.انفردت مجلة الكواكب في عددها الصادر في 20 فبراير 1962 -أي منذ 60 عاما بالتمام والكمال- بتصوير "طرزان" في القاهرة، فهل أتى طرزان ليمثل أحد أفلامه في مصر .. نعم .. ولكن لم يكن أحد أدواره التي مثلها بشخصية طرزان في الأدغال، بل ما حققته الكواكب كان تغطية بديعة لحضور الممثل جوردن سكوت، لتصوير فيلم «كريم بن الشيخ»، وهو أحد الأفلام المجهولة مصريا وذات الإنتاج المشترك، والذي شارك فيه الفنانون فريد شوقي ومريم فخر الدين ومحمد سلطان .. والتفاصيل نرويها في السطور التالية.
جاء في مقدمة الحوار الذي أجراه الصحفي الكبير سيد فرغلي أن "طرزان" الشاشة يمثل الآن في القاهرة، فقد سئم من دور طرزان وقرر أن يقوم ببطولة فيلم "كريم بن الشيخ"، وشخصية طرزان التي اشتهرت عالميا، كان يقوم بها الممثل "جوردن سكوت" خلفا للمثل "جوني ويزمولر" الذي اعتزل التمثيل وكان يؤدي نفس الشخصية .. أما فيلم "كريم بن الشيخ" الذي جاء "جوردن" لتمثيله في القاهرة، فهو فيلم عربي إيطالي مشترك، يشارك في بطولته فريد شوقي ومريم فخر الدين ومحمد سلطان "الملحن" وأحمد لوكسر ولولا صدقي، أما إخراج الفيلم فكان للمخرج الإيطالي "ماريو كوستا"، وينتج النسخة العربية عبد الرازق الجاعوني.
في مقابر الغفير بالقاهرة، كانت الكواكب موجودة لتلتقط بعض الصور من كواليس الفيلم، ولتجري حوارا مع بطله، حيث كانت تصور مشاهده هناك، وأكد "جوردن" في حواره أنه في الأصل لاعب كرة ويمارس السباحة والجمباز، وفي عام 1953 التقى بمدير وكالة سينمائية في أحد الفنادق وعرض عليه العمل في السينما، فوافق ونجح في الاختبار، وتعاقد مع شركتين للإنتاج السينمائي قضى في إحداها ثلاث سنوات والأخرى أربع سنوات، وبلغ عدد ما مثله سبعة أفلام في إطار شخصية "طرزان"، وأدى أدوار أخرى مختلفة في أربعة أفلام، وهو في القاهرة الآن ليقوم ببطولة فيلمه الخامس الذي يصور في إطار صحرواي، حيث الأمير عمر الذي ينهك الناس بفرض الإتاوات عليهم، ولا يكتف بذلك بل يأمر رجاله بمهاجمة القبائل وسرقة ممتلكاتها ونسائها، ويقتل "زهيرة" أخت كريم ابنة الشيخ حسن أحد رؤساء القبائل.
يأتي دور "جوردن" في شخصية كريم بن الشيخ حسن الذي يقرر الإنتقام من قتلة شقيقته، فيحرض القبائل على قتال الأمير عمر اللص المغتصب، ثم يتخفى كريم في شخصية الأمير الأسود الذي يبدأ في قتل اللصوص رجال الأمير عمر .. وأكد "جوردن" للكواكب بأنه سعيد بوجوده في القاهرة، فقد زارها مرة واحدة منذ ست سنوات وقضى بها أسبوعين، عندما كان يستعد للسفر إلى كينيا لتصوير أحد أفلام طرزان.
أعجب "جوردن" بتمثيل الملحن محمد سلطان، الذي يمثل دور "حكيم" شقيق كريم، وأكد أنه موهوب، وهو مشتاق لرؤية الأفلام العربية ، وأن القاهرة في ذلك الوقت أصبحت أكثر جمالا من الماضي، وتمنى طرزان أو "جوردن" مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر ليعبر له عن حبه وتقديره لأعماله البطولية في مصر والوطن العربي.
عرض فيلم "كريم بن الشيخ" في نسختين، إحداهما في الخارج باللغة الإيطالية والأخرى للعرب باللغة العربية، واحتل فريد شوقي ومريم فخر الدين أفيش النسخة العربية بجانب "جوردن"، وعرض لأول مرة في 28 يونيو 1962.