قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن هناك تقارير تتحدث عن تجنيد عناصر مرتزقة من منطقة البلقان ينتمون إلى كوسوفو وألبانيا والبوسنة تمهيداً لنشرها في المنطقة المتنازع عليها في أوكرانيا، جاءت تصريحاته قبل ساعات من اندلاع موجة اشتباكات عنيفة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
ونقلت مجلة "ميليتري ووتش" عن لافروف قوله: "إن هناك معلومات تفيد أن مرتزقة من كوسوفو وألبانيا والبوسنة والهرسك يجري تجنيدهم للإخلال بتوازن روسيا وتمهيداً لإرسالهم إلى مواقع من بينها دونباس"، مشددا "أننا نقوم حاليا بفحصها بعناية".
وسعى الوزير الروسي في حوار أجراه مع محطة "روسيا توداي" إلى التذكير بالتدخل الغربي في تسعينيات القرن الماضي في يوغوسلافيا التي كان البوسنة وكوسوفو جزءا منها قبل تفكيكها، مؤكدا أن "الناتو" أخفق في ذلك ومازالت المنطقة "بعيدة عن الازدهار" منذ انخراط الحلف نفسه فيها.
وتابع: "كوسوفو وبعض المناطق الأخرى في غرب البلقان أصبحت بؤرة لتفريخ الجريمة، فهناك إرهابيون ومهربو مخدرات... وإذا قيل إن الناتو قام بغزو يوغوسلافيا لأهداف نبيلة فإن ذلك غير صحيح وغير أخلاقي، على أقل تقدير".
وكان لافروف يشير في هذا الصدد إلى قوات دعمها الغرب في كوسوفو على وجه الخصوص، وحملت مسمى "جيش تحرير كوسوفو"، التي يعتبرها مسؤولون غربيون منظمة إرهابية ولديها جذور كمنظمة وقوات حرب، تابعة لعصابات المخدرات التي تقوم بتهريب المخدرات من ألبانيا وتركيا عبر الأراضي الأوروبية.
وتقول "ميليتري ووتش" إن وزير الخارجية الروسي يحاول من خلال تصريحاته استرجاع ذكريات جرائم الحرب الغربية التي ارتكبت في يوغوسلافيا، ويسعى إلى حشد رأي عام مضاد وتشكيل جبهة معارضة لأي تدخل مستقبلي محتمل للغرب في أوكرانيا التي تحظى حكومتها في كييف برعاية من "الناتو"، بينما تحظى القوات الانفصالية في منطقة دونباس بدعم من روسيا.
كان انفصاليو منطقة دونباس أعلنوا تشكيل جمهوريتي "دونيتسك الشعبية" و"لوجانسك الشعبية" في عام 2014، في محاكاة قريبة الشبه بما حدث في كوسوفو، إذ لم تحظ المناطق الثلاث باعتراف الأمم المتحدة واعتبرت تابعة لأوكرانيا (دونيتسك ولوجانسك) وصربيا (كوسوفو) على التوالي.
وتشير المجلة إلى مفارقات البلقان، مبينة أن الدول الكبرى الأعضاء في حلف "الناتو" تدعم صراحة وحدة الأراضي الأوكرانية بينما كانت تدعم انفصال كوسوفو عن صربيا، وفي المقابل فإن البرلمان الروسي بادر بتقديم الدعم لانفصال إقليم دونباس عن أوكرانيا، بينما كان دعم بصفة مستمرة وحدة الأراضي الصربية فيما يتعلق بقضية كوسوفو.
ومن المواقف الموازية الأخرى بين الغرب وروسيا، حسب "ميليتري ووتش"، فعندما شن "الناتو"هجومه العسكري على يوغوسلافيا لدعم القوات الانفصالية في كوسوفو انتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلى نحو مواز، فإن أي هجوم روسي على أوكرانيا لدعم الانفصاليين في دونباس سيكون تصرفاً غير مشروع، إلا إذا كانت القوات الأوكرانية هي التي بادرت بتهديد أراضي روسيا نفسها.