الخميس 16 مايو 2024

تزامنا مع «إيجبس 2022».. مشروعات قومية ضخمة نفذتها الدولة في مجال الطاقة

مشروعات توسعة إنتاج البنزين

تحقيقات14-2-2022 | 12:21

أماني محمد

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم افتتاح مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول «إيجبس 2022» في دورته الخامسة، بمشاركة دولية ومحلية واسعة من وزراء البترول والطاقة، والذي يعد أكبر وأهم تجمع دولي وإقليمي لصناعة البترول والغاز في منطقتي شمال أفريقيا والبحر المتوسط.

وخلال افتتاحه المعرض، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن تكلفة مشروعات البنية التحتية فى مصر تكلف 400 مليار دولار خلال الـ7 سنوات الماضية، موضحا أن مبادرة «حياة كريمة» ستكلف الدولة 40 مليار دولار لتضع مصر في موقع مستقر في طريقها نحو التقدم وأن تصبح محطة أو مركز للطاقة، فبالنسبة لطاقة الكهرباء على سبيل المثال، كان لا بد أن تكون شبكة الكهرباء في مصر وشبكة النقل والتحكم فيها والإنتاج قادرة على استيعاب النقل.

 

مشروعات كبرى في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة

وخلال الـ7 سنوات الماضية شهد قطاع الطاقة وخاصة الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر طفرة غير مسبوقة، ساهمت في زيادة إنتاج مصر من الكهرباء وتحقيق فائض يكفي للتصدير على الشبكة القومية لتوزيع الكهرباء، من خلال مشروعات ضخمة لإنتاج الكهرباء وكذلك محطات محولات وتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية.

وقد عملت الدولة على تطوير الشبكة الكهربائية القومية بجميع المحافظات، حيث تم إضافة خطوط هوائية جهد 500 كيلوفولت بإجمالى أطوال 200 كيلومتر، أي ما يوازي إجمالي أطوال الشبكة القائمة على ذات الجهد حتى عام 2014، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع وفقا لبيانات الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية 2.9 مليار جنيها، بالإضافة إلى 908 مليون دولار و39.7 مليون يورو.

وبجانب ذلك تم إنشاء خطوط بإجمالي أطوال 1200 كم، وكذلك تم تنفيذ 18 مشروع محطات محولات جهد 500 ك.ف بإجمالي تكلفة 1.288 مليار جنيه و79.27 مليون دولار و418.535 مليون يورو، وذلك بهدف رفع كفاءة الشبكة الكهربائية وتحسين مستوى الأداء وتفريغ كافة القدرات المولدة من محطات إنتاج الكهرباء التي تمت إضافتها خلال تلك الفترة، بهدف ضمان استقرار واستمرار التغذية الكهربائية طبقًا لمعايير الجودة والتعامل مع الأحمال المستقبلية.

3 محطات عملاقة

ومن أبرز المشروعات التي نفذتها الدولة في قطاع الكهرباء كانت المحطات الثلاث الكبرى المنفذة في البرلس وبني سويف والعاصمة الإدارية الجديدة بالتعاون مع شركة سيمنس الألمانية، والتي حققت طفرة في إنتاج الكهرباء، بطاقة إجمالية تبلغ ١٤ ألف و٤٠٠ ميجاوات بواقع ٤٨٠٠ ميجاوات لكل محطة.

وتقع محطة كهرباء العاصمة الإدارية بطريق العين السخنة على بعد 42 كيلومترًا من القطامية، وتبلغ مساحتها 175 فدانًا، وبتكلفة بلغت 2.014 مليار يورو + 51.34 مليون جنيه، وكذلك بدأ إنشاؤها في عام ٢٠١٦، وانتهى تنفيذها بالكامل في مايو عام ٢٠١٨، وتنتج طاقة كهربائية قدرتها ٤٨٠٠ ميجاوات.

والمحطة الثانية هي محطة كهرباء غياضة الشرقية ببني سويف، والتي افتتحها الرئيس السيسي في يوليو 2018، وتعمل بتكنولوجيا الدورة المركبة h-class، وتعتمد على الغاز الطبيعي في تشغيلها بقدرة تبلغ ٤٨٠٠ ميجاوات، وبتكلفة بلغت ٢,٠٥ مليار يورو+ ٤٣ مليون جنيه، وتقع على بعد ١١٠ كيلومتر جنوب القاهرة على مساحة ٥٠٠ ألف متر مربع.

والمحطة الثالثة تقع المحطة شمال محافظة كفر الشيخ، على الطريق الدولي الساحلي وساحل البحر المتوسط، وتعد واحدة من أكبر المحطات المركبة لإنتاج الكهرباء في العالم، وبتكلفة بلغت 2 مليار يورو + 2.078 مليار جنيه، بقدرة إنتاج نحو ٤٨٠٠ ميجا وات، حيث تنتج المحطة نحو 7.5% من احتياجات مصر من الكهرباء، وفقًا لأعلى تقنية في إنتاج الكهرباء من نوع "H-CLASS ".

محطات الطاقة المتجددة

ومن بين المشروعات المهمة المنفذة في قطاع الطاقة المتجددة تأتي محطة طاقة الرياح الجديدة "جبل الزيت" بالكيلو ١١٨ بمنطقة جبل الزيت جنوب مدينة رأس غارب على مساحة ١٠٠ كيلومتر مربع، والتي تعد من أكبر محطات العالم في توليد الكهرباء من حيث المساحة وعدد التوربينات والقدرات المولدة من المحطة، ويبلغ عدد التوربينات بها 300 توربينة.

وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطة 580 ميجاوات، وتضم المحطة 580 مشروعًا، يضم الأول 120 توربينة، بقدرة 240 ميجاوات تم ربط 100 توربينة بالشبكة القومية للكهرباء منها، كما يضم المشروع الثاني 110 توربينة بقدرة 220 ميجاوات، وربط 75 توربينة بالشبكة بقدرة 150 ميجاوات، ويضم المشروع الثالث 60 توربينة بقدرة 120 ميجاوات.

وتعمل الدولة المصرية على أن يكون 20% من إنتاج الكهرباء في مصر من الطاقة النظيفة في 2022 بتكلفة تبلغ حوالي ٢ مليار دولار، لذلك نفذت أيضا مشروع محطة الطاقة الشمسية في بنبان في أسوان، والتي تعد أكبر محطة بالعالم، حيث سيتم توليد ما يعادل ٩٠٪ من الطاقة المنتجة من السد العالي.

وفي يوليو 2018 افتتح الرئيس محطة توليد طاقة كهرومائية بقناطر أسيوط، حيث يشمل مشروع قناطر أسيوط على إنشاء محطة لتوليد طاقة كهرومائية نظيفة (صديقة للبيئة)، وتتكون من ٤ وحدات مائية قدرة كل وحدة منها ٨ ميجا وات، لتبلغ قدرتها الإنتاجية "٣٢ ميجا وات"، بتكلفة بلغت ٤٤,٣ مليون جنيه + ٦٨ مليون يورو.

وتتميز المحطات الكهرومائية بطول عمرها الافتراضي وانخفاض تكاليف التشغيل والصيانة مقارنة بمحطات الكهرباء الأخرى، وتوفر نحو ٥٠ ألف طن من الوقود، وتساهم في تقليل الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون، تم ربط المحطة الكهرومائية مع محطة محولات المعصرة بمركز الفتح وربطها على الشبكة القومية؛ لتستطيع إنارة محافظة أسيوط بالكامل في حالة وجود أعطال كهرباء.

 

محطة الضبعة للطاقة النووية

ويجري حاليا إنشاء محطة نووية بمدينة الضبعة لتوليد الكهرباء بالتعاون مع الجانب الروسي، والتي تتضمن 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير الذي يصل إلى أكثر من ٦٠ عامًا مقارنةً بالمحطات الحرارية والتي يقدر العمر الافتراضي لها حوالي ٣ عامًا.

وتصل الطاقة الإنتاجية للمفاعل الواحد إلى 1200 ميجاوات ومخطط تنفيذ المحطة ودخول الوحدة الأولى الخدمة عام 2024 وسيتم تشغيلها طبقًا لمعايير أمان صارمة على صعيدي البيئة والأمان النووي حيث تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشري مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرساني ليتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن ٤٠٠ طن وبسرعة ١٥٠ متر/ الثانية.

وجاري حاليًا استكمال إنشاء الاسوار وأبراج الحراسة والبوابات للمحطة وإنشاء مدينة سكنية لأهالي الضبعة حيثُ تم تحديد موقعها طبقًا لمواصفات الأمان للمفاعلات النووية وتشمل ١٥٠٠ منزل بدوي كلٍ منهم بمساحة ٣٠٠م ومنشآت إدارية وخدمية بالإضافة إلى تجمع سكني للعاملين بالمحطة يشمل ٢٠٥٠ وحدة سكنية متنوعة المساحات ومنشآت إدارية وخدمية، بتكلفة ٢٨,٥ مليار دولار.

مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول

وفي ديسمبر الماضي، تزامنا مع أسبوع الصعيد، افتتح الرئيس السيسي مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول والذي يعتبر أحد مشروعات الدولة الاستراتيجية في إطار خطط التنمية بصعيد مصر، حيث يعد أكبر مجمع بترولي في الوجه القبلي على مساحة ٢٠ فدان ويهدف إلى إنتاج ٨٠٠ ألف طن / سنويًا من البنزين بجميع أنواعه للمساهمة في تغطية احتياجات محافظات الصعيد من خلال تعظيم القيمة المضافة من توافر النافتا.

ويعمل المجمع على تقليل مخاطر وتوفير تكلفة نقل المنتجات البترولية من الشمال إلى الجنوب، وكذلك تعظيم الاستفادة من أصول شركة أسيوط بضخ استثمارات جديدة بمحافظات الصعيد، وتأمين إمدادات البنزين لأهالي محافظات الصعيد وتقليل استيراد البنزين من خارج البلاد لتوفير النقد الأجنبي للمشروعات الأخرى، وبلغت نسبة التنفيذ ٤٠ شهرًا بتكلفة استثمارية ٤٥٠ مليون دولار ونسبة المكون المحلي ٦٢٪.

مصفاة المصرية للتكرير بمسطرد

وفي سبتمبر 2020، افتتح الرئيس مجمع حديث للتكرير بمسطرد بتكلفة إجمالية ٤,٣٣٦ مليار دولار، يقدر التمويل الأجنبي بحوالي ٨٧٪ من التكلفة الكلية للمشروع مما يعطى الثقة في مناخ الاستثمار في مصر، ويصل حجم الإنتاج السنوي للمشروع حوالي 4.1 مليون طن من المنتجات البترولية للسوق المحلي منها 2.9 مليون طن سولار ووقود نفاث.

ويهدف المشروع إلى تأمين تواجد المنتجات البترولية وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك بخفض استيراد السولار والبنزين بنسبة ما بين ٣٠٪ إلى ٤٠٪ وتوفير ٣٠٠ مليون دولار سنويًا من خلال تجنب تكاليف نقل المواد البترولية المستوردة وتأمينها فضلًا عن توفير ٩٠٠٠ فرصة عمل مباشرة أثناء الإنشاء وكذلك حوالي ١٣٥٠ فرصة عمل عند التشغيل.

كما تم افتتاح مشروع توسعات إنتاج البنزين، حيث يتكون مشروع إنتاج البنزين عالي الأوكتان من أربعة أفران رئيسية وأربعة مفاعلات كيميائية ملحق بها وحده للتنشيط المستمر للعامل الحفاز، بالإضافة إلى مجموعة من الأبراج وأوعية الضغط والمبادلات الحرارية فضلًا عن وحدة لتحسين نقاوة الهيدروجين، بتكلفة حوالي ٣,٥ مليار جنيه.

ويهدف المشروع إلى تأمين جزء من احتياجات البلاد من البنزين محليًا وتقليل الاستيراد من خلال إنتاج ٧٠٠ ألف طن سنويًا ليصل الإنتاج الكلي للشركة إلى مليون و٥٠٠ ألف طن سنويًا من البنزين عالي الأوكتان ٩٢ و٩٥، وأضاف المشروع ٩٠٪ من الطاقة الإنتاجية الأصلية، حيث كان إجمالي كمية البنزين قبل مشروع التوسعات ٨٠٠ ألف طن سنويًا فوصل الإجمالي بعد التوسعات إلى 1.5 مليون طن سنويًا.