السبت 1 يونيو 2024

ذكرى ثورة مجيدة!

4-7-2017 | 22:03

بقلم – نبيلة حافظ

أربعة أعوام مضت على ثورة 30يونيو المجيدة، أربعة أعوام مضت على سطوع شمس عهد جديد صنعه شعب مصر العظيم عندما ثار ضد قوى التخلف والظلام والإرهاب، أربعة أعوام مرت ثقيلة على المصريين الشرفاء الذين سطروا أعظم ملحمة كفاح ونضال في تاريخ مصر الحديث، فلقد كان حلما أن نزيح الكابوس الجاسم على صدورنا ونتخلص من حكم الإخوان الملوث بالدماء والمسطر بالخراب والدمار، أربعة أعوام مرت على انهيار حلم أحفاد البنا في أن يمتد حكمهم لمصر خمسمائة عاما، ولكن يشاء المولى عز وجل ألا يبقوا بالحكم سوى عام واحد.

في مثل هذا اليوم كنا نعيش في ظل أيام معقدة وظروف غاية في الصعوبة وكان مبلغ حلمنا أن نجد الأمن والأمان ببيوتنا، وأن نحافظ على أقل القليل من متاع الحياة، كان الغد مبهما لا معالم له وكانت المخاطر تحيط بنا من كل مكان، تكالب علينا الأعداء بالداخل والخارج وتآمر علينا من ينتمون للأسف لهذه الأرض الطيبة، راهنوا على سقوط وضياع مصر وشعبها ولكن يشاء الله عز وجل أن يحفظها ويحميها من شرورهم ومكائدهم وأن ينقذها من مستنقع الغدر والخيانة.

ذكريات كثيرة مؤلمة نحاول أن ننساها ونمحوها من الذاكرة ولكن من الصعب على النفس نسيانها لما تحمله من أوجاع وأحزان، ربما يكون من الأفضل أن نظل نتذكرها لكي نقدر قيمتها والثمن الذي دفع فيها، ونقدر أيضا حجم التضحيات التي قدمت من أجل أن تعود مصر لشعبها الأصيل ولتستعيد مكانتها مرة أخرى بين شعوب العالم، تضحيات كبيرة قدمها أبناء مصر المخلصين الأوفياء الذين أفدوها بأرواحهم ودمائهم ولم يبخلوا عليها بالغالي والثمين، وهل هناك أغلى من النفس والروح؟

نعم علينا ألا ننسى وأن نظل نتذكرالثمن الذي دفعناه في ثورة الـ30 من يونيو المجيدة، فالثمن كان غاليا دفعه خيرة شباب الوطن من رجال الشرطة والجيش من أجل أن نعيش نحن في عزة وكرامة وأمن وأمان، رجال شرفاء أوفياء تركوا خلفهم أرامل وأيتام أمانة بين أيدينا من أجل أن نصونهم وأن نرفع قدرهم عاليا مهما حيينا.

الثمن كان غاليا دفعناه من ثرواتنا ومقدراتنا على مدار أربعة أعوام وما زلنا ندفع بقيته حتى الآن، ندفعه عن طيب خاطر جهدا وعناء وصبرا على العيش وسط الصعاب والشدائد ومتاعب كثيرة بالحياة، فابشروا يا أبناء الأرض الطيبة يا من تحملتم صعاب المرحلة وصبرتم على الشدائد والابتلاءات، وتذكروا دائما أن الله مع الصابرين وأن الفرج آت لا محالة.. آت يحمل معه ــ بإذن الله ــ خيرا كثيرا!