بعدما ألقينا الضوء على شعراء العصر الجاهلي، سابقًا، ومن هم أبرز شعرائه، ومواطن الجمال التي كانت تُميز ويتسم بها الشعر بهذا العصر، نأتي إلى شعراء صدر الإسلام.
عصر صدر الإسلام
يُعد هذا العصر بالمرحلة فارقة في حياة العرب، بتحول الشعر من شعر بلا قيود وصريح إلى شعر مُلتزم، وارتبط الشعر الإسلامي بظهور وبعثة النبي المصطفى محمد -صل الله عليه وسلم-، واستمر إلى آخر الخلفاء الراشدين.
من أهم الشعراء هذا العصر: «حسان بن ثابت - المُغيرة بن الحارث بن عبد المطلب وهو ابن عم النبي صل الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة - وكعب بن مالك - وكعب بن زهير».
ومن أشهر أبيات حسان بن الثابت - رضي الله عنه:
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
ببارين الأعنة مصعدات على أكتافها الأسل الظماء
العصر الأموي
ازدهر الشعر في العصر الأموي، ويعد من أكثر عصور الأدب ازدهارًا وتطورت أساليبه، وهو العصر الممتد من بعد مقتل الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
وتأثر الشعر العربي بهذه الفترة بتأثره بالحياة السياسية، ممّا جعل هذا الأدب يتلون بألوان بيئات جديدة، وظهور الشعر السياسي والنقائض، وبرز أيضًا شعر القصاص والحدود والغزل البدوي العفيف، والغزلِ الحضري، ويعتبر شعر الغزل والسياسي من مستجدات التي أضيفت على الشعر الإسلامي في هذا العصر.
من أهم الشعراء هذا العصر: «الفرزدق - جرير- الأخطل التغلبي - عمر بن أبي ربيعة».
ومن أشهر أبيات الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنا لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
بيتا بناه لنا المليك وما بنا حكم السماء فإن حكمه لا ينقل
ومن أشهر أبيات الأَخطلِ في هجاء بني قيسٍ:
إليك أمير المؤمنين نسيرها تخب المطايا بالعرانينِ من بكر
برأس امرئ دلى سليماً وعامراً وأورد قيساً لج ذي حدب غمرِ
العصر العباسي
بعد انتهاء الدولة الأموية على يد أبو مسلم الخرساني، ظهر العصر العباسي، وتطورت الأساليب الشعرية في العصر العباسي، بسبب اطلاع الشعراء على ثقافات أخرى، واتساع رقعة الدولة الإسلامية بفعل الفتوحات، إلى جانب التطوير الحضاري، واستخدم الشعراء آنذاك مفردات وأساليب المُحسنات البديعية والتجديد من واقع الحياة، مع حرص الشعراء العباسيين على أغراض الشعر ويسيرون على خطى الشعراء القدامى، التي عرفت في العصرين الجاهلي والإسلامي، وقد قسم الأدباء هذا العصر إلى قسمين، العصر العباسي الأول والثاني، نظرًا لطول هذا العصر.
من أهم الشعراء هذا العصر: «أبو الطيب المتنبي - البحتري - ابن الرومي - أبو نواس».
ومن أشهر أبيات المتنبي: الليل والخيل والبيداء تعرفني والرمح والسيف والقرطاس والقلم
ومن أشهر أبيات البحتري: تعاط الصبابة أو عانِها لتعذر في بَرحِ أَشجانِها
وما نقلَت لَوعَتي لِمة تنقَل في حُدثِ أَلوانِها
َوائِل شيبٍ يُشيرُ العَذو لُ إِلَيها ويُكبِر من شانِها
العصر الأندلسي
بدأ الأدب الأندلسي بعد فتح طارق بن زياد الدولة الإسبانية، وأطلق عليها العرب الأندلس بعد فتحهم لها، وتأثر شعراء العرب بجمال الطبيعة، مما أثر في أشعارهم واختلطت الثقافات بشتى ألونها، وقد أثر هذا التغير الكبير في شعرهم، واستطاع الشعر الأندلسي أن يكون بمثابة الفن المحاكي للواقع، واستحدثوا فن الأزجال والموشحات، وهو شعر غنائي، وأشهر هذه الموشحات الذي قاله لسان الدين بن الخطيب:
جادَك الغيثُ إذا الغيثُ هَمى يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ
لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما في الكرَى أو خِلسَةَ المُختلسِ
من أهم الشعراء هذا العصر: «ابن عبدون - ابن دراج القسطلي، واعترض كثيرٌ من الباحثين على تسمية شعر العصر الاندلسي الذي قيل في الأندلس إلى «الشعر أو الأدب الأندلسي» فليست الأندلس عصرًا».
عصر الدول المتتابعة
وهو الذي حكم فيه المماليك والعثمانيين، وسمي هذا العصر بعصر الإنحطاط، مما رآه العشراء من ضعف وجمود، وحرق المكتبات، وأصيب الشعراء بالإحباط.
من أهم الشعراء هذا العصر: «شريف الدين الأنصاري - الشاب الظريف»، ومن أشهر أبيات الشاعر الشاب الظريف:
يا قطر عم دمشق واخصص منزلا في قاسيون وحله ببنات
وتريخي يا ورق فيه ويا صبا مري عليه بأطيب النفحات
العصر الحديث
بعد انتهاء العصر الأندلسي، وعصر الدول المتتالية، مر الشعر العربي بفترة ظلام حتى إن جاء عصر الشعر الحديث، وهي الفترة الزمنية بعد العصور الوسطى، وظهر بالعصر الحديث عدة مدارس شعرية ومنها: «مدرسة الإحياء - مدرسة التجديد - مدرسة أبولو - ثم مدرسة الشعر الحر».
من أهم الشعراء هذا العصر: «أحمد شوقي - محمود سامي البارودي - أبو القاسم الشابي - حافظ إبراهيم».
ومن أشهر أبيات للشاعر أحمد شوقي وأطلق عليه أمير الشعراء:
قُــم لـلمعلمِ وَفـهِ الـتبجيلا كـادَ الـمعلم أن يـــــكونَ رســــولا
وإلى هنا أُسدِلَ الستار على عرض شعراء على مر العصور