكردستاني بهذا المنصب حسب استحقاقه الانتخابي بحصوله على أكثرية مقاعد برلمان إقليم كردستان وأكثرية مقاعد الكرد في البرلمان العراقي، وأن السيد زيباري هو من الشخصيات الأكثر كفاءة بين المرشحين لهذا المنصب وكان رئيسا للدبلوماسية العراقية، وفي عهده رجع العراق إلى المحافل الدولية و العربية و الإقليمية، وكان له الأثر الكبير في التقارب العراقي، ومشهود له من قبل رجال السياسة و الدبلوماسية و الإعلام.
وعندما كان زيباري وزيرا للمالية في الحكومة العراقية وبسبب حقد من بعض النواب من البرلمان العراقي تم إبعاده عن منصبه، وكان ذلك بسبب مواقفه السياسية وكونه قياديا في الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكانت المسألة سياسية بحتة، واليوم يحاول البعض إبعاده عن الترشح لمنصب الرئاسة وهو قادر على إثبات نفسه في أن يكون رئيسا لكل العراقيين، ويلتزم بالدستور وهذا لا يروق لكثيرين، وجاء قرار المحكمة غير صائب لأنه ليس له منصب بل هو مرشح كأي مواطن اعتيادي وهذا القرار ليس من اختصاص أو مهام المحكة الاتحادية.
إن تشرذم الواقع السياسي في العراق لا يخدم سوى أعداء البلد الذين هم بالمرصاد لأي اتفاق بين مكوناته وبناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي.
و الواجب الوطني يتطلب من كل المخلصين من أبناء العراق الرجوع إلى لغة الحوار والعقل والمنطق بعيدا عن التشجنات والخلافات التي لا تخدم المواطن العراقي ومصلحة العراق وحجم التضحيات للمواطنين.
خلال هذه الخلافات والتباعدات برز الدور الكردي الإيجابي وخاصة دور الزعيم مسعود بارزاني، بحلحلة الخلافات وتقريب وجهات نظر الأطراف المختلفة، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على حرص الكرد والزعيم بارزاني على بناء دولة ديمقراطية فيدرالية مؤسساتية، فيشارك الجميع في بناء الدولة المدنية التي تحترم وتدعم حقوق الإنسان، وكذلك دلالة على الشعب الكردي دائما كأداة للاستقرار والسلم والحل وليسوا من مؤيدي زعزعة الاستقرار، بل دائما مع التعايش السلمي والإخاء والإنماء والتسامح.
والأوضاع الحالية خير دليل على ما يناضل الكرد من أجله و دور بارزاني في الاستقرار والتآخي بين جميع المكونات القومية و الدينية في العراق، وفي الأيام المقبلة ما يؤكد للكافة صدق نواياهم.