جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للعاصمة البلجيكية بروكسل فى غاية الأهمية.. شهدت زخماً فى اللقاءات التى أجراها الرئيس سواء مع ملك بلجيكا ورئيس وزرائه أو الشركات الكبرى أو رؤساء الشركات وممثلى مجتمع الأعمال، أو رئيسى المجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية، ورئيس الوزراء الإسباني، وبالأمس الرئيس التونسى قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفي، واختيار مصر لتلقى تكنولوجيا تصنيع اللقاحات ضمن عدد من الدول الأفريقية.. هذه الزيارة نموذجية فى توقيتها ومضمونها وأهدافها سواء على الصعيد الثنائى أو الإقليمى والدولي.. أو على صعيد عرض الفرص الاستثمارية المصرية، وعقد اتفاقيات للاستفادة من خبرات وإمكانات الشركات العالمية فى مجال التنمية والبناء فى مصر.
زيارة الرئيس السيسى لبلجيكا والمشاركة فى القمة الأفريقية ــ الأوروبية جاءت حافلة.. وبذل الرئيس جهوداً خلاقة.. ولقاءات مهمة.. لتحقيق الأهداف المصرية.. واختصرت الزيارة فى مضمونها شهوراً طويلة فى تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور وطرح الرؤى ووجهات النظر المصرية على كافة الأصعدة.
الدبلوماسية الرئاسية تُحَلِّق فى سماء بروكسل.. حيث اللقاءات المتعددة والمتنوعة التى توافق السياسات والمصالح والأهداف المصرية ..ما بين توحيد الرؤى والمفاهيم ووجهات النظر حول مجريات الأحداث الدولية والإقليمية ..وما بين تعزيز التعاون والشراكة وتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب وإمكانيات وقدرات الدول الاوروبية المتقدمة والمتطورة، لتحقيق أهداف البناء والتقدم والتنمية فى مصر ..وما بين حفاوة وتقدير واحترام للدور والثقل المصرى والتجربة الملهمة والإنجازات والنجاحات التى قادها الرئيس السيسى الذى يحظى بمكانة دولية مرموقة.. وحرص دولى وإقليمى على التواصل والتقارب من مصر.
من المهم أن نتوقف كثيراً عند زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعاصمة البلجيكية بروكسل، للمشاركة فى القمة الأفريقية ــ الأوروبية، بالقراءة والتحليل والأهداف والتوقيت ..وكثافة اللقاءات سواء على المستوى الأوروبى أو العربى الأفريقي، أو فى الأبعاد الاقتصادية والتنموية والدفاعية والصحية.
زيارة الرئيس السيسى للعاصمة البلجيكية بروكسل، التى امتدت لأيام، جاءت حافلة وثرية ومتعددة الأهداف والأبعاد.. ومتنوعة فى محاورها سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو القارية أو العربية.. فالرئيس أجرى خلال الزيارة عدداً غير مسبوق من اللقاءات سواء على صعيد التعاون مع بلجيكا، حيث التقى الرئيس السيسى ملك بلجيكا ورئيس وزرائها.. ورؤساء كبريات الشركات فى مجالات الصناعات الدفاعية والتكريك وحماية الشواطئ.. ثم لقاء الرئيس ممثلى مجتمع الأعمال وعدد من كبار المسئولين البلجيكيين وممثلى الجهات الحكومية المعنية المختلفة، ثم لقاءات مع رئيسى المجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية، ورئيس وزراء أسبانيا.. ثم بالأمس الرئيس التونسى قيس سعيد، وأيضاً السيد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسى الليبي.
من خلال قراءة اللقاءات التى أجراها الرئيس السيسى فى بروكسل تستطيع أن تصل إلى حقيقة مهمة للغاية بأنها زيارة الأهداف الكثيرة والغزيرة، التى شهدت تعدداً وتنوعاً سواء فى نتائجها وأهدافها أو القضايا والملفات والموضوعات محل البحث والنقاش سواء على المستوى الإقليمى أو الدولى أو الثنائى والقاري.
توقيت الزيارة التى استمرت لعدة أيام جاء مهماً فى ظروف دولية وإقليمية ودقيقة، حيث جائحة كورونا وتداعياتها على جميع دول العالم فى كافة المجالات، خاصة على الصعيدين الاقتصادى والصحي، بالإضافة إلى ما يمر به العالم من قلاقل وتوترات وصراعات وتجاذبات تؤثر بطبيعة الحال على دول العالم والمنطقة.
التوقيت أيضاً كان مهماً للدعوة والزيارة المهمة، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط تشهد أيضاً أزمات مازالت مستمرة فى منطقة وإقليم مضطرب ومتوتر، تتصاعد فيه الأحداث والمتغيرات سريعة الإيقاع، وكذلك مستقبل دول الجوار لمصر وأمن المتوسط والبحر الأحمر.
الزيارة أيضاً عكست الإرادة المصرية والدولية للتعاون والشراكة على المستوى الثنائى خاصة أن مصر تعيش عصراً من النمو الاقتصادى ونجاحات كبيرة على مستوى تجربتها فى البناء والتنمية والتقدم، وحققت إنجازات غير مسبوقة فى هذا الصعيد.. وامتلاكها لفرص كبيرة وغزيرة فى كافة المجالات والقطاعات، وإرادتها وتوجهاتها نحو الاستفادة من إمكانيات وتجارب الدول المتقدمة فى الكثير من المجالات التى تخاطب التطور الذى تشهده مصر ورؤيتها نحو التقدم الكبير، وأيضاً جذب الاستثمارات الأجنبية للاستفادة من الفرص المصرية والتيسيرات والقدرات المصرية، وعلى رأسها البنية التحتية العصرية، وشبكة الطرق الحديثة والموانئ والنقل والمناطق الاقتصادية والصناعية والمدن الجديدة، بالإضافة إلى موقع مصر الجغرافى الفريد الذى يربط العالمين العربى والأوروبى وأيضاً مصر بوابة السوق الأفريقية التى استعادت قيادتها للقارة السمراء والعمل على تحقيق مصالحها وأهدافها وتطلعات شعوبها.
إن الجهد الكبير الذى بذله الرئيس السيسى على مدار أيام الزيارة وتنوعها وأهدافها يستحق التحية والتقدير، فهو جهد خلاق وفريد، يحقق الأهداف المصرية وفق رؤية عبقرية ويعمل على التنسيق المستمر مع القوى الدولية والإقليمية لحل الأزمات التى تهدد المنطقة من خلال رؤى وحلول سياسية وسلمية لترسيخ الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة.
لذلك جاءت زيارة الرئيس السيسى للعاصمة البلجيكية فى توقيت مهم وتتويجاً لزيارات سابقة فى مسارات أخري، حققت نجاحات كبيرة، بما يعكس حالة التعدد والتنوع فى السياسة المصرية الدولية التى تتسم بالحرص على بناء الشراكة والتعاون وتبادل المصالح مع دول العالم، والانفتاح على الجميع بعلاقات تقوم على الاحترام المتبادل والندية واحترام السيادة والخصوصية لترسيخ السلام والأمن والتنمية ومواجهة التحديات التى تواجه العالم على المستويين الإقليمى والدولي.
بالأمس.. الرئيس السيسى عقد لقاءين مهمين للغاية خلال زيارته للعاصمة البلجيكية بروكسل.. اللقاء الأول كان مع الرئيس التونسى قيس سعيد، وهو لقاء مهم للغاية، خاصة أن مصر تدعم بشكل مستمر الجهود المبذولة من قبل الرئيس قيس سعيد، لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة فى تونس الشقيقة، وتحقيق الأمن والاستقرار فى البلد الشقيق، وبناء مستقبل أفضل للشعب التونسى الشقيق.. كما أن تونس من دول الجوار للشقيقة ليبيا والتنسيق بين مصر وتونس لدعم المسار السياسى فى ليبيا وترسيخ الأمن والاستقرار فيها أمر مهم للبلدين، وأيضاً حرصاً على المصلحة العليا للشقيقة ليبيا.
الرئيس قيس سعيد خلال لقائه الرئيس السيسى أشاد بما حققته مصر من إنجازات وأمن واستقرار وتنمية.. وهو رئيس يتمتع بحب كبير وتقدير غير محدود لمصر والعروبة، ويرى أن مصر صاحبة دور وثقل بارز على الصعيدين الإقليمى والدولي، وأن هذا الثقل له انعكاسات كبيرة على العمل الأفريقى والعربى المشترك وجهود التسوية السياسية لأزمات المنطقة.
جاء اللقاء الثانى أيضاً مهماً.. حيث عقد الرئيس السيسى فى مقر إقامته بالعاصمة بروكسل مع السيد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسى فى ليبيا اجتماعاً بحثا فيه العلاقات الثنائية.. وأكد الرئيس السيسى دعم مصر الكامل للمسار السياسى الراهن لتسوية الأزمة الليبية فى كافة المحافل الثنائية والإقليمية والدولية، وأيضاً تجديد التأكيد المصرى على تعزيز التنسيق مع الأشقاء فى ليبيا خلال الفترة الحالية من أجل تفعيل إرادة الشعب الليبي.
تظل الثوابت المصرية تجاه ليبيا الشقيقة التى أكد عليها الرئيس السيسى مجدداً فى اجتماعه بالمنفى بالأمس، تتسم بالشرف والحرص على تحقيق المصلحة العليا للدولة الليبية فى المقام الأول وتنبع من مبادئ الحفاظ على وحدة الأراضى الليبية واستعادة الأمن والاستقرار بها، والتمتع بجيش وطنى موحد، وإنهاء التدخلات الأجنبية وخروج كافة القوات والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا.
ثمَّن السيد محمد المنفى الدور والجهود المصرية فى دعم ليبيا من خلال المساهمة فى استعادة المؤسسات الوطنية، وتوحيد الجيش الوطنى الليبي، بالإضافة إلى الدور المصرى على المستوى الدولى لدعم المسار السياسى الحالى فى ليبيا، وأيضاً مساندة جهود استعادة الأمن والاستقرار، وهو محل ثقة وتقدير الأشقاء فى ليبيا.
بالأمس أيضاً شارك الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى الذى نظمته منظمة الصحة العالمية على هامش القمة «الأفريقيةــ الأوروبية» فى بروكسل للإعلان عن الدول الأفريقية المتلقية لتكنولوجيا (MRNA) للقاحات.
الرئيس السيسى أعرب عن تقديره لاختيار مصر ضمن الدول الأفريقية التى ستتلقى الدعم للحصول على هذه التكنولوجيا المستخدمة فى تصنيع اللقاحات وغيرها من العقاقير الطبية المهمة لمواجهة الكثير من الأمراض المستعصية، وأن هذا الحدث يمثل انعكاساً حقيقياً لما يمكن أن تكون عليه الشراكة الدولية فى المجال الصحي.
أوقفوا إعلام الفتن
أدعو المسئولين عن الإعلام لسرعة التدخل وإيقاف هذه الفوضى التى تمارسها بعض القنوات الفضائية التى لا أدرى لحساب مَن تفعل ذلك؟.. وتضرب بالأهداف المصرية التى تصب فى مصلحة حماية الدولة واللُّـحْمة والاصطفاف الوطنى عرض الحائط.. ولا تأبه بخطورة هذه الممارسات الإعلامية التى تخرج عن السياق الوطني.. فلا أدرى لمصلحة من يفعلون ذلك.. وهل وضعوا فى حسبانهم طبيعة ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات وما يحتمه دور الإعلام فى بناء الوعى الحقيقى وترسيخ التماسك المجتمعى أم هى فوضى وإعلام «أبوكيفه» كل مذيع يقول ما يحلو له دون إدراك حقيقى لما يقول ويفعل؟
إحدى القنوات الفضائية دأبت على تشجيع الابتذال والهلس من فن هابط يشكل خطراً على الذوق العام والوجدان المصري.. ثم زادت الطين بلة فى محاولة المساس بمؤسسة الأزهر والإساءة لها باجتزاء أحاديث تهز الثقة وتتجرأ على هذه المؤسسة العالمية التى تحظى بثقة واحترام دولى كبير وتشكل أحد أهم مكونات القوى الناعمة المصرية.
القناة الفضائية الأخرى تخصص برنامجاً لأحد الإعلاميين الذين دأبوا على ترويج الخزعبلات والفتن والإساءة للدين والأنبياء والرموز والدفاع عن الممارسات الشاذة والسلوكيات المنحرفة مثل الأفلام التى تروج للمثلية والإباحية ومحاولات ضرب الثوابت والقيم المصرية والدينية.. ولا أدرى ما هى المتعة لديه فى الانحراف عن السياق الأخلاقى والدينى العام.. هل هى محاولة لجذب الانتباه والظهور والنرجسية أم أنها أجندات خارجية وموالاة لمخططات تستهدف ضرب العقل المصرى والعربي، ما هى المتعة والسعادة فى التشكيك فى الثوابت الدينية والهجوم على الإسلام والأنبياء والصحابة.. وما هى المتعة فى ترويج أكاذيب عن مجتمعات محافظة تتمسك بالتقاليد والأصول والعادات، ولها إطار أخلاقى يتمتع بخصوصية مثل أهالينا فى الصعيد، والتقول على أهلها بأفعال وسلوكيات لم يعرفوها من قبل.. ولا ندرى من أين جاء بها؟
إن هذا الإعلامى لا يمثل خطراً على نفسه، بل خطر على المجتمع.. وعلى الأهداف المصرية.. فقد تناول الإعلام الإخوانى المعادى للدولة والوطنية أحاديث الإفك التى روجها هذا الإعلامى لإشعال الفتنة والوقيعة بين المصريين.. ثم تناولت إحدى القنوات العالمية ما قاله هذا الإعلامى المنحرف والمريض بالذاتية والجاهل بكل شيء.. وغريب الأطوار شكلاً ومضموناً.. كل ذلك يشكل خطراً داهماً على المشهد المصري.
لا أدرى ما فائدة أحاديث الإساءة للدين والأنبياء والصحابة والتقليل من شأن الصالحين والافتراء على الإسلام.. ولماذا يتحدث فى الدين الجهلاء وعموم الناس، ولماذا لا يقتصر الحديث فى أمور الدين على العلماء والأئمة وأهل الذكر والتخصص من الذين يثق فى علمهم الناس.. كيف يتحدث إلينا فى أمور الدين إعلامى أو باحث مشبوه.. أو شخص موتور مريض، يعمل بنظرية خالف تُعْرَف.. يأكل على كل الموائد ..شاذ الفكر والعقل والمنظر والهيئة، لا يحترم أحداً، ولا يمتلك صفات أدب العلماء واتزان رجال الدولة، فوضوى مدعٍ، جاهل صفيق ..مختل، تنطبق عليه مقولة «لا تعلموا أولاد السفلة العلم» فما يقدمه ليس إعلاماً على الإطلاق، ولكنه مضمون موجه يسعى للعبث فى عقول الناس ونشر الفتنة والاحتقان.. ترك كل الموضوعات والقضايا والملفات والتحديات.. وتفرغ للإساءة للدين والأنبياء والصالحين، وإشعال الفتن والإساءة لأهالى الصعيد وأمهاتهم.. إنه لا يقل خطراً ولا تطرفاً عن جماعات الإرهاب والتشدد والتطرف.. على هذا الهراء والسفه والدجل أن يتوقف لأن مصر أمامها تحديات كثيرة وآمال عريضة ..ووعى حقيقى تريد أن تبنيه بالصدق والشفافية.. فلا تتركوا الحديث فى قضايا الشأن العام والأديان للسفهاء والجهلاء والمرضى والشواذ والمجندين والمدعومين لضرب اللُّـحْمة المصرية.. وتفكيك ثوابتها والمساس بقيمها وأخلاقياتها.. والإساءة لأهلها.
أوقفوا هذا العزف النشاز، فلا يوجد أحد فى مصر على رأسه ريشة، وقلنا مراراً وتكراراً إنه لا فائدة ولا عائد، ولا رهان رابح على المتلونين والملوثين، والذين امتدت أياديهم على مال حرام من أعداء مصر للإساءة إليها أو التآمر على شعبها.. وتذكروا أن ذيول الكلاب لا تنعدل ..والحماقة لا تُعالَج والخيانة لا تتحول فجأة وبقدرة قادر إلى وفاء ووطنية.. إنها تسرى فى الدماء، ومرض عُضال، لا علاج له إلا الموت.
تحيا مصر