نظم المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، ورشتي عمل، ضمن برنامج الأنشطة والفعاليات الفنية، التي بدأ المتحف في تنفيذها منذ بضعة أشهر، وهما حوار فني وورشة عمل موضوعية حول فنون وتقنيات النسيج المصري.
وقال المتحف إن الورشتين تتيحان للجمهور فرصة التعرف على المقتنيات المتحفية من خلال الفن، ومن ثم ممارسة ذلك الفن من خلال عمل فني جماعي، من وحي إحدى القطع الأثرية ومحاكاتها ويشترك في تنفيذ هذا العمل الفنانين والحضور معاً.
وأوضحت فيروز فكرى، نائب رئيس هيئة المتحف، بأن ورش العمل الفنية تقام في إطار الاهتمام بالأنشطة الفنية والتفاعل مع الجهور داخل المتحف، حيث يتم اختيار موضوع لإلقاء الضوء عليه من خلال هذه الفعاليات كل شهر، وتم اختيار موضوع شهر فبراير عن "فنون مصرية من التراث العالمي"، من أجل نشر الوعي عن التراث العالمي والفنون المصرية المرتبطة به.
وأضافت أن الفعاليات الفنية لهذا الشهر بدأت بورشتي عمل عن النسيج المصري، وتستمر حتى نهاية الشهر، من خلال تقديم ورشة عمل عن الأراجوز في الفن الشعبي المصري، والذي تم تسجيله أيضاً في قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى نشاط محطة الفنون المتحفية حول نفس الموضوع
استمرت ورشة عمل "فنون وتقنيات النسيج المصري" يومين، وبدأت فعالياتها بمحاضرة عن النسيج المصري، قدمتها الفنانة نرمين مصطفى، أخصائي فنون أول بالمتحف القومي للحضارة المصرية، والمشرف على فعاليات الفنون المتحفية والتي استهلت حديثها بالترحيب بالسادة الحضور والضيوف وقامت بتوضيح مفهوم التراث العالمي، والموضوعات المصرية التي تم إدراجها على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي اللامادي، والتي تم اختيار موضوع الشهر منها، من خلال عرض تقديمي تناول تاريخ النسيج المصري، واستخداماته، وعرض نماذج من مقتنيات المتحف من النسيج ، كما تم عرض فيلم وثائقي عن صناعة نسيج الكتان، والذي يعد أشهر أنواع النسيج المصري.
واستكملت هناء حمدي، متخصصة في فنون الكويلت والباتشوورك المصرية ورشة العمل، حيث تناولت الموضوع من خلال عرض نماذج حديثة من النسيج من أعمالها، وشرح التقنيات المستخدمة في تنفيذها، مثل الصباغة، والباتش وورك، والرسم، والتلوين، والأبليكيه، الكويلت آرت، ثم قامت بعمل تطبيق عملي بالاشتراك مع الحاضرين في تنفيذ نموذج محاكي لخيمة الأميرة "إيست إم خب الثانية"، والتي تعد من أبرز القطع الأثرية التي تجذب الأنظار في قاعة العرض الرئيسية بالمتحف، ويلتف حولها الزائرين لجمال ألوانها وتفردها ودقة صنعها.
شارك ورشة العمل مهتمون بهذا الفن من جميع محافظات مصر، وأبدوا تفاعلا كبيراً، ظهر في حوارهم مع الفنانين، وفي اهتمامهم بتنفيذ العمل الفني، وأعربوا عن رغبتهم في تكثيف الأنشطة الفنية والاشتراك الدائم بها، وتكرار ورش العمل السابقة لإتاحة الفرصة مجددا لمن لم يوفق في حضورها في المرة الأولى، مما يؤكد على نجاح التجربة، ويدل على أهمية الفن في ربط الجمهور بالمتاحف.
ومن جانبه، أعرب الدكتور أحمد فاروق غنيم رئيس هيئة المتحف بضرورة تكثيف النشاط الفكري والفني وتفعيل المشروعات الإبداعية والتي تلعب دورا هاما في تنمية الوعى والإدراك وتطوير المجتمع وبناء الإنسان.
واستعرض الدكتور غنيم عدد من المشروعات الثقافية والفنية الهادفة إلى نشر التنوير بالإضافة إلى تنفيذ استراتيجية اكتشاف الموهوبين والنابغين في كافة المجالات، وأشار إلى أن متحف النسيج المصري قد تم نقل جميع محتوياته إلى المتحف القومي للحضارة المصرية منذ بضعة أشهر، وجارى الاستعداد لعرضها في قاعة مخصصة للنسيج يتم تجهيزها في الوقت الحالي.