الأربعاء 26 يونيو 2024

«اكسبوجر 2022» يتوج المصورين سفراء لقضايا العالم

جانب من حفل ختام المهرجان

ثقافة16-2-2022 | 15:37

دعاء برعي

سجل المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر»، هذا العام، تاريخًا جديدًا في مسيرة احتفائه بالصورة والمصورين، وتقديم قضاياهم وقصصهم الملهمة للعالم، حيث أعلن في ختام دورته السادسة أن عدد زواره وصل إلى 18 ألف زائر، وكشف أن النمو في مبيعات الأعمال الفنية في معارضه وصل إلى %70 مقارنة بأرقام العام الماضي 2021، بينما حضر ورشه المتخصصة أكثر من 274 متدربًا، متجاوزًا كل الأرقام التي وصلها في دوراته الخمس الماضية، وذلك بعد أن أقيمت فعالياته للمرة الأولى على مدار سبعة أيام متواصلة من 9-15 فبراير الجاري.

ولفت المهرجان انتباه العالم حول أكثر القضايا التي تهدد كوكب الأرض، والتحديات التي تواجه الإنسان والحيوان، إذ رفع نداء «إنقاذ المحيطات» في أول قمة بيئية يستضيفها، وجمع على منصة واحدة 70 مصورًا من كبار مصوري العالم، ليكونوا سفراء قضايا العالم، ويقدموا قصصهم وتجاربهم والأحداث التي وثقوها، في سلسلة جلسات وحوارات ملهمة وعبر 45 معرضًا فرديًا وجماعيًا.

وفتح المهرجان، الباب أمام الجمهور من كل أنحاء العالم، لرؤية واقع الأرض وسكانها وجمال طبيعتها وغريب عوالمها من على أرض الشارقة، حيث تحوّل «إكسبو الشارقة» إلى معرض للتنوع الثقافي، ورصد جمال الكائنات البحرية والبرية والطيور، ومساحة للتجول في عوالم غامضة، وفرصة للاطلاع عن قرب على واقع المهاجرين، والمحتاجين ممن تعرضوا لكوارث وحروب، إذ استضاف المهرجان 1600 صورة وعملاً فنياً، منها يعرض للمرة الأول في المنطقة، وأخرى تعد صوراً نادرة لأحداث تاريخية.

قال طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة كلمة في حفل اختتام المهرجان، أكد فيها على دور الفن في تعزيز فهم وإدراك الواقع، وقائلًا: «إن (اكسبوجر) يجسد من خلال دوراته المتتالية تأثير الصور التي تحمل حكايات وقضايا من كل العالم في تغيير الوعي بتلك القضايا ليصبح الفرد أكثر عمقًا ومسؤولية».

وأضاف: «مع كل دورة من المهرجان الدولي للتصوير نصبح أكثر قربًا وارتباطًا بقضايا الإنسان، والبيئة، والمناخ، والأحياء البحريّة، والبريّة، ونصبح أكثر اهتمامًا ومتابعةً لما يجري في العالم من حولنا، لأن كل جلسة ومعرض وفعالية احتضنها المهرجان وضعتنا أمام مسؤولياتنا أكثر فأكثر تجاه كل ما هو إنساني وجميل في هذا العالم»

إنقاذ المحيطات

وشهدت الدورة السادسة من المهرجان في يومها الثاني تنظيم «القمة البيئية» للمرة الأولى، بالتعاون مع الرابطة العالمية لمصوري الحفاظ على البيئة، تحت شعار «إنقاذ المحيطات»، التي سلطت الضوء في 7 جلسات على أثر تلوث البحار والمحيطات على مستقبل الأرض، وشارك فيها مجموعة من الخبراء البيئيين والعلماء والمصورين والمستكشفين العالميين، أبرزهم: «ستيف ماكوري، والمصوّر الأمريكي جيمس ناكتوي المتخصص بتوثيق الحروب والأزمات الاجتماعية، والمصوّر الصحفي بريان سكيري الخبير في تصوير الحياة البرية وعالم ما تحت الماء».

وخرجت القمة برؤى ومعطيات حثت على بذل المزيد من الجهود العالمية للتوعية بخطر تلوث البحار والمحيطات، ولفتت إلى تأثير الصور التي تناولت هذه القضية على تغيير الوعي وزيادة الاهتمام العالمي بالحد من تلوث البحار المحيطات.

رسالة الصورة

وشهد المهرجان جلسات حوارية ملهمة استعرض خلالها كبار المصورين العالميين تجاربهم في فن التصوير، وخبرتهم الميدانية في تأمل واقع وحياة الناس والكائنات من خلال عدسة الكاميرا، وتطرقوا إلى تسليط الضوء في أعمالهم على ما يحقق أثراً للصورة في وعي الجمهور، بالإضافة إلى جلسات نقاش جماعية قدمها نخبة من الخبراء المتخصصين في عالم التصوير الفوتوغرافي، تناولوا فيها موضوعات متنوعة في فن التصوير واتجاهاته الحديثة.

وكرّم المهرجان في يومه الأول المصور اللبناني رودريغس مغمس، الذي التقط صورة لطفل سوري لاجئ يقرأ كتابًا داخل حاوية للمهملات، وتكفل المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» بالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير، بتحمل تكاليف التعليم المدرسي للطفل إلى أن ينتهي من المرحلة الثانوية.

سلسة ورش لعشاق التصوير

ونظم المهرجان على مدى أيامه السبعة سلسة من الورش التدريبية التي استفاد منها عشاق التصوير من الهواة والمحترفين بفئاتهم العمرية المختلفة، قدمها عدد من أفضل مصوري العالم، وشملت 25 ورشة في موضوعات أساسية وأخرى متقدمة في فن التصوير، مثل البعد البؤري، واحتراف الإضاءة، والتصوير الفلكي، واستكشاف احتياجات الجمهور.

كما أتاح المهرجان لمحبي عالم التصوير الاطلاع على أحدث التقنيات في عالم التصوير، من كاميرات وعدسات وطابعات تساعد في الحصول على منتج بصري عالي الجودة، ليمثل منصة فريدة للباحثين عن أحدث ما توصلت إليه كبرى شركات العالم المتخصصة بصناعة آلات التصوير المتطورة، حيث تضمن المهرجان أجنحة خاصة عرضت لآخر وأحدث منتجات كبرى العلامات التجارية العاملة في هذا المجال.