الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

مقالات

لحظة صدق.. مواقفه لا تنسى

  • 19-2-2022 | 17:08
طباعة

كل تلاميذ الأستاذ الراحل جلال دويدار لهم معه مواقف، فالأستاذ جلال كان صحفيا من الطراز الأول وكان إنسانا لا يعوض، له معنا جميعا مواقف ودروس ومواعظ.. كان أول من يصل إلى الجريدة في الثامنة صباحا وآخر من يغادرها بعد صدور الطبعة الثالثة أو الرابعة، كانت حياته كلها للصحافة ولتلاميذه ولمؤسسته "دار أخبار اليوم" التي بدأ فيها مشوار حياته منذ كان طالبا بكلية الآداب في السنة الثانية، وكان أساتذته علي أمين ومصطفى أمين، تعلم على يديهم الصحافة الحرة الملتزمة التي تضع البلد في أولويات العمل وتضع مصلحة المواطن أولا، والصحافة الإنسانية والصحافة الإخبارية وكل فنون الصحافة التي كانت لأخبار اليوم الريادة فيها.

أذكر له الكثير من المواقف؛ أذكر أنني عندما قمت بحملة لمنع التعدي على الأرض الزراعية.. كانت هناك قوى كثيرة تريد السماح بالبناء على الأرض الزراعية بدعاوى مختلفة منها أن الأهل لا بد أن يسكنوا بجوار أبنائهم وأن العائلات خاصة في القرى لا يمكن أن تبتعد عن أبنائها ولا للعائلة أن تتفرق وحجج أخرى كثيرة.

 لكن الأستاذ جلال كان معي عندما اقترحت أن أقوم بهذه الحملة.. وأفرد لها مساحات وساندها بل وكتب هو شخصيا أن الأرض الزراعية هي ثروة مصر ومستقبل مصر، واليوم نجد الرئيس البطل عبد الفتاح السيسي الذي واجه جميع المشكلات الصعبة بحسم ووضع لها ومنع تكرارها يرسي هذا المبدأ ويدافع عن الأرض الزراعية.

 والدكتور مصطفي مدبولي في اجتماعه الأخير مع مجلس المحافظين قال: "نحن مسئولون أمام الله، وأمام هذا الوطن بأن نُوقف أي تعديات على الأراضي الزراعية، لحماية مستقبل الأجيال القادمة".

أذكر عندما قمت بحملة لحماية الأهرامات من مواسير كبيرة كان مخطط أن تمر تحت الأهرامات لإمداد مدينة ٦ أكتوبر بالمياه، وكانت أيضا هناك قوى كثيرة من مصلحتها أن يمر هذا المشروع وعندما كتبت فيه ساندني أستاذي الكبير جلال دويدار وبالفعل قمت بنشر هذه الحملة ورشحني هو لجائزة وضعتها اليونسكو لحماية التراث العالمي، وبالفعل تقدمت للمسابقة وساندني فيها طبعا الدكتور زاهي حواس والوزير الأسبق فاروق حسني، وكلهم من العمالقة، وبالفعل حصلت على جائزة اليونسكو في هذا العام للحفاظ على التراث العالمي.

المواقف كثيرة والدروس والعبر كثيرة ولن ننسى أ. جلال دويدار ولن ننسى تعليمه ولن ننسى انتماءه وحرصه على العمل وكل ما زرعه فينا هو ما نحصده هذه الأيام.. غفر الله للأستاذ جلال دويدار وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الاكثر قراءة