شهد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، من مدينة شرم الشيخ، الجلسة الافتتاحية لورشة العمل التي نظمتها وزارة البيئة تحت عنوان «معًا لنشر محطات الطاقة الشمسية الصغيرة في شرم الشيخ».
وجاءت هذه الورشة من أجل وضع آلية ونشر الوعي نحو الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية بالمدينة، وكذلك تحفيز المنشآت الفندقية بها إلى التحول لاستخدام الطاقة الصديقة للبيئة، وتركيب محطات شمسية صغيرة على أسطحها، في إطار تحويل المدينة إلى مدينة خضراء، وخاصة مع الاهتمام بالسياحة المستدامة التي تستخدم الطاقة الصديقة للبيئة، ولاسيما في ظل استعدادات استضافة مصر للمؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP27» بمدينة شرم الشيخ هذا العام.
وحضر الجلسة الافتتاحية، الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة «UNDP»، ورئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، وممثلين عن كل من وزارتي التجارة والصناعة، والكهرباء والطاقة المتجددة، والاتحاد المصري للغرف السياحية، وغرفة المنشآت الفندقية، وعدد من ممثلي المنشآت الفندقية، وممثلي عدد من البنوك الوطنية والخاصة.
واستهل الدكتور خالد العناني، كلمته، بالحديث عن الاستفادة الكبرى لقطاع السياحة المصري من استضافة هذا المؤتمر، وتكليفات رئيس الجمهورية بأن يكون أحد الأهداف الإستراتيجية من هذه الاستضافة هو إبراز وتقديم الصورة والمفهوم الحديث للدولة المصرية الجديدة، بالإضافة إلى استغلال المؤتمر لإلقاء الضوء على جهود مصر في مجال البيئة والتحول الأخضر، ولاسيما ما يتم في ملف السياحة المستدامة، وكذلك استثمار المؤتمر لدفع صناعة السياحة في مصر، والتركيز على تحويل شرم الشيخ إلى مدينة خضراء تستخدم الطاقة النظيفة، ودفع قدرات وكفاءة المرافق بالمدينة على أعلى مستوى من الخدمات الصديقة للبيئة، منها المطارات والطرق ووسائل النقل والمنشآت الفندقية والسياحية، واستكمال المشروعات المتوقفة في شرم الشيخ.
ولفت الوزير إلى التعاون والتنسيق الدائم والمثمر بين وزارتي السياحة والآثار والبيئة ومحافظة جنوب سيناء؛ لتنفيذ هذه التكليفات من أجل الحفاظ علي البيئة وتطبيق السياحة المستدامة، موجهًا الشكر لوزيرة البيئة علي تنظيم هذه الورشة.
كما أشار وزير السياحة والآثار إلى أن عام 2022، هو عام هام بالنسبة لمدينة شرم الشيخ، حيث ستشهد استضافة مؤتمر الـCOP27، وكذلك مشروع تطوير موقع التجلي الأعظم فوق أرض السلام بمدينة سانت كاترين، وفقًا لمفاهيم الاستدامة البيئية، وبما يحافظ على طبيعة البيئة المحيطة.
وأوضح وزير السياحة والآثار، أنه يتم حاليًا وضع خطة عمل وآليات لتحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة، تحافظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، من خلال حصول المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز الغوص الموجودة بها على شهادة من إحدى المنظمات الدولية أو المحلية المعتمدة، تفيد قيامها بتطبيق كافة اشتراطات الممارسات الخضراء صديقة البيئة، وفقًا لمفهوم السياحة المستدامة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء هو قرار دولة نابع من رغبة قطاع السياحة في تطبيق مفاهيم السياحة المستدامة، بعد أن أصبح عنصر رئيسي في المنافسة في أسواق السياحة العالمية، وخاصة فى ضوء استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ cop27، المزمع عقده بشرم الشيخ أواخر العام الجاري.
وأشارت الوزيرة، إلى زيادة وعي السائح العالمي حيث أصبح يهتم بصورة كبيرة بأن يرى مظاهر حماية البيئة في المناطق السياحية كأحد مصادر الجذب السياحي الممثلة في تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية من طاقة ومياه وحماية التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى تدوير والتخلص الأمن من المخلفات وغيرها من آليات حماية البيئة.
وأوضحت وزيرة البيئة، أن الوزارة ستقوم بتنفيذ مشروع دعم تحول شرم الشيخ إلى مدينة خضراء، بالتنسيق الكامل من محافظة جنوب سيناء وبالشراكة الكاملة مع وزارة السياحة والآثار ووزارة الكهرباء والاتحاد المصري للغرف السياحية، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتمويل من مرفق البيئة العالمية، مشيرة الى أن الحصول على التمويل لمشروع شرم الشيخ الخضراء، تأخر لفترة غير قليلة بسبب ظروف الجائحة العالمية، وتوجه مؤسسات التمويل الدولية ومنظمات الأمم المتحدة للتركيز على مواجهتها خلال العامين الماضيين، ولكن سيتم الاحتفال بتوقيع وثيقة مشروع شرم الشيخ الخضراء خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأوضحت فؤاد أننا بالفعل قد بدأنا التنفيذ في أنشطة مشروع شرم الشيخ الخضراء على الأرض منذ فترة من خلال عدة مبادرات مع الوزارات الأخرى وشركاء التنمية في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجى وثروة شرم الشيخ من الشعاب المرجانية وخاصة من خلال مشروع دمج التنوع البيولوجى في السياحة، وفى مجال إدارة المخلفات كذلك، وفي مجال التحول للطاقة المتجددة وخاصة بعد تنفيذ محطات شمسية إسترشادية في فندقين لتأتى مبادره اليوم لتحويل جزء من الطاقة الكهربائية المستخدمة في الفنادق إلى الطاقة الشمسية بالتشارك مع مركز تحديث الصناعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى، مؤكدة ان هذه المبادرة هى البداية لتقديم حزم من الدعم الفني والمادى لعدد من التكنولوجيات والتقنيات والمنجهيات الصديقة للبيئة التي سيتم دعمها من مشروع شرم الشيخ الخضراء خلال السنوات القليلة القادمة.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن أهمية المبادرة التي نحن بصددها اليوم يكمن فى أنها تعبر عن تضافر جهود أربع وزارات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى وبالتعاون مع محافظة جنوب سيناء التي تستضيفنا اليوم وبالشراكة مع قطاع الفنادق ممثلاً في الإتحاد المصري للغرف السياحية ومع وعود من وزارة الكهرباء بتذليل أي صعوبات تواجه عمليات الربط مع الشبكة ومشاركة مقدمى الخدمة من شركات الطاقة الشمسية المتخصصة والمعتمدة من قبل هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة ومساهمة فاعلة من مؤسسات التمويل الدولية والقطاع المصرفي في مصر.
وقالت الوزيرة أنه على الرغم من أن تركيب المحطات الشمسية على أسطح الفنادق قبل مؤتمر الأطراف تحدياً صعباً لكن مصر تستطيع بالتعاون مع كافة شركاء العمل البيئى وسيتم تنفيذه نظراً لأهميته في تغيير الصورة الذهنية للمشاركين في المؤتمر عن المدينة وعمل قصة نجاح للقطاع يتم عرضها بالمؤتمر لتعكس اهتمام قطاع الفنادق بالطاقة النظيفة.