في إطار استضافة مصر للمؤتمر الـ 27 للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية المعروف بـ (27 COP) نوفمبر 2022، قال الدكتور أحمد شوقي، عضو هيئة تدريس بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الولايات المتحدة الأمريكية فرع السنغال، إن التغيرات المناخية أحد الأمور التي بدأ التركيز عليها خلال الأعوام الماضية بعد أن أصبح العنصر البشري داخل الأنظمة الاقتصادية من المسببات المؤدية لحدوث التغيرات المناخية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري (الفحم- الغاز - النفط) والذي يسبب انبعاثات غازية تساهم في حبس حرارة الشمس الطبيعية.
وأضاف شوقي خلال حديثة لبوابة "دار الهلال، أن حرق وقطع الغابات وتشغيل مولدات الطاقة اللازمة لدوران النشاط الصناعي وتشغيل مواتير السيارات لها دور رئيسي في إحداث خلل في النظام البيئي بالكرة الارضية والذي سيقود إلى حدوث خلل في الاقتصاديات العالمية بسبب المتغيرات المتعددة التي نتجت عن التغيرات البيئية في النظام البيئي وعلى رأسها ارتفاع مستويات المياه بالبحار والتي قد تصل للفيضانات وندرة المياه الصالحة للشرب وذوبان الجليد والعواصف والجفاف الشديد والبراكين.
التغيرات المناخية والزراعة
وأشار إلى أن هناك العديد من الدراسات الصادرة عن المؤسسات والهيئات الدولية أن التغيرات المناخية ستؤثر في العديد من القطاعات الاقتصادية والصناعات والخدمات والاقتصاد العالمي بشكل مجمل وانخفاض حجم الناتج الإجمالي المحلي، فقد تؤثر في القطاع الزراعي حيث أظهرت دراسة معهد ماكينزي العالمي انخفاض حجم المحاصيل الزراعية وعلى رأسها القمح وفول الصويا والذرة والأرز بنسبة تتراوح ما بين 10 % وتصل إلى 18% بحلول عام 2050، والذي سيكون له دور في زيادة أسعار المحاصيل الزراعية بسبب حالة الانخفاض فيها وزيادة الطلب عليها.
التغيرات المناخية والسياحة
وبالنسبة للقطاع السياحي، فقد أوضح أن قطاع السياحة يعد من موارد العملة الأجنبية للعديد من الدول فضلاً عن مساهمته في تشغيل العديد من العمالة المباشرة وغير المباشرة سيكون للتغيرات المناخية اثراً مباشراً على السياحة بمختلف طوائفها حيث ستؤثر الانبعاثات الحرارية وارتفاع درجات الحرارة الى احداث تغير لون الشعاب المرجانية والتي قد تصل إلى الابيضاض وفضلا عن زيادة حموضة البحر في دول حوض البحر الاحمر، فضلاً عن تأكل الشواطئ بسبب ارتفاع مستويات المياه بالبحار، فضلاً عن أن ارتفاع درجات الحرارة في المناطق السياحية سواء سياحة الآثار والسياحة الدينية قد يؤثر في انخفاض حجم السياح الوافدين.
التغيرات المناخية ومياه الشرب
وأكد أن التغيرات المناخية سوف تؤثر أيضا على مياه الشرب بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتي ستؤدي إلى حدوث جفاف في موارد المياه الصالحة للشرب فضلاً عن ارتفاع تكاليف تحلية المياه لارتفاع حموضة مياه البحار والتي ستؤثر في ري الأراضي الزراعية وتغير في طبيعة المحاصيل الزراعية.
التغيرات المناخية وارتفاع معيشة الفرد
وأكد عدم قدرة البشر على تحمل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والتي سينتج عنها المزيد من الانبعاثات الحرارية لتشغيل مكيفات الهواء وإهدار المزيد من الطاقة في تشغيل مكيفات الهواء في كافة المؤسسات والهيئات للحفاظ على معدلات تشغيل الآلات والعنصر البشري بكفاءة وزيادة معدلات الاستهلاك للطاقة وارتفاع الفواتير والتي ستؤثر بشكل مباشر في زيادة تكلفة المنتجات والسلع، وسيكون شريحة الفقراء من اكثر المتأثرين بها والتي قد تؤدي لزيادة معدلات الفقر في الدول النامية.
أسعار السلع الغذائية
وأشار إلى أن التغيرات المناخية سوف تؤثر على ارتفاع تكاليف التأمين والتي ستؤثر بشكل مباشر على قطاع التأمين، ويجب على الاقتصاديات احتواء التغيرات المناخية للحفاظ على الاستقرار المالي والاقتصادي، وخفض المخاطر الاجتماعية وزيادة أزمة المياه، ونقص الغذاء، وزيادة اعباء الموازنات العامة لمساندة القوى الشرائية الناتجة عن ارتفاع الأسعار لانخفاض حجم المحاصيل الزراعية وارتفاع معدلات التضخم من خلال التوجه نحو زيادة حجم الاستثمارات لدعم الاقتصاد الأخضر والأزرق والتي بدورها تساهم في خفض الانبعاثات الحرارية.
وأشار إلى أن هناك العديد من الدولة توجهت نحو تقديم الدعم لزيادة حجم الاستثمارات في صناعة السيارات الكهربائية لخفض الانبعاثات الحرارية الناتجة عن وقود السيارات وتقليل معدلات ثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن إصدار أدوات مالية لتمويل المشروعات التنموية القائمة على الاقتصاد الأخضر كطاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه ومن أبرز هذه الأدوات السندات الخضراء والصكوك الخضراء والتي بدورها ستدعم ايضاً أهداف التنمية المستدامة.