تتسلم إيران اليوم الثلاثاء الشحنة الأخيرة من 149 طنًا من اليورانيوم المركز أو الكعكة الصفراء الذى تسلمه لها روسيا فى إطار الاتفاق النووى مع القوى الكبرى، والخطوة تأتى وسط توتر متصاعد بين الولايات المتحدة وإيران فى ظل قلق روسى من تزايد حدة هذا الخلاف.

 

رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة النووية «على أكبر صالحى»، قال لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، إن "الشحنة الأولى من الكعكة الصفراء وصلت في 26 يناير الماضى، مضيفًا، أنه منذ دخول الاتفاق النووى مع القوى الكبرى حيز التنفيذ فى يناير 2016، استلمنا 210 أطنان من اليورانيوم المركز، وأرسلنا مقابلها إلى الخارج يورانيوم مخصب بنسبة 3,5 % بموجب نص الاتفاق".

فيما قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمال وندى، إن ما استورد يفوق ما أنتجته إيران خلال عشر سنوات، مضيفًا أن إيران باتت تملك مخزونًا كبيرًا من اليورانيوم المنقى يضمن لها تشغيل المفاعلات النووية لفترة طويلة.

 

ويري المراقبون أن التزام روسيا بتسليم حليفتها إيران شحنة اليورانيوم المخصب يؤكد على أن بنود الاتفاق النووى تطبق جيدًا وبالمواعيد المحددة، وأن روسيا ملتزمة بذلك حتى بعد انتقاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للاتفاق ووصفه بـ"المشين"وأسوأ اتفاق فى التاريخ.

 

الرئيس الأمريكي الجديد يضع إيران هدفه؛ خاصةً بعد تجربتها للصاروخ الباليستي متوسط المدى، وأعطت ردة فعل الإدارة الأمريكية الحازمة على إيران وتوقيع عقوبات على أشخاص وكيانات إيرانية، بأن هناك تغييرًا قادمًا لا محالة، فيما يري المراقبون أن المواجهة الحاسمة بين أمريكا وإيران قد لا تتضمن خيارًا عسكريًا وإن كانت إيران تحاول الإيحاء بأنها مستعدة له .

 

روسيا التي تسعي الإدارة الأمريكية الجديدة للدخول معها في شراكة قائمة على المصلحة المتبادلة، لا توافق على وصف ترامب لإيران بالإرهاب، بل تقول إن ما يجمعها بإيران علاقات شراكة، ومن هنا أبدت روسيا قلقها على لسان وزير خارجيتها سيرجي لافروف من تصاعد الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن، وحذرت من نقض الاتفاق النووى، كما انتقدت حزمة العقوبات الأمريكية الأخيرة على طهران، وبحسب المراقبين فإن الأمر سينعكس على اتجاه العلاقة بين واشنطن وموسكو خلال الفترة المقبلة.