تعرض سينما دال الأربعاء المقبل فيلم "فيتزكارالدو" فيلم غريب، واحد من أغرب المغامرات "الإبداعية".
كما لو أن المخرج أراد أن يملأ الفيلم بالصعوبات ذاتها التي أحاطت بالحكاية الحقيقية التي أخذ عنها.
وهذه الحكاية الحقيقية حصلت خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر، حين قرر ثري من البيرو، معجب إلى حد الجنون والوله بغناء كاروزو الأوبرالي، أن يقيم في مدينة نائية في البيرو تدعى اكويتوس، حفلاً أوبرالياً ضخماً يغني فيه نجمه المفضل فوق ظهر سفينة بخارية.
مدينة اكويتوس لا تقع على البحر؟ لا يهم انها تقع على نهر، ولسوف نوصل اليها سفينة بخارية لا يقل وزنها عن 400 طن.
وبالفعل جيء بالسفينة وراحت تمخر مياه نهر الأمازون. ولاحقاً حين وجد فيتزكارالدو أن عليه أن ينقل السفينة براً من رافد للأمازون الى آخر عبر جبل مرتفع، طلب من عماله أن يفككوها قطعاً متفرقة، ما يسهل حملها والانتقال بها.
هذا الموضوع نفسه هو الذي يدور من حوله فيلم هرتزوغ، مع فارق أساسي: فيتزكارالدو في الفيلم لا يفكك السفينة، بل يأمر عماله بجرها عبر الجبال والوديان في تلك المغامرة المدهشة المرعبة.
وهذا هو الشيء نفسه الذي إذ يكون موضوع الفيلم، اتبعه هرتزوج خلال التصوير: لقد جعل العمال يجرون السفينة بالحبال فعلاً، وإن كان وزن سفينة التمثيل يقل كثيراً عن وزن السفينة الحقيقية، لكن الصعوبات كانت نفسها والأعباء نفسها.
ومن هنا اعتبر الفيلم مغامرة حقيقية جنونية، لا تقل في جنونها عن جنون مشروع فيتزكارالدو الحقيقي.