في ظل استمرار توتر الوضع السياسي بين روسيا وأوكرانيا، اتفق خبراء سوق مال على أن ذلك التوتر أثر بشكل كبير على مؤشرات سوق البورصة المصرية، ولكنهم جميعًا على أمل أن تعوض البورصة خسائرها في خلال جلسات الأسبوع المقبل.

ولفتت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إلى استمرار التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، المؤثر الأكبر في تحركات المؤشرات العالمية، وكذلك تحركات مؤشرات البورصة المصرية، فالارتباط يتشكل في تعاملات الأجانب، والتي أثرت على توجهات السيولة وكذلك لدي المصريين أيضًا.

وأضافت «رمسيس» في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»: «كان الوضع سيكون أسوأ في المؤشر الرئيسي، لولا وجود صفقة استحواذ في قطاع الخدمات المالية الغير مصرفية، مما حد من عمق الانخفاضات، لذا كانت الانخفاضات في المؤشرات الفرعية الأكثر عنفًا، بسبب تأثر المؤشرات بعوامل داخلية وقرارات إدارية أثرت بالسلب على ضخ السيولة».

وأوضحت أن مؤشرات البورصة المصرية تراجعت بشكل جماعي خلال تعاملات الأسبوع، وسط ضغط بيعي للمستثمرين الأجانب، حيث هبط المؤشر الرئيسي «egx30» بنسبة 0.3%، ليصل إلى 11535 نقطة، ومؤشر «egx70ewi» للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 6.26% ليصل إلى 1983 نقطة، ومؤشر «egx100ewi» الأوسع نطاقا بنسبة 4.72% إلى 2991 نقطة، وهبط رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة 1.78 %، ما يعادل 13.2 مليار جنيه، ليغلق عند 725.8 مليار جنيه.

وتتوقع خبيرة سوق المال، أن تعوض المؤشرات خسائرها في الجلسات القادمة إذا استقرت التوترات بين أوكرانيا وروسيا بعدم تدخل الناتو، وفي حال تم ضخ سيولة مؤسسية قوية تدعم تحركات السيولة بين المؤشرات، ستنفصل المؤشرات بأدائها عن تلك التوترات، لأن معامل الارتباط سيكون ضعيفًا حسب نسبة تعاملات الأجانب، وكذلك بسبب نتائج الأعمال التي تظهر زيادة في الأرباح غير متوقعة في العديد من القطاعات.

أسباب هبوط البورصة
كما أكد محمد عطا، مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، أن مؤشرات البورصة المصرية شهدت تراجعات جماعية لمؤشراتها بكافة جلسات تداول الأسبوع، باستثناء جلسة منتصف الأسبوع الثلاثاء، وجاءت التراجعات وسط قيم تداول ضعيفة وانخفاض في السيولة. 

 وأضاف «عطا» في تصريحات خاصة لبوابة «دار الهلال»، أن مؤشر السوق الرئيس «egx30»، شهد هبوط عنيف مع بداية جلسات الأسبوع، بدعم من مبيعات المؤسسات الأجنبية بالأسهم القيادية للمؤشر، وخاصة سهم البنك التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الأكبر بالمؤشر، وجاءت هذه الضغوط البيعية نتيجة للتوترات الجيوسياسية واندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، التي أثرت بالسلب على أداء الأسواق العالمية وبالتبعية على السوق المصري.

وتابع أن ذلك أدى لهبوط المؤشر الثلاثين عند دعمه الرئيس بالقرب من 11400، ويرتد خلال جلسة الثلاثاء منتصف الأسبوع، مع الحديث عن انفراج الأزمة الروسية الأوكرانية وسحب القوات الروسية، واستطاع المؤشر اختراق مستوى المقاومة 11600 نقطة، ولكنه لم يستطع الثبات أعلاها نتيجة جني الأرباح السريع بجلسة الأربعاء، واستمر الهبوط بجلسة الخميس نهاية الأسبوع مع اندلاع حدة الأزمة الجيوسياسية مرة أخرى صباح الخميس، ليغلق المؤشر الثلاثيني بنهاية الأسبوع عند 11535 نقطة.

وأكمل «عطا»، أن مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «egx70»، شهد بالتبعية هبوط عنيف منذ بداية الأسبوع، بدعم من مبيعات الأفراد الناتج عن عدم وضوح الرؤية، أدى إلى كسر المؤشر السبعيني لحاجز الـ2000، واستطاع أن يستقر أعلى منطقة الدعم 1950، مدعوم بالشراء الانتقائي من قبل الأفراد بالأسهم الصغيرة والمتوسطة بالقرب من مناطق الدعم الهامة لها، وأغلق المؤشر السبعيني بنهاية جلسات الأسبوع على تراجع طفيف بنحو نقطة واحدة، مسجلًا 1985 نقطة.
 
وأوضح أن ضعف قيم التداول وشح السيولة بالسوق المصري، نظرًا لاختفاء قوة الشراء المؤسسي داخل السوق وترقب الأفراد، نظرًا لحالة عدم اليقين واختفاء وضوح الرؤية، إلى جانب حالة التشبع البيعي، نظرًا لتدني أسعار الأسهم.
 
وأشار خبير سوق المال، إلى أن مؤشر السوق الرئيس يسير بقناة عرضية من 114000 نقطة إلى 11600 نقطة، وأن الثلاثيني لازال يحترم الدعم الرئيسي له عند 11400 نقطة، واستطاع أن يرتد بالقرب منه وأغلق عند 11535 نقطة.

ويتوقع أنه مع تهدئة الوضع عالميًا، وانفراج الأزمة الروسية الأوكرانية ووضوح الرؤية، من المتوقع أن يستهدف الثلاثيني مستوى 11800 نقطة على المدى القصير. 

وتابع «عطا» أنه ظهر على مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «egx70» التماسك النسبي بجلسات نهاية الأسبوع، ونجح في الحفاظ على مستوى الدعم 1950 نقطة، ومع ظهور الشراء الانتقائي من قبل الأفراد بالأسهم الصغيرة والمتوسطة، يستهدف السبعيني اختراق حاجز الـ 2000 نقطة على المدى القصير.