أكد رؤساء المجالس والبرلمانات العربية على أهمية تعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، كما جددوا مواقفهم الداعمة لقضية فلسطين ولصمود الشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967 .
جاء ذلك خلال أعمال اجتماعات المؤتمر الرابع لرؤساء المجالس والبرلمانات العربية ، برئاسة رئيس البرلمان العربي عادل العسومى وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط ، ومشاركة عدد كبير من رؤساء المجالس والبرلمانات العربية والوفود المرافقة لها.
ومن جانبه دعا رئيس مجلس النواب الأردني عبد الكريم الدغمي إلى تعزيز الدبلوماسية العربية في ظل الظروف والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، مشيرا إلى أن دولاً عربية خسرت استقرارها وذاقت شعوباً عربية ويلات التشرد، ضاعفت ويلاتها بسبب تراجع العمل العربي المشترك ، مؤكدا انه لم يعد للشعوب العربية قدرة على تحمل استمرار هذه الأوضاع.
وأكد أهمية وضع مشروع تعاون عربي يكون عماده الإنسان العربي، والذي يسعى الكثيرون لتغيير هويته، وأن مسودة الوثيقة التي سيرفعها المؤتمر للقادة العرب في القمة العربية المقبلة، تشكل إطاراً ناظماً ومهماً للعمل العربي المشترك، مشددا على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولي ولا بد من التوصل لحل عادل وشامل لها يستند لقرارات الشرعية الدولية.
كما جدد التأكيد على الموقف الأردني بضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مشددا على ضرورة التوصل لحل سلمي للأزمة السورية، وقال إن مؤتمرنا يناقش موضوع عودة أنشطة سوريا للجامعة العربية، مشيرا إلى أهمية دور سوريا في العمل العربي المشترك، وأهمية توافق الرؤى إزاء الأزمات العربية الأخرى من بينها ليبيا واليمن.
ومن جانبه قال رئيس مجلس الشوري البحريني علي بن صالح الصالح إن ما تمر بها منطقتنا العربية من تحديات وأزمات تتطلب حلولاً شاملة ومستدامة تصب في الصالح العام لدولنا العربية.
وقال إننا نتطلع إلى القمة العربية القادمة في الجزائر، ونثق في قدرة القادة العرب على التعاطي مع كافة التحديات والمستجدات والعمل علي تذليلها وتجاوزها وبلوغ ما تطمح له الشعوب العربية من تقدم واستقرار، ومن جهة أخرى دان الاعتداءات المستمرة من جانب مليشيات الحوثي وما تقوم به من أعمال إرهابية واعتداءات على السعودية والإمارات.
ودعا إلى توحيد الجهود لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن ومبادرة المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية بما يحفظ لليمن سيادته ويمنع أي تدخل في شئونه الداخلية، وشدد على أن نهج مملكة البحرين يقوم على مساندة الجهود العربية المشتركة والنهوض بالعمل لعربي المشترك لصالح استقرار الدول العربية.
ودعا إلى التأسيس على موقف الدول العربية إزاء كل القضايا والقضية الفلسطينية لدعم جهود الشعب الفلسطيني لإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وتحديث وتطوير منظومة تشريعاتنا العربية بما يضمن مستقبل أفضل للأجيال القادمة، معرباً عن أمله في أن تكلل أعمال المؤتمر بالنجاح.
وشدد إبراهيم بوغالي رئيس المجلس الشعبي الوطني بالجزائر على ضرورة التعاون العربي لضمان الأمن والسلام لدولنا العربية، وقال " إننا نتابع البطش الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني "، مؤكداً دعم بلاده الكامل لصمود الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل إقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس.
وأوضح أن الجزائر تؤكد أن القمة العربية القادمة المقرر عقدها قبل نهاية العام في الجزائر، ستكون قمة التضامن العربي، بما يدعم العمل العربي المشترك.
وأكد حسن بن عبد الله الغانم، رئيس مجلس الشورى القطري، ضرورة تعزيز التكامل والتضامن العربي خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وشدد على الدعم العربي للشعب الفلسطيني في كفاحه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء الحصار على مدنه، مشيرا إلى أن المنطقة لن تتمتع بالاستقرار إذا لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه.
وأكد مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي أهمية التوقيت الذي يعقد فيه هذا المؤتمر حيث يعقد في وقت العرب، أحوج ما يكونون فيه للتعاون والتكامل العربي وخاصة بالنظر إلى حجم القضايا الملحة التي تفرض نفسها على عالمنا العربي.
وحذر من تأثير انعدام الاستقرار والأمن في عالمنا العربي على القضايا الأخرى الملحة مثل الديمقراطية وتمكين المرأة والشباب، وأن ما يحدث في دولة عربية يؤثر على دول عربية أخرى، مشيرا إلى أهمية ما تتضمنه وثيقة المؤتمر الذي سترفع إلى القمة العربية، ولكن شدد على ضرورة أن يتضافر معها خطاب موحد وخطوات متكاملة ومتسقة.
واستعرض رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح التطورات الجارية في بلاده، وأعرب عن الإحباط العام لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها المقرر في 24 ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أن ليبيا كانت تراهن على إجراءها لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد.
وقال إن مجلس النواب الليبي كان حريصاً على تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في موعدها المقرر، معتبراً أن غياب الحوار الوطني والتدخل الخارجي المباشر وغير المباشر يعد من أكبر أسباب مجمل الصراعات في المنطقة.
كما أكد ضرورة مد جسور الثقة بين كل الأطراف وإخراج قوات المرتزقة وكافة القوات الأجنبية، حتى يستنى الوصول إلى حل ليبي ليبي يحافظ على وحدة واستقرار البلاد.
من جانبه، وصف رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر الأوضاع في اليمن بأنها كارثية، وأنها هي الأسوأ على الإطلاق، متهماً مليشات الحوثي برفض كل مبادرات السلام ووضع حد للحرب.
ودان استمرار الاعتداءات على السعودية والإمارات، من جانب مليشيا الحوثية الإرهابية، مؤكدا الدعم لجهود الأمم المتحدة من أجل التوصل لتسوية الأزمة اليمينية.
وشدد على الحاجة لدعم الشرعية في اليمن والحفاظ على الدولة الوطنية خاصة أن هناك نهجاً تدميرياً يستهدف المنطقة بأسرها، ويبدو أنه لن يتوقف.
وقال نائب رئيس المجلس الوطني الإماراتي أحمد الرحومي إنه على الرغم من الأحداث الجسام التي تعيشها الأمة العربية إلا أننا لا يزال يحدونا الأمل، في رؤية عربية على مستوى البرلمانيين وعلى مستوى الحكومات تضمن تحقيق تطلعات الشعوب العربية.
ودان الاعتداءات الحوثية على السعودية والإمارات، وتهديد الملاحة في منطقة البحر الأحمر، ودعا لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، مؤكدا ضرورة مواجهة التهديد السيبيراني للأمن في المنطقة.
ومن جانبه أكد عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو البرلمان الفلسطيني، على أهمية تعزيز الرؤية البرلمانية العربية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحذر من استمرار الانقسام الفلسطيني مؤكدا أنه ألحق ضرراً كبيراً بالقضية الفلسطينية وأعطى للمحتل الفرصة للاستمرار في ممارساته العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، معرباً عن إدانته للممارسات الإسرائيلية بحق الشعب في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.