الإثنين 24 فبراير 2025

مقالات

عندما ناداني العقيد سعيد باسم أخويا إدريس في حفر الباطن!

  • 16-2-2022 | 15:17
طباعة

مرت بي في مشواري الصحفي الطويل مواقف غير متوقعة وأحداث غريبة لم ولن أنساها أبدًا ..

سوف أذكر لكم الآن موقفًا  غريبأ للغاية جري لي منذ ثلاثون عامًا بالتمام والكمال..

حدث هذا الموقف عام 1991 في صحراء حفر الباطن عندما سافرت كمحرر عسكري لمجلة المصور لتغطية أحداث حرب الخليج الثانية وتطورات استعدادات القوات المصرية المشاركة في حرب تحرير الكويت حرب عاصفة الصحراء..

كنت قد سافرت مرتان قبل هذه المرة عندما كان اللواء محمد علي بلال هو قائد القوات المصرية المتواجدة بحفر الياطن علي الحدود السعودية- الكويتية..كان اللواء بلال قائدًا محترفا بشوشا للغاية مع رجال الإعلام والصحافة مرحبًا أشد الترحاب بوجودنا مع قواته وضباطه وجنوده..

لكن عندما تولى اللواء صلاح حلبي قيادة القوات المصرية بحفر الباطن خلفًا للواء بلال اختلف الحال وتغيرت الأحوال كثيرًا حيث لم يكن القائد الجديد مرحبًا برجال الإعلام بين صفوف جنوده وضباطه..ولولا الفريق صفي الدين أبو شناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة لتوقفت مهام المحررين العسكريين في مسرح معارك عاصفة الصحراء..

أرجوك ..أصبر عليا وأنت تقرأ هذا المقال.. أعلم جيدًا أنني سرحت طويلًا بعيدًا وأنك تستعجل أن أحكي لك تفاصيل وأسرار هذا الموقف الغريب الذي فوجئت به بشدة في صحراء حفر الباطن !

الذي حدث أن جميع المحررين ورجال الإعلام وجد كل واحد منهم نفسه، وحده، في كتيبة أو لواء..وفهمنا لحظتها أن تعليمات اللواء صلاح حلبي كانت عدم تواجد إعلاميين وصحفيين في مكان واحد..وبذلك كان ياسر رزق موزعأ في كتيبة وجمال كمال المحرر الغسكري للجمهورية في كتيبة أخري وعادل عبد العزيز محرر وكالة أنباء الشرق الأوسط في كتيبة ثالثة وأسامة هيكل المحرر العسكري لجريدة الوفد في كتيبة رابعة..

استقبلنا اللواء أسامة علوان قائد الفرقة الثالثة المشاة وبعد وليمة عشاء فاخرة جري توزيعنا علي الكتائب الخمسة..صحفي واحد في كل كتيبة !

طولت عليكم..أه طولت..قصره..سلمني الصول الذي استلمني بعد العشاء الفاخر لقائد كتيبة أحاول جاهدًا أن أتذكر اسمه وإن كنت ما زلت أتذكر أنه كان برتبة العقيد أركان حرب.. سامحني يا سيادة العقيد دول 30 سنة عدوا وفاتوا..

لكن أبدا لم ولن أنسي رئيس أركان هذه الكتيبة..لماذا؟! هذا هو بيت القصيد..وهذه هي بداية تلك القصة الغريبة التي تبدأ بعبارة قالها العقيد سعيد رئيس أركان الكتيبة بينما الساعة داخلة علي اتنين الفجر: يا إدريس..يا إدريس..تعالي هنا !..

لمحت الجنود يقتربون مني.. لأنهم أحسوا من كلمات سيادة العقيد أنه يقصدني..تعالي كلم سيادة العقيد يا أستاذ إدريس..قلت : أنا مش هو..أنا اسمي سليمان.. الصول اللي استلمني أخدني لسيادة العقيد اللي كان جالسأ في خيمة تحت الأرض ومش باين منه في عز الظلام إلا الكاب بتاعه..

إزيك يا إدريس..لما قربت من سيادة العقيد وملامحه بانت لي رغم الظلام الدامس الذي يلف المكان ويغطيه بسواد موحش يعرفه كل من عاش في الصحراء..لما قربت وشفته صحت : أهلًا سعيد بك أهلًا سيادة العقيد..هو أنت ..أنا قلت مين ده اللي بينادي عليا يا إدريس يا إدريس زي ما كان بيحصل لي كتير قوي في المساكن ؟!

كلمة منه وكلمة مني..شربت الشاي ونحن نتكلم عن المساكن وناس المساكن ويستعيد الغقيد سغيد ذكرياته مع أخويا إدريس وماتشاته معاه.. ومن شدة تعبي صاحي بقي من الفجر لقيت سلطان النوم كابس عليا..فنمت في الخيمة كام ساعة حتي مطلع الفجر..

كانت مفاجأة شديدة للغاية أن ينادي عليا حد يعرفني في جوف الصحراء ولكن هذا ما حدث..

صحينا الصبح.. رحت بيني وبين نفسي وأنا بأشرب الشاي أتذكر شهداء مساكن زينهم المقدم يحيي عبد الله الفخراني الحريف الأشول اللي كانت الشوطة منه برجله الشمال تموت خروف.. أيوه خروف.. رحت أتذكر النقيب محمود إبراهيم اللي كانت أسرته لسه جاية المساكن سنة 1970 معزلة من حي الموسكي.. يحيي ومحمود ماتوا شهداء في حرب أكتوبر 1973..الف رحمة ونور علي شهداء زينهم وكل شهداء وطننا الغالي مصر..

 وقبل ما أختم  حابب أقول أن الأستاذ شوقي شقيق الشهيد محمود عمل دوري خاص على كأس شقيقه النقيب محمود بين فرق من زينهم والمنيرة وأرض يعقوب وعين الصيرة والخديوية والعباسية وبولاق أبو العلا .. وفاكر كويس قوي أن الأستاذ شوقي اللي كان بيشغل منصبأ مرموقأ في رئاسة الجمهورية أقنع شخصية كبيرة ، كنا بنشوفها دايمأ في التليفزيون ماشية خلف الرئيس السادات مباشرة، بأن يسلم كأس أخوه الشهيد محمود لحريف جديد لعب ماتش كبير و فاز فريقه عين الصيرة.. وكان كأس الشهيد بداية تألق وانتشار النجم الكبير جمال عبد الحميد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة