السبت 4 مايو 2024

الماعز الأليف وبراعة التأليف!

مقالات12-2-2022 | 15:45

انتشر في الآونة الأخيرة الكثير من التحليلات والتقارير المكتوبة والمصورة لفيلم الكرتون المسمى بـ "الماعز الأليف" الذي تم عرضه عام 2012 من تأليف وإخراج الكندي "لويس ليفبفر"، وقد عاد الحديث عن هذا الفيلم مرة أخرى بعد الحادث المأسوي الشهير للطفل المغربي "ريّان" الذي راح ضحية سقوطه في البئر شمال المملكة المغربية، حيث عرض المحللون أجزاء من هذا الكرتون لطفل يرقد ومن حوله ما يشبه الثعابين التي تحمل رؤوسًا على شكل شاشات تليفزيون، وأشار المحللون إلى أن ذلك كان تنبؤًا بالحادثة قبل عشر سنوات حين عُرض ذلك الفيلم حيث أن هذا الطفل هو ريّان وهذه الثعابين تمثل الإعلام الذي كان يغطّي الحدث!

 

لم يكتف جهابذة التحليل لهذا الفيلم الكرتوني الكئيب بالإشارة لتلك الواقعة وإنما أخذوا في التعمّق والتحليل لكل رمز أو صورة احتواها هذا الفيلم مع محاولة تشبيهها بأحد الأحداث التي حدثت بعد عرضه كسقوط برج كنيسة نوتردام في باريس عندما احترقت في أبريل عام 2019، وذلك لظهور ما يشبه برج تلك الكنيسة الذي يسقط بنفس الطريقة في الفيلم الكرتوني.

وغير ذلك من المشاهد المُقبضة التي حواها هذا الكرتون الشيطاني الخبيث الذي لا يشعر من يشاهده بأي راحة نفسية وإنما ينتهي من مشاهدته - رغم قصر زمنه - بحالة من الكآبة التي تتملكه.

 

إن هذا النوع من الهلاوس البصرية التي تتمكن من بعض الناس ليس جديدًا، فقد ظهر في الواقع على مر الزمان من خلال أشخاص حقيقيين أو (أسطوريين) بفعل تأثير تلك الهلاوس والطاقة السلبية عليهم وعلى من ينبهرون بما يأتون به من أفعال، فعلى سبيل المثال: شخصية "راسبوتين" و "نوستراداموس" وغيرهما ممن اجتاحتهم قوى الشر والأرواح الخبيثة التي صورت للناس قدرات مثل هؤلاء الخارقة والتي هي في حقيقتها عبارة عن طاقات سلبية شريرة داخلية لديهم تشبثت بها أرواح خبيثة فأدخلتهم في تلك الهلاوس التي أعمتهم وأعمت من صدقوهم أو خافوا منهم.

 

ولم يكن هذا الفيلم الكرتوني البائس الأول من نوعه الذي تم عرضه والاحتفاء به، فهناك العديد من الأعمال الفنية التي تم تقديمها وبها مثل ذلك الغموض وتلك الرموز التي تحتمل الكثير من التأويل، لكن الملفت للنظر في التعامل مع مثل هذه الأعمال ليست قيمتها أو ما تقدمه من رموز أشبه بالتعاويذ الشيطانية وإنما في المبالغة من المحللين والمُعبّرين الذين ينبرون للشرح والتفصيل لكل حرف أو كلمة أو صورة جاءت في تلك الأعمال طبقًا لأهوائهم وخيالاتهم التي يمكن لها أن تذهب إلى ما هو أبعد من هذه المشاهد المتضمنة في تلك الأعمال.

ومما لا شك فيه أن البحث عن الغموض ومحاولة استيعاب القوى الكونية الخفية وحب الإنسان وولهه بمعرفة الغيب هي الأشياء التي تجد رواجًا لدى الكثير من الناس ليس في عصرنا هذا فحسب، وإنما منذ خلق الله الإنسان، لكن هذه القضية محسومة منذ زمن..

"إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير"(34) لقمان.

Dr.Randa
Dr.Radwa