بقلم : سمر الدسوقى
كنت قد اتخذت قرارا بالسفر والبعد عن أرض الوطن - رغم عدم حاجتي لهذا في ذلك التوقيت- بمجرد تولي جماعة الإخوان الإرهابية مقاليد الحكم، فقد كان من الصعب علي تحمل فكرة أن تكون بلادى تحت وطأة هذا الحكم الغاشم الذى لا يعرف ما هو الوطن وما هى الأرض وكيف يمكن الحفاظ على العرض، وظللت هناك بعيدة أتابع وأراقب الأخبار والأحداث دون أدنى بارقة أمل في الرحيل السريع لهذا الاحتلال عن أرض بلادى، ولكن فجأة ودون أى مقدمات تحققت المعجزة، وبدأت الأخبار تتناثر هنا وهناك عن الاستعداد لثورة وحشد الجهود لإحداث تغيير فعلى، فى البداية لم أكن أصدق ما يحدث، وعلى الفور اتخذت قرارى بالعودة لوطني ومشاركة جموع الشعب المصرى فى تطهير الوطن من هذا المرض، نعم المرض الذى أصاب مفاصله وكاد يعجزه عن الحركة والتقدم نحو الأمام، بل وبات وصمة عار تعتلى للأسف جبينه أمام العالم، الذى تحولت نظرته لنا من بلد صاحب باع وحضارة إلى بلد مجهول الهوية والمستقبل، وعدت وأنا أترقب ما يحدث بل وأدعو أن تتحرك الجموع بالفعل وتحدث ثورة حقيقة تحقق الخلاص والنصر، وهنا بدأت الجميلة تتحرك بل وتقود أيضا كعادتها حيث انطلقت المرأة المصرية من خلال العديد من المؤسسات والحركات النسائية والتى تعدت فى ذلك الوقت أكثر من 25 جهة، لتعلن عن مشاركتها دون خوف في ثورة ٣٠ يونيو، خاصة بعد أن عاشت فترة مظلمة خلال حكم الإخوان تعرضت فيها للعديد من الحملات التى استهدفت النيل من مكتسباتها وحقوقها على كافة الأصعدة، ونزلت ونزلنا جميعا ونحن نتطلع إلى تحقيق النجاح وتحرير الوطن، دون أدنى خوف من تهديد أو وعيد، حتى كان بيان القوات المسلحة الذى أثلج صدورنا جميعا والذى لم أملك وقتها ومعى الكثير من نساء مصر سوى البكاء فرحا ونحن نستمع لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي - وزير الدفاع فى ذاك الوقت- وهو يؤكد على دعم القوات المسلحة المصرية لمطالب الشعب المصرى ووقوفها إلى جواره، ونجحت الثورة وغيرت العديد من الخطط والحسابات العالمية التى كانت تترصد بنا مخططة لتغيير خريطة الشرق الأوسط ككل، وبدأت الدولة المصرية تستعيد هويتها مرة أخرى، وتكلل الأمر بالنجاح الفعلى بعد تولى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم فعليا عام 2014، وهو ما كان له العديد من الآثار الإيجابية التى لا تعد ولا تحصى ليس فقط على مستوى الوطن، ولكن على نطاق مكتسبات المرأة وما تحقق تقديرا لها ولدورها في حماية هذا الوطن والدفاع عنه، فبعد أن كانت قضاياها تطرح كنوع من التباهى الزائف بالاهتمام بها أمام العالم أصبحت تجد من يحنو عليها ويهتم بها ويشاركها مشكلاتها وأوجاعها بل ويقف ظهيرا لها كما كانت وما زالت ظهيرا للوطن، وهو ما يبرهن عليه حصاد ما حققته المرأة المصرية من مكتسبات بعد مرور ثلاثة أعوام على حكم سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بداية من إيمانه بقدرات المرأة المصرية وما يمكن أن تقدمه لوطنها وهو ما بدا جليا من خلال اختيار د. فايزة أبو النجا كأول مستشارة للأمن القومى، والمهندسة نادية عبده أول محافظة للبحيرة، ثم إعلان عام 2017 عاما للمرأة المصرية، وإصدار العديد من القوانين والقرارات التى تدعم تمكين المرأة على كافة المحافل بل وتواجه وبقوة الكثير من مشكلاتها العالقة على مدى أزمنة بعيدة، كتكليف الحكومة وكافة أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة باعتبار استراتيجية تمكين المرأة 2030 وثيقة العمل للأعوام المقبلة وتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات التى تضمنتها هذه الاستراتيجية، وإطلاق العديد من المبادرات التى تعمل على تحقيق التمكين الاقتصادى للمرأة المعيلة، ومساندة الغارمات من خلال تسديد ديونهن، هذا بجانب التصدى لقضية العنف الممارس ضد المرأة من خلال تغليظ العقوبات على عدد من جرائمه، والأهم من هذا كله ما تتلقاه المرأة المصرية فى كافة مناسباتها وأوقات ضعفها ومحنتها من دعم ورعاية رئاسية مباشرة، تتطلب منها وهى تستعد للاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة وتسترجع كافة هذه المكتسبات أن تكمل المسيرة ولا تتراجع وتكون الظهير الأول للوطن، فما زال الطريق طويلا وما زال يحتاج لوجودنا جميعا معا ومشاركتنا الفعالة.. وكل عام ومصر ونساء مصر بخير.