الأربعاء 15 مايو 2024

تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات الإقليمية.. دبلوماسيون يوضحون أهمية مشاركة الرئيس بالقمة الأوروبية الأفريقية

الرئيس السيسي في بروكسل

تحقيقات17-2-2022 | 19:33

أماني محمد

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والتي تستضيفها العاصمة البلجيكية بروكسل، والتى انطلقت اليوم، بمقر الاتحاد الأوروبي، وتحت عنوان "عنوان أفريقيا وأوروبا: قارتان برؤية مشتركة حتى 2030، كما التقى الرئيس بعدد من المسئولين في بروكسل من أبرزهم رئيس الوزراء البلجيكي

وأكد دبلوماسيون أن هذه القمة تستهدف تعزيز الشراكة الأوروبية الأفريقية ومناقشة القضايا ذات الأولوية للقارة ومنها الأمن وتعزيز الاستثمارات والمناخ، موضحين أن مصر دائما صوت مهم لأفريقيا على المستوى الإقليمي والدولي، ومن المتوقع أن تتوصل القمة لخطة عمل للشراكة بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي للفترة حتى 2030.

وعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بمدينة بروكسل مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء بلجيكا ألكسندر دي كرو، بحضور وفدى البلدين، حيث رحب رئيس وزراء بلجيكا بالرئيس السيسي في أول زيارة له إلى بروكسل، وكذلك بمشاركته في القمة الأفريقية الأوروبية السادسة بهدف تكثيف الجهود المتبادلة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الاتحادين الأفريقي الأوروبي.

وعلى صعيد العلاقات الثنائية، حرص "دي كرو" على الإشادة بما حققته مصر فى مجال التنمية، والمشروعات القومية الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات البلجيكية على العمل في مصر للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة.

 

أولويات القمة الأوروبية الأفريقية

وفي هذا السياق، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي بروكسل متعددة الأغراض، والأساسي منها هو المشاركة في القمة الأفريقية الأوروبية التي تنطلق فعالياتها اليوم، مضيفا أن الزيارة شهدت لقاءات لتعميق التعاون الثنائي بين مصر وبلجيكا من بينها لقاءات الرئيس مع رئيس وزراء البلجيكي وممثلي الشركات هناك.

 

وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن القاهرة تتميز بأنها استضافت أول قمة أوروبية أفريقية والتي عقدت في عام 2000، حيث كانت القاهرة العاصمة التي استطاعت استضافة 68 رئيس دولة، وكذلك شاركت المغرب رغم أنها كانت مقاطعة للاتحاد الأفريقي بسبب موقفه من قضية الجمهورية الصحراوية.

 

وأكد أن القمة الحالية في بروكسل هي السادسة، حيث استطاعت أن تعمق علاقات لها مؤسسات تديرها وهي علاقات الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، موضحا أن الرئيس السيسي عقد لقاءات مع العديد من الأطراف بما يفيد العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الأطراف سواء الدول الأفريقية أو الأوروبية أو الشركات.

 

وأشار إلى أن القمة تضمنت عددا من القضايا ذات الأولوية على أجندة العالم في الوقت الراهن من بينها الجرائم المنظمة والإرهاب والهجيرة غير المشروعة والتغير المناخي، مضيفا أن الرئيس السيسي في كل مباحثاته مع القادة وزعماء الدول يطرح كل التحديات والقضايا الإقليمية من بينها القضية الفلسطينية والأوضاع في سوريا وليبيا واليمن.

 

وأضاف أن الزيارة شهدت أيضا لقاءات مع ممثلي الشركات بهدف تعزيز الاستثمارات في مصر، وبالتالي فهي تؤدي لنتائج إيجابية على مستوى العلاقات الثنائية، موضحا أن الرئيس خلال القمة لديه عدد من الأولويات التي يركز عليها ومنها مبادرة إسكات البنادق بهدف إنهاء النزاعات المسلحة في أفريقيا وإعادة الإعمار.

 

ولفت إلى أن ملف الاستثمار أيضا يشغل أولوية في ظل تبني مصر دعوة الدول الغنية ومن بينها الدول الأوروبية للاستثمار في أفريقيا لتعويض نقص التمويل لديها، موضحا أن أفريقيا تدفع موارد مالية والتزامات للغرب أكثر مما تلقى فهناك فجوة في التعامل التجاري والاقتصادي بين أفريقيا وأوروبا وهو ملف مهم ويجب أن يشهد تصرفات عملية وليس مجرد وعود وكذلك ضرورة دفع منطقة التجارة الأفريقية بهدف تعميق التعاون بين البلدين الأفريقية داخليا وبينها وبين الدول الأوروبية على جانب آخر.

مصر صوت إفريقيا

ومن جانبه، قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بلجيكا مهمة لأكثر من سبب، لأنها هي الأولى التي يقوم بها الرئيس لبروكسل كما أنها تجمع بين الجوانب الثنائية حيث التقى بملك بلجيكا وعقد مباحثات مع رئيس الوزراء ولفيف من المسئولين البلجيكيين ورؤساء المؤسسات الاقتصادية هناك سواء الموجودة في مصر أو الطامحة للاستثمار فيها.

وأوضح الحفني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن اللقاءات بحثت موضوعات تمثل أولوية لمصر ولبلجيكا منها الطاقة والتصنيع العسكري وعلاقات التعاون في هذا الصدد وعمليات التكرير في قناة السويس وغيرها في ظل الخبرة البلجيكية في هذ القطاع، مضيفا أن الزيارة هي الأولى للرئيس لمقر الاتحاد الأوروبي والتقى خلالها بعدد من القادة به منهم رئيسة المفوضية الأوروبية.

وأشار إلى أن هناك العديد من الموضوعات التي يعنى بها الطرفين المصري والمسئولين في الاتحاد الأوروبي من بينها برامج التعاون القائمة وسبل تعزيزها في المرحلة القادمة بين مصر والاتحاد الأوروبي ومؤسساته، أو التباحث بشأن عدد من القضايا ذات الطابع الإقليمي والدولي التي تهم الجانبين.

وأكد أن القمة المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي تناقش عددا من الموضوعات التي تمثل أولوية في اهتمامات مصر الخارجية في الآونة الأخيرة، فمصر أحد الأصوات الهامة على المسرح الإقليمي والدولي فيما يخص أفريقيا وشواغلها وطموحاتها، وهناك عددا من الموضوعات التي سيتم بحثها في هذه القمة.

ولفت إلى أنه من المتوقع أن يخرج عن القمة خطة عمل للشراكة بين الاتحادين الأفريقي والأوروبي للفترة حتى 2030، ومن بينها قضية اندماج أفريقيا في الاقتصاد العالمي حيث لا يزال هناك عمل كبير يتم في هذا الإطار، ولا تزال القارة الأفريقية غير مندمجة بالشكل الكامل، وعلاقات التعاون وخاصة مع شريك أساسي كالاتحاد الأوروبي يسمح بتحقيق هذا الاندماج.

وأكد نائب وزير الخارجية الأسبق أن القمة تناقش القضايا الخاصة بالنواحي الأمنية مثل الهجرة غير الشرعية والتطرف والإرهاب وكذلك جائحة كورونا وتداعياتها حيث لم تكن القارة الأفريقية معدة لمثل هذا التحدي وسعت بشتى الطرق لتعزيز إمكانياتها ولا يمكن ذلك بدون دعم شركاء القارة الدوليين وعلى رأسهم الاتحاد الأوروبي.

وتابع أن كيفية تعزيز قدرات أفريقيا وتمكينها من تصنيع اللقاحات الخاصة بكورونا أو غيرها من الأوبئة المستقبلة حتى تكون القارة جاهزة بجانب الدعم للقدرات الصحية في إطار علاقات التعاون بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي، مؤكدا أن تغير المناخ وما يمثله من تحديات للقارة الأفريقية أيضا مطروح وخاصة أن مصر ستستضيف قمة المناخ 27 في نوفمبر المقبل في شرم الشيخ.

وأشار إلى أن هناك مشاغل ومطالب أفريقية وضرورة لتحقيق تفاهم في هذه المرحلة قبل انعقاد هذه القمة حتى يكون هناك تناغما وتناولا لهذه التحديات بين الطرفين الأفريقي والأوروبي، موضحا أن الرئيس السيسي خلال المؤتمر والمعرض الدولي للبترول إيجبس 2022 أكد هذا الملف وأنه لا يمكن أن نترك أفريقيا تدفع ثمن الظروف التاريخية التي واجهتها بعدما تم الاستفادة من مواردها بشكل لم ينعكس على أحوالها أو يخدمها.

وأكد أنه لا يصح عدم تمكين القارة الأفريقية من الطاقة النظيفة الذي هو شرط لمواجهة تغير المناخ وما يتعلق به من آثار بيئية فيجب تمكين هذه القارة ودولها من الطاقة وهنا يأتي دور الاتحاد الأوروبي.

Dr.Radwa
Egypt Air