كان على مرأى ومسمع العالم أجمع ما خطط له تنظيم داعش مطلع العام الجاري، إذ خطط التنظيم لمداهمة أكبر معسكرات الاعتقال بهدف الإفراج عن بعض الأسرى، وفي 20 يناير حدث ذلك، إذ شن داعش هجومًا معقدًا لكسر الحصار بهدف تحرير الآلاف من مقاتلي التنظيم المحتجزين في سجن غويران، الذي يضم ما يقدر بنحو 4000 أسير من عشرات البلدان.
وحسب صحيفة "جيروزاليم بوست"، فإنه بعد ستة أيام من الصراع العنيف، فشلت المحاولة، وساعدت القوات الخاصة البريطانية والأمريكية المحاربين الأكراد على استعادة الأسرى، وانتهى حصار السجن باستسلام مئات المقاتلين، وبعد أسبوع، في 3 فبراير، لقى زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي مصرعه في أعقاب غارة للقوات الخاصة الأمريكية على مخبئه على الحدود السورية التركية.
وكانت أفضل تقديرات لعدد القتلى في محاولة الهروب من السجن هي 124 متشددًا وسجنيًا من تنظيم داعش، و57 جنديًا ومدنيًا من قوات سوريا الديمقراطية، واعتُقل ما لا يقل عن 700 طفل في منطقة قويران، وقتل عدد غير معروف منهم خلال العملية.
وقالت سونيا كوش من منظمة إنقاذ الطفولة: "التقارير التي تفيد بأن الأطفال قتلوا أو جرحوا هي تقارير مأساوية"، مؤكدة أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومات الأجنبية التي اعتقدت أنها تستطيع ببساطة التخلي عن مواطنيها الأطفال في سوريا، حيث يجب إعادة جميع الأطفال الأجانب مع أسرهم دون مزيد من التأخير، لا يمكن للمجتمع الدولي أن تلطخ أيديهم بدماء أي من هؤلاء الأطفال".
وعلى الجانب الآخر، تحجم بعض الحكومات عن التصرف لأن العديد من الأولاد المحتجزين يُزعم أنهم تم تجنيدهم في أشبال الخلافة، وهو جيش أطفال يستخدمه قادة داعش كوقود لأعمال التخريب، وهم أكثر قدرة من البالغين على التسلل إلى المناطق المدنية، ويقول المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، وأن "هؤلاء الأطفال دربهم داعش على تنفيذ عمليات انتحارية وعمليات عسكرية أخرى".
زعمت المملكة المتحدة، فضلا دول أخرى، أنه غالبًا ما يكون من الصعب، وأن لم يكن من المستحيل، جمع أدلة كافية على النشاط المتشدد لمحاكمة هؤلاء الأطفال، أو في الواقع أمهاتهم وآباؤهم، في بلدانهم الأصلية، وإن مجرد إعادتهم إلى أوطانهم دون أدلة لتوجيه الاتهام إليهم بارتكاب أعمال إرهابية سيعني قبول أفراد خطرين للغاية في المجتمع.
وأعادت الولايات المتحدة وإيطاليا وكازاخستان وعمان وتونس أعدادًا صغيرة من المقاتلين إلى أوطانهم، لكن معظم الدول الأوروبية والعربية، وغالبية مقاتلي داعش امتنعت عن استعادتهم.
بصرف النظر عن المسلحين، تحتجز قوات سوريا الديمقراطية ما يقرب من 65000 امرأة وطفل في مخيم الهول للنازحين، وما يقرب من ربعهم محتجزون في منطقة بالمخيم تعرف باسم الملحق، ينتمون إلى نحو 60 دولة غير سوريا أو العراق، فيما تبدي قلة من الحكومات استعدادها لإعادة النساء.