الجمعة 26 ابريل 2024

رحلة عبر آثار مصر الخالدة (8).. متحف الأقصر

مقالات14-2-2022 | 16:58

أحد أبرز متاحف الآثار المصرية القديمة، ومن أجمل متاحف مصر، وأحد أبرز القلاع الثقافية والأثرية في صعيد مصر، يتميز بمعروضاته الأثرية العالية القيمة والعرض، يطل على كورنيش النيل بالبر الشرقي بمدينة الأقصر كأنما هناك ارتباط عضوي بين الآثار المعروضة فيه ونيل مصر العظيم، ومدينة طيبة، عاصمة مصر العريقة في عصر الدولة الحديثة، عصر الإمبراطورية المصرية الكبيرة.

افتتح المتحف رسمياً للزيارة في 12 ديسمبر عام 1975 فى عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، شهد المتحف أول وأكبر عملية تطوير له عام 1984 بإضامة صالة عرض جديدة إليه، ثم افتتح الرئيس الأسبق حسني مبارك قاعة الخبيئة عام 1992؛ لتضم أحدث الاكتشافات الأثرية بمعبد الأقصر، وكان آخر تطوير له عمل توسعة ثانية وذلك بإقامة قاعة "مجد طيبة" عام 2004 ليضم مجموعة أخرى من القطع الأثرية شديدة التميز منها ما يخص الملك المحارب "حور محب" وزوجته "موت نجمت".

تبلغ مساحة المتحف ما يربو عن خمسة آلاف و300 متر مربع، ويتألف من حديقة متحفية بها أربعة تماثيل كبيرة ومبنى متحفي.

 وعلى الجانب الأيسر من البوابة الرئيسية للمتحف، تمثل الحديقة مع تماثيلها الأربعة ممرا يأخذ الزوار إلى باب المتحف ويهيئهم للأجواء التاريخية العتيقة التي تنتظرهم بالداخل.

ويستقبل الزوار بالحديقة تمثال واقف للملك رمسيس الثاني، يليه تمثال جالس للملك أمنحوتب الثالث، ثم تمثال واقف للملك مرنبتاح والأخير هو تمثال جالس آخر لأمنحتب الثالث.

ويجد الزائر عند دخول مبنى المتحف على الجانب الأيمن من الباب الرئيسي رأس ضخم من الجرانيت للملك أمنحوتب الثالث، وفي الجهة المقابلة رأس أخرى من الجرانيت للملك سنوسرت الثالث يليها تمثال جالس بلا رأس من الجرانيت الأسود يظهر فيه الوزير منتوحتب بهيئة الكاتب وفي وضع الاستعداد للكتابة.

ويعرض المتحف المئات من القطع الأثرية النادرة المكتشفة في مدينة طيبة (الأقصر)، مثل تماثيل الملوك والآلهة، كما يضم المتحف العديد من المقتنيات التي تغطي مختلف العصور التاريخية للحضارة المصرية، بما في ذلك العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، غير أن الآثار الفرعونية هي الأكثر جاذبية لزوار المتحف.. جميعها تم عرضها بدقة وعناية كبيرة حسب التسلسل الزمني، وأضيفت إليها مئات القطع الجديدة، وكذلك عدد كبير من القطع الموجودة فى مخزنه ومحل الهدايا الخاص فى مدخله.

ويعتمد التصميم الداخلي للمتحف ذو الإضاءة الخافتة على منحدرات صاعدة وهابطة دون سلالم للربط بين طابقيه، فهو أشبه بالممر الدائري الذي يمكن للزائر من خلاله زيارة المتحف بأكمله ورؤية كل المعروضات.. ويتميز أيضا بتصميم داخلي يشبه الشرفة حيث يمكن للزائر في الطابق العلوي رؤية الطابق السفلي ومعروضاته.

ومن أهم معروضات المتحف: بعض مقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون التي تم اكتشافها في وادي الملوك بالأقصر عام ١٩٢٢م، مثل الرأس النادر للربة حتحور والعجلة الحربية للملك، والعددي من التماثيل التي تعود إلى عصر الدولة الحديثة، حيث كانت طيبة هي عاصمة الملك ومركز الإمبراطورية المصرية المترامية الأطراف، وكذلك عدد من المومياوات الملكية منها مومياء الفرعون "احمس الأول، ورمسيس الأول".

ويتكون المتحف من طابقين، طابق أرضي وآخر علوي مقسمة إلى ست قاعات تعرض حوالي 2200 قطعة أثرية تغطي العصور المصرية القديمة.

يحتوي الأرضي على عدد من القطع الأثرية الحجرية الثقيلة الوزن الكبيرة الحجم التى عثر عليها في الأقصر، من أهما: رأس الإله " محت – ورت " على هيئة بقرة جسمها مصنوع من الخشب المطلي بالذهب، مع قرنين من النحاس وعيون مطعمة بحجر اللازورد، وقاعدتها مطلية بالشمع الأسود، ويمثل التمثال أحد أشكال الإله حتحور إلهة السعادة والحب، والتى تستقبل الشمس الغاربة كل يوم وأيضا أرواح المتوفين حديثا.

 كما يضم الطابق الرأس الجرانيتية لتمثال أمنحوتب الثالث، وتمثال الإله آمون، ورأس نادرة للملك سنوسرت الثالث، والتمثال الرائع للملك تحتمس الثالث من حجر الشست، وأجمل وأكبر تمثال فى مصر من الألباستر للإله سوبك، ولوحة الكرنك التى تضمن نصاً هيروغليفيا يتعلق بصراع حكام طيبة مع الهكسوس.

ويحتوى الطابق الثانى على عدد من التماثيل أهمها تماثيل المك إخناتون، وعدد من اللوحات الجنائزية القبطية، وعدد من الأحجار المنقوشة، والتى كانت جزء من أحد معابد إخناتون فى النهاية الشرقية بمعبد الكرنك وتم تجميعها، حيث وجد بها نقوش توضح الحياة اليومية والدينية بالمعبد، وبعض من الأثاث والحلى والأوانى والتمائم الملكية، كما توجد قطع حجرية نقش عليها صورة الملك "إمنحوتب الثانى"، وهو على عجلة حربية، وأمام العربة ، إضافة إلى قطع أخرى عليها إخناتون وزوجته يتعبدان لإله الشمس "آتون".

Dr.Randa
Dr.Radwa